كتاب 11
حكاية خفض المعونة الأميركية لمصر
قرار قطع المساعدة لمصر كان تاريخياً. الآن يبدأ العمل الصعب.
ترامب أرسل إلى مصر إشارة صحيحة، لكنّ هناك مزيداً يجب فعله.
عناوانان لخبرين بارزين في صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية.
الإدارة الأميركية قررت حرمان مصر من مساعدات قيمتها 95.7 مليون دولار، وتأجيل صرف 195 مليونًا أخرى لأن مصر بحسب المزاعم الأميركية لم تحراز تقدمًا على صعيد احترام حقوق الإنسان والمعايير الديمقراطية.
وهذا كذب وافتراء وفجور واضح ، فمصر لا تزال في حالة حرب مع الإرهاب ، ونشطاء السبوبة من جمعيات حقوقية تعيش على أموال من جهات خارجية مشبوهة لا يعجبها ذلك ، فظاهر عمل هذه الجمعيات الرحمة وباطنه العذاب.
أتصور أن الكونجرس الأميركي ، لا الرئيس “دونالد ترامب” الذي هاتف الرئيس المصري “عبد الفتاح السيسي”، وجد عذراً لمعاقبة مصر على اصدار قانون الجمعيات الأهلية، وتقنين عمل المنظمات غير الحكومية رغم أن ذلك شأن داخلي من ناحية، وبسبب إعلان الرئيس السيسي أن اتفاق بناء أول محطة نووية في الضبعة جاهزا للتوقيع ودعوة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لزيارة مصر.
وحسنا فعلت مصر، ماذا بوسع الكونجرس أن يفعل غدا مع روسيا أيستجيب لدعوة بعض أعضائه ويقطع العلاقات مع مصر بدعوى أن مصر تقيم علاقات مع دولة تعتبرها واشنطن عدوة كما قال أحد أعضاء الكونجرس؟ أم يقطع العلاقات مع روسيا بعد تخفيض موسكو البعثة الدبلوماسية الأميركية وإغلاق مراكز دبلوماسية رغم أن ذلك من أعمال السيادة ؟ المحطة النووية المصرية ستكون مخصصىة للاستخدام السلمي في توليد الطاقة ، ما المانع أن تفكر مصر في الاستفادة من المحطة في صنع سلاح نووي أليس هذا من حقنا أم إسرائيل فقط التي يحق لها أن تمتلك السلاح النووي؟.
ماذا فعلت مصر لصحيفة «واشنطن بوست» لكي تبرر الإجراءات ضد مصر؟ لماذا تنشر الصحيفة مقالا يقول إن مصر استخدمت مروحيات هجومية لضرب وملاحقة من وصفتهم المتشددين الإسلاميين في سيناء (الصحيفة لا تراهم إرهابيين)؟ ، ما الذي يغضب الصحيفة من أصدار قانون ينظم عمل الجماعات الأهلية والمنظمات غير الحكومية الحقوقية وغيرها ويراقب مصادر تمويلها ، الا تعلم أن ذلك من أعمال السيادة ، ويحق لأي دولة أن تفرض ما تشاء حفاظا على أمنها ؟ بعض هذه الجماعات يتلقى أموالا سخية من منظمات وجمعيات ومراكز أميركية مشبوهة ، لماذا تزعم الصحيفة أن السيسي يعتدي على حقوق معارضين ومراكز وجمعيات مدنية بحجة مكافحة الإرهاب؟.
لماذا تتغاضى «واشنطن بوست» -التي كادت أن تفلس وباعها مالكوها اليهود إلى رجل الأعمال اليهودي “جيف بيزوس” مؤسس مجموعة أمازون للتوزيع الإلكتروني – عن جرائم إسرائيل بحق الفلسطينيين؟ ولماذا تعامت عمن قتل إسرائيل 2200 فلسطيني في حرب غزة في صيف 2014 ؟ ولماذا تفتح الصحيفة أبوابها لعملاء الإخوان ونشطاء السبوبة للهجوم على مصر؟
ليكود أميركا من كتّاب ومراكز أبحاث إسرائيلية ومن يدورون في فلكهم ومن يدفعون لهم الأموال بالمليارات يفضلون أن يحكم الإخوان المسلمون مصر، للإجهاز عليها وتفتيتها وتدمير قلب الأمة، ذلك القلب النابض الذي لا يزال أبناؤها يرفضون كل ما هو إسرائيلي.
اللوبي الصهيوني في دوائر صنع القرار الأمريكية وأتباعهم من الإخوان والنشطاء يعملون ليل نهار على زعزعة استقرار مصر ، ولا يريدون لها أن تنجح ، ويروجون الأكاذيب عن حقوق الإنسان والاقتصاد والأمن ويخلطون الأوراق وسيظلوا كذلك في طغيانهم يعمهون.
مثال بسيط على ذلك أتذكرون الناشطة ” آية حجازي” الذي استقبلها ترامب في البيت الأبيض في الحادي والعشرين من إبريل الماضي ، هذه المصرية الحاملة للجنسية الأمريكية تستغلها دوائر صهيونية لتبنى حملة الهجوم على مصر، هي حانقة على مصر بعد أن أمضت ثلاث سنوات في السجن بتهمة استغلال الأطفال في التظاهر غير السلمي أثناء ثورة 2011 ، تفتح لها واشنطن بوست أبوابها ويملى عليها ما تكتب .
ومن بين ما كتبت مؤخرا ” يجب على الولايات المتحدة تقديم مساعدات إلى الحكومة المصرية فقط إذا كان النظام يعمل على احترام حقوق الإنسان ولا يقمعها، وبخلاف ذلك، ينبغى أن تحجب تلك المعونة، وينبغى لها أيضا أن تستخدم نفوذها للنهوض بحقوق الإنسان سواء من خلال المباحثات العلنية أو المغلقة، كما فعلت في حالتي، فأحلام عديد من الشباب المصريين على المحك”، هكذا تزعم ” آية ” الدولارات تفتح الشهية لبيع الأرض والعرض .
يدعم “آية حجازي” في العلن النائب الجمهوري “ماركو روبيو” صاحب اقتراح قطع جزء من المساعدات الأمريكية لمصر ، والسناتور الجمهوري “جون ماكين” المرشح الرئاسي السابق والحليف السابق والحالي للإخوان المسلمين وصديقه النائب “ليندسيي جراهام”
مع ذلك مصر لن ترضخ ولن تخضع لضغوط وسيظل قرارها الوطنى مستقلا، ولن تلفت لما تكتبه «واشنطن بوست» من نشطاء السبوبة ودعواتهم المطالبة بوقف المساعدات حتى ترضخ مصر للمطالب او اذا شئنا الدقة المزاعم الأمريكية في مجالي حقوق الإنسان والجمعيات الأهلية.
المصريون خاصة البسطاء يدركون تماما أن بلادهم لن يجدي معها ضغوط ، ويتحلون بالشجاعة في تحمل أعباء الاصلاح الاقتصادي ، ويقفون مع رئيسهم ، ضد الحاقدين من الليكود في «واشنطن بوست» وخارجها. والمتأمرين في داخل مصر وخارجها أيضا ، ويعلمون أنه ورث بلداً خرابا موارده محدودة يعيش فيه نحو مئة مليون نسمة، وأرضا زراعية تتأكل نتيجة الزحف العمراني ، لكنها ستزيد بعد بدء إنتاج المليون ونصف المليون فدان ، والخير قادم مع بدء إنتاج الغاز من حقل ظهر في البحر الأبيض المتوسط.
مصر ستنتصر، وعصابة الشر ستنهزم .