د. شريف عزمي يكتب : السمنة فى سن البلوغ

الطفل البدين .. رجل بدين !!!
مقولة علمية شهيرة وحقيقية حيث أن ذلك يترتب على تكون الخلايا الدهنية فى المراحل السنية المبكرة .
تتكون الخلايا الدهنية للانسان  فى 3 مراحل من العمر:
    آخر 3 شهور من الحمل للطفل فى بطن أمه .
    من سن 1 – 3 للطفل بعد الولادة .
    من سن 10 – 13 وهى فترة البلوغ وبدء مرحلة هامة جدا من حياة الانسان لانها مرتبطة بهرمونات الذكورة والأنوثة عند الأولاد والبنات .    
ويشير د/ شريف عزمى استشارى التغذية وعلاج الآلآم والسمنة بمعهد ناصر :
هنا إلى ميل البعض إلى شرب المشروبات " الدايت " بافراط لاعتقادهم إنها تساعد على .. لكنه اعتقاد خاطىء أيضا لأن هذه الأنواع خاصة الغامقة منها تحتوى على نسبة عالية جدا من مادة التحلية الصناعية " الأسبرتام " وقد أثبتت الأبحاث العلمية أن هذا المذاق المحلى يجعل الجسم يشعر بالجوع بعد حوالى ساعة ونصف ساعة تقريبا ،
ولكن استخدام هذة المادة باعتدال لا توجد به أى مشكلة .
كما أن شرب المياه الغازية بكثرة يعوق الاستفادة من الكالسيوم فى الوجبات نظرا لاحتواء المياه الغازية على حامض الفوسفوريك الذى يقاوم ترسيب الكالسيوم فى أماكن احتياجه .
فأذا تمت مراعاة هذه النقاط وما يصاحبها من حرمان بسيط فى البداية يتعود الجسم بعد ذلك على عدم التعرف على المواد التى حرم منها ويتعود أيضا على حرق الدهون كمصدر للطاقة بدلا من سابق عهده فى حرق النشويات وتخزين ما زاد منها عن الحاجة فى صورة دهون .
الأسباب التى تؤدى إلى السمنة  :
    الإفراط فى تناول الطعام :
ويوضحه قائلا إن من عادة المصريات عدم الأهتمام بوجبة الإفطار والتركيز على وجبة العشاء , فى حين أن الحكم الواردة إلينا من القدماء تقول ." افطروا كالملوك  وتغدوا كالأمراء وتعشوا كالفقراء " .. وهى الحكمة التى يطبقا الأجانب الذين يؤمنون بحكمة مشابهة تقول " أفطارك .. تناوله بمفردك ..غداؤك .. شاركه مع صديق .. عشاؤك قدمه لعدوك " وأهمية وجبة الإفطار ترجع إلى أنها تزود الجسم بما يحتاجه من عناصر غذائية ضرورية وتساعد الحركة المبذولة بعد ذلك طوال النهار على التخلص من أى زيادة قد تختزن فى الجسم .
    عدم ممارسة أى نشاط رياضى أو ممارسته بشكل خاطىء:
وهنا يجب أن نؤكد أهمية عامل الوقت لكى تؤتى هذه الممارسة الرياضية ثمارها المرجوة , بمعنى أن الرياضة يجب أن تكون موجهة أى  رياضىة للرياضة وليس رياضة التسوق فى المحلات .
    الوجبات السريعة :
أصبحت عادة أو موضة سيئة جدا فى الكثير من المنازل للأسف نظرا لسرعة رتم الحياة  والشعور الدائم بالملل والحاجة للتغيير وحيث أن الأكل شهوة لذيذة أصبح مقاومتها شىء ليس سهلا على كل الناس ،
كما أن التجمعات الخاصة بالشباب فى الكافيتيريات أو المقاهى أصبحت مرتبطة بالمأكولات أو المشروبات عالية السعرات الحرارية .
ثم ينتقل د/ شريف عزمى بالحديث إلى بعض المؤثرات الغذائية المسببة للسمنة وأولها النشويات فيقول أنه قد ظهرت فى الأونة الأخيرة بعض الصيحات التى تنادى بالأقلاع من الزيوت والسمن لأنها عوامل تساعد على ارتفاع نسبة الدهون والكوليسترول وأن الأبحاث العلمية التى اجريت فى اوائل السبعينيات من القرن الماضى عن أسباب السمنة أكدت أن السمنة مرتبطة ارتباط وثيقا بالنشويات سواء الأنواع البسيطة منها أو المركبة  ..
المعروف أن النشويات البسيطة مقصود بها السكريات بصفة عامة والحلويات والفاكهة ونحن نؤمن بأن الفاكهة علاج لكل المشاكل . وهى بالفعل غنية بالفيتامينات والمعادن إلا أنها ليست علاجا للسمنة ، وهناك بعض الأنواع من الفواكه يجب على من يرغبن فى التخلص من السمنة الإقلاع منها وأهمها المانجو والعنب والموز والبلح والتين لأنها أنواع غنية بالسكر ..
لذلك ينصح بتقليل كمية السكريات والنشويات والفاكهة والدهون والدقيق طوال الأسبوعين الأولين من الرجيم حتى يتعود الجسم وبعدها يمكن تناولها بكميات بسيطة .. وأكبر مثال على هذا يتمثل فى الفرنسيات اللاتى يتمتعن بأجسام رشيقة بالرغم من تناولهن كميات كبيرة من الطعام ..لكنها النوعيات الصحية ..فالخبز والفاكهة بكميات قليلة والجبن بأنواعها بكميات قليلة والجبن بأنواعها بكميات كبيرة ..فالجبن بالرغم من أنها غنية بالدهون فإنها خالية من النشا خاصة إذا تم تناولها بدون خبز .
ثم ينتقل د/ شريف عزمى إلى نقطة أخرى مهمة وهى ضرورة التركيز على البروتينات الحيوانية من لحوم ودجاج وأسماك وبيض وجبن عند اتباع رجيم بغرض التخسيس مؤكدا مرة أخرى ان كل أنواع الجبن مسموح بها فى الرجيم باستثناء الأنواع المغلفة منها التى تكون غنية بالسكريات .
ويطالب أيضا بالتركيز على تناول كميات كبير من الفاكهة باستثناء الأنواع الخمسة التى سبق ذكرها .. وعدم شرب السوائل بكثرة حتى الماء …فهناك اعتقاد بأن شرب كميات كبيرة من الماء يملأ المعدة فلا تشعر بالجوع ..لكنه اعتقاد خاطىء،لأن شرب الماء فى اثناء تناول الطعام أو بعده مباشرة يؤدى الى كبر حجم المعدة ..أما أفضل وقت لشرب الماء فهو قبل الأكل بفترة أى فى غير مواعيد الوجبات وينصح أيضا بعدم تناول الحلو بعد تناول الوجبة مباشرة والأفضل النتظار حوالى ساعة أو ساعتين وذلك حتى لا تختلط البروتينات مع السكريات فتضطرب عملية الهضم ويشعر الجسم بالجوع بعد حوالى ساعة .
يشير د/ شريف بعد ذلك إلى نقطة مهمة تعانى منها الكثيرات وهى الأنهيار الذى يشعرن به فترة بعد الظهر بعد التماسك الشديد طوال الصباح والذى يرجع سببه إلى أن الجسم فى الفترة من بعد 6 مساء  يقل حرقه كثيرا.
لذلك فالنصيحة المقدمة هنا هى ضرورة تناول فى هذة الفترة مواد لا يرغب الجسم فى تخزينها مثل البروتينات ويهدف اتباع مثل هذا النظام الغذائى الذى يعتمد أيضا على تناول وجبات صغيرة كل ثلاث أو أربع ساعات إلى تثبيت مستوى السكر فى الجسم والتعود على أسلوب حياة يمكن إتباعه على مدى العمر بدون الإحساس بنوع من الملل أو الحرمان وينصح د/ شريف فى النهاية قبل اتباع أى نوع من أنواع الرجيم بضرورة قياس مكونات الجسم والطول وكثافة العظام فى الأجهزة المتوافرة فى المستشفيات الحكومية على مستوى الجمهورية ومراكز صحة المرأة  (مثل معهد ناصر )لأنه لا يوجد جسم مثل الآخر .
يمكن للمرأة إتباع رجيم يؤدى بالفعل إلى فقد الوزن الزائد لكن المفقود هنا يكون فى أحيان كثيرة ماء أو عضلات وليس دهونا ..فإذا كان المفقود ماء فليس هناك أى ضرر ..لكن إذا كان المفقود عضلات فهذا خطر لأنه يؤدى إلى تعرض المرأة للإصابة بذبحات أو جلطات ، كما أن الأنظمة الغذائية الكيمائية تؤدى إلى فقد وزن سريع لكنها تسبب مشاكل مثل سقوط الشعر والأنيميا الحادة وذوبان الدهون التى تسند الكليتين فتسبب سقوطا للكلية وتؤدى أيضا إلى ظهور أورام فى سن مبكرة ..
لذلك يجب توخى الحذر وانتهاج أسلوب غذائى صحى يساعد على التخلص من الوزن الزائد بطريقة علمية مدروسة ويحافظ على الصحة فى الوقت نفسه ويسهل اتباعه مدى الحياة .