مصر الكبرى
سياسة القطيع
كان الراعي يسوق قطيعه ليجمعه في مرج اخضر العشب.. يساعده في ذلك نباح كلبه في الحفاظ على نسق القطيع.  وكان يزعجه خروف واحد يخرج عن القطيع أثناء المسير ويبتعد عنهم عند الرعي …الخروف كان متمردا على هذا الراعي الذي يستغله هو وباقي الخراف ويحول حياته الى عشب وماء ليقدمه وجبة دسمة على إحدى الطاولات يوما ما….باقي القطيع كان يري الخروف خارجا عن قانونهم في حين ان حلم الخروف الصغير كان أن يتسلق الجبل ويتحرر من سطوة عصا الراعي وان ينعم بالحرية مع باقي رفاقه.
تذكرت تلك القصة وتأملت حالنا وما ألت أليه مجريات الأحداث في مصرنا. وتعجبت عن رغبة البعض في انتهاج مبدأ سياسة القطيع…مبدأ الطاعة العمياء دون بذل أي مجهود ولو بسيط في التفكير والتحليل ومحاولة تبيان الصح من الخطأ. ان رأيت البعض يجري بشكل فجاْي ستجري معهم…وان وجدت البعض يجيبون علي سوْأل بأجابه خاطئة ستعتقد أنهم علي صواب وستجيب مثلهم. فسياسة القطيع هي عملية سوق مجموعة من الناس باتجاه معين دون وعي أو تفكير وراء قائد القطيع دون معرفة
الأتجاة او سبب التوجة الية.
فمعظم الناس يميلون إلى التأثر بمن حولهم..ومن المريح جدا المشي مع التيار وليس ضده…للأسف هذا جزء من تركيبة أذهاننا …انه الجزء الحيواني البدائي الذي يدعونا ان نكون جزءا من القطيع كأي فصيلة أخري من المخلوقات….
الحقيقة ان الثقافة الغربية قد تحررت من هذه التكتلات ليصبح كل فرد فيها مستقل بذاته لا يربطه اي شيء بمدينته أو حتى عائلتة  سوى رابط صلة الرحم وأصبح الانتماء الأكبر للدولة . في حين ان في معظم المجتمعات العربية نجد ان سياسة القطيع  ولدت جيلا لم يعد يستطيع استغلال أي مساحة حتى ولو كانت ضئيلة من خلايا عقله ، بل أصبحت حال تلك الخلايا تعتمد على خلايا عقول آخرين في تحديد أفكارهم وتوجهاتهم تجاه قضايا العصر.
كل ما سبق يدعوني الي ان اقول صدق كارل ماركس حين قال "الدين افيون الشعوب" . ونأتي الي حالة تجسد فعلا تلك المقولة …حازم ابو أسماعيل وأنصاره …قيل في البداية ان امة لم تحصل علي الجنسية الأمريكية …وصدق أتباعه ذلك رغم تأكيد الخارجية المصرية والخارجيه الأمريكية…وبدليل ان لها حق الأنتخاب كمواطنة امريكية…ومع هذا يصر أتباعه علي ان يظلوا مغيبون ومصدقون لكل ما يقولة لهم …فيعتصمون ويهددون ويتوعدون ويهللون ويكبرون وكأن مرشحهم هذا ليس بأنسان بل ألة قادر علي ادخالهم الجنة.
في حين إن الإسلام الحق يرفض بشدة هذا الإرهاب الفكري ويدين ويجرم كل من يستخدمه، وتعاليم القرآن الكريم حافلة بالآيات التي تأمر المسلمين بقول الحق والصدع به وعدم الانزواء في زاوية الإرهاب الفكري… ومن بواعث الإرهاب الفكري: التعصب وهو خلق مذموم وفية الكثير من الغرور والتعالي وحب الذات.
فهوْلاء ينطبق عليهم الأية الشريفة  " وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللهِ أَنْدَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ الله"…..للأسف هوْلاء صنعوا من شيخهم ديكتاتور وجعلوا من انفسهم عبيد ….حقا أسوأ ما فى الدنيا ثلاث ,عجوز تتصابى وأحمق يتغابى وجهول يملاء الدنيا سؤلا وجوابا.