تحقيقات
الدبلوماسية الإماراتية ودورها المحوري في فضح الدور المشبوه الذي لعبته الدوحة
أكدت الأزمة القائمة مع قطر، حقيقة باتت معروفة على النطاق العالمي وتتمثل في المستوى الرفيع الذي تتمتع به الدبلوماسية الإماراتية بقيادة سمو الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي، والتي تمكنت من دحر آلة تشويه الحقائق القطرية، وفضح الدور المشبوه الذي لعبته الدوحة في زعزعة الاستقرار في العالم العربي، ودعم الجهات الإرهابية.
فعلى الرغم من الحملات الكبيرة التي نفذتها قطر على المستوى الدولي واستخدمت فيها المظلومية واستدرار التعاطف، من خلال تصويرها للأزمة بكونها محاولة من الدول المجاورة الأكبر الهيمنة عليها، ومحاربة حرية الرأي التي تتمتع به قنواتها الإعلامية وعلى رأسها قناة الجزيرة، إلا أن الدبلوماسية الإماراتية بقيادة سمو الشيخ عبد الله بن زايد، ومعالي الدكتور أنور قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية وسفراء وقناصل الدولة في مختلف دول العالم، تمكنت من أن تضع الحقائق أمام العالم، الأمر الذي توج بتزايد الضغوط الدولية على الدوحة لوقف دعمها للإرهاب.
وعلى مدى الأسابيع الماضية نجحت قيادة الديبلوماسية الإماراتية، بما عرف عنها دوماً من رصانة وثقة واحتراف في نقل وجهة نظر دولة الإمارات، والدول الداعية لمكافحة الإرهاب بشكل عام إلى العالم، في الوقت الذي واصلت فيه قيادة الديبلوماسية القطرية في تخبطها وارتباكها.
سياسة نشطة
منذ تأسيسها، تتبنى دولة الإمارات، سياسة خارجية ناجحة ونشطة، قوامها التوازن والاعتدال، وذلك من منطلق إدراك القيادة الرشيدة، أن للدولة موقعاً مسؤولاً على الصعد العربية والإقليمية والدولية كافة، ويوضح ذلك دورها الفاعل في المجتمع الدولي في دعم الاستقرار العالمي، وشريك سياسي واقتصادي يعتمد عليه، اضافة الى دورها البارز في مكافحة الارهاب وحشد التأييد العالمي لمكافحة الارهاب وتعرية دور كل من قطر والاخوان في دعم الارهاب.
ونجحت الدبلوماسية الإماراتية، في إطلاق العديد من المبادرات التي تمت صياغتها لخدمة مواطني الدولة وتعزيز مكانتها على المستويين الإقليمي والدولي. وفي الوقت الذي تتعاظم فيه التحديات المحدقة بالمنطقة العربية خصوصاً والعالم بأسره عموماً تواصل دولة الإمارات بكل تفان وإخلاص دورها اللافت للنظر على المستويين الإقليمي والدولي كطرف فاعل مشهود له بريادة الحراك والإنجاز على صعيد إيجاد حلول ناجعة لتلك التحديات بل ولتحويلها إلى فرص حقيقية تجني من ثمارها البشرية أجمع، مع المساهمة بفعالية في دعم كل ما من شأنه تعزيز الأمن والاستقرار الإقليميين والدوليين من جهة والتصدي للتطرف والإرهاب من جهة أخرى.
الإمارات وبما تمتلكه من نهج ثابت متزن وحكيم على صعيد السياسة الخارجية تمكنت من اكتساب موقع مرموق على الساحتين الإقليمية والدولية كدولة تحظى ليس فقط باحترام وتقدير العالم دولاً وشعوباً بل كذلك ببالغ ثقته كطرف مهم ومؤثر دائم السعي الصادق نحو تحويل العالم إلى مكان أفضل للجميع.
وباتت الدولة محطة أساسية في زيارات وجولات كبار الشخصيات والمسؤولين من مختلف أنحاء المعمورة بما يعكس ثقة المجتمع الدولي بجهودها في تحقيق السلم والأمن العالميين ويؤكد رغبة مختلف الأطراف الدولية في الاطلاع على وجهة النظر الإماراتية في مختلف القضايا إيمانا منها بأهمية وحكمة المواقف الإماراتية منذ تأسيس الدولة وتقديرا للجهود الإماراتية التي لا تنقطع بغية بناء مواقف عالمية متسقة في مواجهة مختلف التحديات التي تحيط بعالمنا.
علاقات
وواصلت الدبلوماسية الإماراتية، جهودها في بناء وتعزيز علاقات الدولة مع مختلف دول العالم، حيث بلغ عدد الدول التي ترتبط مع دولة الإمارات بعلاقات دبلوماسية حسب تقرير أصدرته وزارة الخارجية نهاية العام الماضي 192 دولة، فيما ارتفع عدد سفارات الدولة في الخارج إلى 84 سفارة، و20 قنصلية، إضافة إلى أربع بعثات دائمة، بينما بلغ عدد السفارات الأجنبية لدى الدولة 113 سفارة و74 قنصلية عامة و16 مكتباً تابعاً للمنظمات الإقليمية والدولية.
كذلك ارتفع عدد الدول التي تسمح لمواطني الإمارات بدخول أراضيها بجواز السفر العادي إلى 126 دولة في العالم، عدد كبير منها تمنح تأشيراتها لمواطني الدولة من خلال مطارات الوصول أو منافذ الدخول إليها أو عبر الإنترنت.. واحتلت دولة الإمارات خلال عام 2016، المرتبة الـ 26 على مستوى العالم، من حيث قوة جواز السفر، وذلك وفقاً لمؤشر «Passport Index».
وتمكنت الدبلوماسية الإماراتية خلال عام 2016، من استكمال إنجاز اتفاقية إعفاء مواطني الدولة من تأشيرة الشنغن، حيث تسمح هذه الاتفاقية لهم بعبور 34 دولة أوروبية، من بينها 26 دولة تابعة للاتحاد الأوروبي، من دون تأشيرة الشنغن المسبقة، فيما وقعت وزارة الخارجية والتعاون الدولي والاتحاد الأوروبي، هذه الاتفاقية في بروكسل، خلال شهر مايو 2015، وبدأ سريان الإعفاء من تاريخ التوقيع.
وافتتحت وزارة الخارجية والتعاون الدولي خلال عام 2016، مراكز جديدة لإصدار التأشيرات خارج دولة الإمارات، لتضاف لقائمة مراكز التأشيرات الموجودة حالياً، والتي يبلغ مجموعها حالياً 7 مراكز، تم افتتاحها خلال السنوات الماضية.
محاربة الإرهاب
وأدركت الإمارات باكراً أن التطرف والإرهاب هما العدو الأول للعالم بأسره وسعت بكل ما تملكه من عزم وإرادة إلى توظيف جميع أدواتها السياسية والاقتصادية والثقافية والفكرية في محاربة هذا العدو والتصدي له بأشكاله وصوره كافة فامتلكت الدولة مقاربة عميقة وشاملة في ميدان مكافحة الإرهاب لا تقتصر على المشاركة المشهودة في الجهود الإقليمية والدولية في مجال محاربة الإرهاب بل تؤمن بأن القضاء على هذه الآفة العالمية يقتضي اقتلاع جذورها عبر استئصال كل ما من شأنه أن يمثل مرتعا خصبا للفكر الضلالي المتطرف اللاهث وراء استهداف الآمنين الأبرياء في كل مكان وتحويل العالم إلى كتلة ملتهبة من الكراهية والصراعات والمآسي.
ودعمت الجهود الدولية بمشاركتها بفاعلية في الائتلاف الدولي لمحاربة «داعش»، والمنتدى العالمي لمكافحة الإرهاب، وأصبحت رئيساً مشاركاً لمجموعة عمل مكافحة التطرف.
قطر و”الإخوان”
للإمارات دور كبير في تعرية الدور القطري والاخواني في دعم الارهاب، وكان آخر ما كشفته هي المعلومات التي قيادي إخواني يقضي عقوبة السجن في الإمارات على خلفية انتمائه سابقا لما يعرف بـ«التنظيم السري»، أوجز الدعم القطري المباشر للتنظيم في إطار مخطط لنشر الفوضى.
حيث تحدث القيادي الاخواني في اعترافاته عن كيف ان قطر أرسلت مدربين إلى الإمارات في عام 2010 لتدريب شباب التنظيم على استخدام وسائل التواصل الاجتماعي للتحريض على الحكومة وتنظيم مظاهرات وإحداث حالة من الفوضى في البلاد على غرار ما حدث فيما يسمى بالربيع العربي.
وكشف عن دور قطر في استقبال أعضاء التنظيم الهاربين من الإمارات، واستصدار وثائق مزورة لهم لتسفيرهم إلى تركيا في نهاية المطاف من أجل الاستمرار في نشر التحريض ضد الإمارات عبر المنصات الإعلامية التابعة للدوحة والإخوان.
وبينت الإمارات عبر تلك الاعترافات العلاقة المشبوهة التي تجمع قطر وإسرائيل وحماس في آن واحد، وكيف ان الرابط بينهم كان الإخوان
. اضافة الى توضيح أن كافة الأعمال الخيرية القطرية كانت عبارة عن واجهة فقط لنقل الأموال إلى فروع التنظيم الإخواني في بلدان أخرى، ودعم مشاريعهم الهادفة إلى تجنيد الشباب ونشر الأفكار المتطرفة.
وكشف القيادي الاخواني عن تمويل قطر لمكتب التنسيق الخليجي لجماعة الإخوان ومقره إيران، كذلك عن دور الدوحة في تجنيد المتطرفين لتنظيم داعش في سوريا والعراق.
عبدالله بن زايد: تفرد يجمع بين الثقة وعمق المعرفة
يعد سمو الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي من أنشط وزراء الخارجية في المنطقة والعالم، ومن أكثرهم تميزاً.
وقد عرف سموه بنمط متفرد يجمع بين الثقة والحيوية وعمق المعرفة بمختلف الشؤون الإقليمية والدولية، ما أكسبه احتراماً واسع النطاق على المستوى العالمي.
كما عرف سموه بالرصانة والوضوح والابتعاد عن التصريحات الهادفة إلى الإثارة، الأمر الذي مكنه من تطوير سياسة خارجية ناجحة ودبلوماسية تتسم بالحيوية والدينامية، بالاعتماد على ركائز السياسة الخارجية الثابتة لدولة الإمارات العربية.
وقد نجحت الديبلوماسية الإماراتية تحت قيادة سموه في ترسيخ اسم ومكانة الإمارات في المحافل الدولية، وتوطيد العلاقات الوثيقة التي تربط الدولة بمختلف دول العالم، وإبراز مكانتها كدولة واثقة من حاضرها ومتطلعة نحو المستقبل بثقة في ظل قيادتها الرشيدة.
أنور قرقاش: السلاسة وقوة الإقناع
يعد معالي الدكتور أنور قرقاش، وزير الدولة للشؤون الخارجية ناطقاً نشطاً وبليغاً باسم الخارجية الإماراتية، وهو يشتهر بقدرات متميزة تعززها شخصيته الواثقة وخبراته كدبلوماسي عريق.
ويتميز معالي الدكتور أنور قرقاش بلغة تجمع بين السلاسة وقوة الإقناع، حيث يقدم وجهة النظر الرسمية بشكل يتسم بقدر كبير من الصراحة والشفافية.
كما يشتهر معالي الدكتور قرقاش، الذي لا يحبذ الحديث كثيراً للصحافة إلا من خلال المؤتمرات الرسمية، بتفاعله شبه اليومي على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، حيث يقوم من خلال صفحته على «تويتر» بإبداء رأيه بشأن مختلف الأحداث والتطورات السياسة الإقليمية والعالمية التي تهم الإمارات والمنطقة.