تحقيقات
الشيخ حمد الحاكم الفعلي في قطر وليس تميم
قالت مجلة “فورين بوليسي” الأمريكية إن قصر الحكم في الدوحة يشهد الآن ترتيبات “تآمرية” ترجح المصادر الوثيقة بأنها ستحكم تداعيات “أزمة قطر” الراهنة.
وفي تقرير بعنوان “دسائس القصر في قلب أزمة قطر”، عرض الباحث المتخصص في الشؤون الخليجية سايمون هندرسون، مجموعة معلومات وتوجهات مستجدة، يعتقد أنها هي التي تقود سفينة النظام في أزمته غير المسبوقة.
واعتبرت المجلة أن الحاكم الآن هو الأمير الوالد، حمد بن خليفة آل ثاني، الذي عاد الى واجهة القرار وهو الذي يتولى الآن إدارة تداعيات الأزمة، وليس ابنه تميم.
ومع الإشارة الى أن تميم يميل الى الرضوخ والاستجابة للمطالب الخليجية والعربية ، لكن حمد متشدد في التعنت مستندًا الى مزاج شخصي “حاقد” ومعطيات قبلية تؤرقه، على نحو يستدعي متابعة حثيثة من طرف المراجع السياسية.
وقالت المجلة إن الشيخ حمد شخص “غير محبوب” في قبيلته، “لأنه لا ينتمي كليًا لقبيلة آل ثاني من ناحية أمه”.
وأشارت المجلة إلى أن الشيخ حمد يكره السعوديين والإماراتيين والبحرينيين ويتهمهم بالقيام بمحاولة انقلاب مضاد ضده بعد أن أطاح بوالده الشيخ خليفة عام 1995.
ولفت التقرير إلى أن قبيلة آل ثاني تعتبر من أصغر القبائل في منطقة الخليج، إذ يصل عدد أفرادها إلى بضعة آلاف فقط، لكنها أشارت إلى أنها تسيطر على ثالث أكبر احتياط من الغاز الطبيعي في العالم بعد روسيا وإيران.
ونقلت عن دبلوماسي غربي عاش في الدوحة لفترة طويلة قوله إن “الشيخ حمد لا يحب الإماراتيين والبحرينيين ويكره السعوديين بشدة… هذا الشيخ لا يزال هو الحاكم الفعلي في قطر على الرغم من تنازله لابنه الشيخ تميم.”
وأعربت المجلة عن اعتقادها بأن الشيخ حمد (65 عامًا) يستغل كل فرصة لمضايقة جيرانه الخليجيين دون أي اعتبار لمجلس التعاون الخليجي، الذي أسهم بشكل كبير في حماية الدول الأعضاء من المخاطر منذ اندلاع الحرب العراقية الإيرانية.
وأضافت أن “الشيخ حمد شخص قوي وخطر وله مطامع شخصية كثيرة… ذات مرة استغل زيارة وزير دفاع بريطاني ليحاضر عليه لمدة خمسة أيام عن أصول قبيلة آل ثاني بقوله إنها تعود لمناطق كثيرة وبعيدة بما فيها السعودية.”
واعتبرت المجلة أن قيادة حمد في قطر لا تحظى باحترام كبير من قبل قبيلة آل ثاني فيما يقل هذا الاحترام لابنه، مشيرة إلى أن تولي حمد السلطة بعد انقلاب العام 1995 أثار استياء كبيرًا داخل القبيلة الحاكمة وأن هذا الاستياء لم يضعف حتى الآن.
وقالت إن “موضوع السلالات في منطقة الخليج مهم جدًا ولذلك فإن حقيقة أن والدة حمد من قبيلة العطية هو شيء سلبي…لهذا السبب فإن حمد يعتبر نصف سلالة آل ثاني أي أنه طير غريب في العش.”
وأضافت: “صحيح أن اثنتين من زوجات حمد الثلاث تتنميان لقبيلة آل ثاني لكن زوجته الأكثر شعبية، موزة، هي من قبيلة آل مسند أي أن وضع تميم داخل قبيلة آل ثاني لا يعتبر قويًا وهو أقل أمانًا من وضع والده.. من هذا المنطلق قد تسعى السعودية والإمارات إلى البحث عن بديل أكثر مرونة وواقعية من آل ثاني لحكم قطر.”
اعتلال صحة حمد
وفي سياقات هذا الوضع الغامض”المكائدي” من داخل قصر الحكم في الدوحة، ودرجة استعداد حمد بن خليفة للخضوع لمطالب آل ثاني التي يقول التقرير إنها لا تخفي رفضها لنهج حمد وابنه تميم في استفزاز وتهديد أمن الدول العربية المجاورة، فإن الملف الصحي لحمد يحتل مساحة مؤثرة فيما ستؤول اليه الأوضاع “المكائدية” في قصر الحكم.
ويشير التقرير الى أن حمد خفّف من وزنه البدني ويظهر الآن أنحف، إلا أن ملامح وجهه لا تخفي انه مُعتلّ صحيًا.
فما زالت أمراض الكلى تهدّده رغم تأكيدات دبلوماسية بأنه غيّر كلية على الأقل.