كتاب 11
بنت ترامب
تسبب ظهور إيفانكا ترامب نجلة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب على أرض المملكة العربية السعودية فى حالة من الهلع الإنسانى الذى كشف عن مدى الجهل والمرض والتخلف الفكرى والإدراكى الذى يعانى منه شعبنا العربى فكانت “بنت ترامب” هى محور تفكير الرجال العرب عامة والسعوديين خاصة فكان التغنى بجمالها وجمال إطلالتها وأنوثتها الطاغية وردائها وخطواتها الثابتة .
حتى “تشريفة الخويا” التى من المفترض ألا تنظر يمينا او يسارا وتلتزم الثبات إرتبكت وتخلت عن هذا الموروث التاريخى وعن غض البصر والإحتشام فى القول والنظر وتابع حراسها بنظرات الإنبهار والإنجذاب والسعادة عند مرور بنت ترامب وهى برفقة زوجها.
لم يتوقف الأمر عند هذا الحد بل أن بعض السعوديين اطلقوا هاشتاج بعنوان#بنت_ترامب ليتيح لهم الاسهاب فى وصف جمالها ورقتها والإعلان عن الترحيب بها على أراضيهم والسعادة التى يشعرون بها من زيارتها التاريخية للسعودية وتم بث العديد من الفيديوهات الترحيبية وصورا ولقطات لها مع تعليقات طريفة وغزل كوميدى وسخرية من الواقع الذى يعيشونه فى بلادهم مع نسائهم وكأنها مخلوق من كوكب جديد هبط على ارض العرب لم يسمعوا عنه ولم يشاهدوا مخلوقاته من قبل فكان هذا الهاشتاج الذى تفوق على هاشتاج أخر مدفوع الاجر من قبل المملكة العربية السعودية تحت أسم “قمة الرياض” لتغطية القمة العربية الامريكية ..
كما اشتعلت مواقع التواصل الاجتماعى بالتعليقات الساخرة التى تتناول صورتها ممزوجة بخفة الظل وبعبارات الغزل وتداول نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك وتويتر” من السعوديين فيديو يظهر حالة الزوج السعودي، وهو يتأمل جمال إيفانكا ترامب لحظة وصولها السعودية، وبينما هو متأثر بجمال إيفانكا تظهر زوجته فيبدو على الزوج علامات الرعب من شكلها المغاير ويذكر أن مقطع الفيديو، الذي تداوله النشطاء، كان مقطع من حلقة المسلسل السعودي “طاش ما طاش”، الذي يقوم بالتمثيل فيه الممثل السعودي ناصر القصبي.
هذا الاهتمام المبالغ فيه تجاه ابنة ترامب من الاخوة العرب عامة والسعوديين خاصة صدر للعالم صورة قبيحة للغاية للرجل العربى الذى تجاهل كل مايحدث فى اكبر قمة عربية امريكية حدثت فى تاريخ السعودية وتجاهل متابعة نتائج تلك القمة التى من الممكن أن تؤثر قراراتها على مستقبل المنطقة العربية باكملها وركز فقط على جمال بنت ترامب التى إغتصبتها النظرات الثاقبة المتفحصة المخترقة لكل التفاصيل بدقة هائلة.
عجباً .. الى هذا الحد تستطيع إمرأة واحدة أن تقلب كل الموازين فى دولة إسلامية متحفظة تحترم عاداتها وتقاليدها لدرجة أنهم يسمحون لها بأن تظهر على أراضيهم فى حضرة الملك بدون لباس للرأس هى وزوجة دونالد ترامب ؟؟؟ الى هذا الحد تستطيع إمرأة جميلة أن تسلب عقول الرجال وتحركهم كما يحلو لها ؟؟ الى هذا الحد بلغ حد الكبت العاطفى والجنسى لدى العرب لدرجة تجعلهم يهرولون خلفها طالبين الزواج منها ؟؟ ليت الرجال يعلمون أن السعادة ليست في الجمال فيجنبون أنفسهم عناء البحث عنه، إلا أننا نجد الجمال يأسر كثيرون منهم لدرجة أنهم لا يمانعون القيام بأي شيء مقابل الإحتفاظ بهذا الجمال .