عرب وعالم
دينيس روس: قطر تدعم الإسلاميين.. وعلى “ترامب” تحذيرها
قال السفير الأمريكي السابق دينيس روس مستشار الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما لشؤون الأمن القومي، في مقال بصحيفة “يو.إس.إيه توداي” الأمريكية، إنه بات على دولة قطر أن تتوقف عن دعم الإسلاميين وتمويلهم، مضيفا: “دولة قطر تريد أن تحظى بكل شيء، تريد أن يكون لديها قاعدة أمريكية عسكرية على أراضيها، وتريد تمويل الإخوان في نفس الوقت”.
وتابع “روس”: “الرئيس ترامب يبحث الآن عن حلفاء جدد للولايات المتحدة ويقول إنه سيحافظ على التحالفات القديمة، وهو يريد من هؤلاء الحلفاء أن يدفعوا نصيبهم العادل ويتحملون المسؤوليات الخاصة بهم”.
وقال “روس” إن هناك عدد من المعايير التي تتبعها الإدارة الأمريكية لتحديد ما إذا كانت دولة ما حليفة أم لا، وبما أن تلك المعايير جميعا تنطبق على دولة قطر، فإنه يجب علينا تصنيفها على هذا الأساس، مضيفا: “ولكن في أقل الحدود والاحتمالات، يدعم الحلفاء مصالح واهتمامات بعضهم البعض سياسيا، ويحددون أعدائهم المشتركين، ولا يدعمون ماديا أو معنويا أي فئات أو تيارات أو جماعات تهدد مصالحنا أو مصالح أصدقائنا وشركائنا المقربين”.
وتابع: “وعلى هذا الأساس، فإن دولة قطر بالتأكيد ليست حليف لنا، خصوصا أن دول عدة اتخذت خطوات لوقف دعم الإخوان، بما في ذلك حركة “حماس” الفلسطينية، ولكن دولة قطر لم تفعل أي شيء في هذا الشأن”.
وقال السفير الأمريكي السابق أن “أفعال الإخوان تختلف من دولة إلى أخرى، ولكنها جميعا تبرر الهجوم على المصالح الأمريكية وترفض فكرة السلام مع الكيان الصهيوني وتظهر نوعا من عدم التسامح الديني. خلال زيارة البابا إلى جمهورية مصر العربية، أشار أحد الكتاب الأمريكيين إلى أن أحد حسابات الإخوان على (فيس بوك) وصف البابا فرنسيس بأنه (بابا الإرهاب)، وأنه جاء إلى جمهورية مصر العربية لينهي ما تبقى من الإسلام”.
وأشار “روس” إلى أن تلك التغريدة تشير إلى عقل وإيمان وعقيدة الإخوان والدعاة المرتبطين بهم، وخصوصا يوسف القرضاوي الذي يتخذ من دولة قطر ملاذا له ويظهر أسبوعيا على قناة “الجزيرة” المملوكة لقطر.
وتابع “روس”: “للأسف دولة قطر تدعم الجماعات المتشددة ليس من خلال قناة الجزيرة فقط، وإنما من خلال الأموال والدعم اللوجيستي في ليبيا وسوريا لجماعات إسلامية متشددة”.
وأكد “روس” أنه حينما كان مسؤولا في إدارة “أوباما” وحاولت الإدارة الضغط أكثر من مرة على دولة قطر ودفعها إلى الاعتراف بنوعية وعدد الجماعات التي تمولها وتسلحها، فإنه نادرا ما كانت تحصل إدارة “أوباما” على إجابات صريحة، و”علمنا من معلومات استخباراتية أن دولة قطر أرسلت أسلحة إلى قوى إسلامية متشددة، وهي نفس الميليشيات التي نعارض نحن إرسال أي أسلحة إليها في ليبيا، والأمر نفسه في سوريا”.
وتابع: “كيف يمكننا أن نعتمد على دولة قطر؟ دولة قطر دولة صغيرة جدا لديها طموح لتلعب دورا كبيرا في المنطقة وما بعدها، وقد استخدمت ثروتها من الغاز الطبيعي والنفط للحصول على الأموال لبناء شبكة من النفوذ في الدول الأخرى. وفي الوقت الذي سيقول البعض إن دولة قطر استخدمت الأموال لشراء الإسلاميين حتى لا يتسببون في أي أضرار في دولة قطر، فإن القطريين يفضلون تقديم أنفسهم على أنهم حلقة وصل ووسطاء بين الإسلاميين والغرب. هذه الحجة قد تكون نافعة فقط إذا كانت دولة قطر قد استخدمت نفوذها لتعديل سلوك الإخوان والجماعات المتطرفة الأخرى، ولكن ليس هناك أي إشارة على هذا”.
ودعا “روس” الرئيس الأمريكي ترامب إلى إيصال رسالة قوية لـ”الدوحة”، مفادها أن دولة قطر ستحصل على الحماية الأمريكية مادامت لا تهدد المصالح الأمريكية ومصالح حلفاء الولايات المتحدة، مضيفا: “مهما كانت أهمية قادة العديد الأمريكية في دولة قطر، فإنه على القطريين أن يدركوا جيدا أن الولايات المتحدة لديها بدائل أخرى، ونحن على استعداد لمناقشة تلك البدائل مع أي دولة أخرى في المنطقة إلا إذا أكدت دولة قطر أنها شريك للولايات المتحدة وأنها ستتوقف عن دعم التهديدات نفسها التي نحاول نحن محاربتها”.