الحراك السياسي
عمار الحكيم: عرضت على السيسي رعاية مؤتمر إقليمى بشأن أزمات المنطقة
قال رئيس التحالف الوطنى العراقى، وزعيم كتلة المواطن البرلمانية العراقية، عمار الحكيم، إنه عرض على الرئيس عبدالفتاح السيسى استضافة ورعاية مصر مؤتمرا إقليميا يضم الأطراف الإقليمية المؤثرة، لتحقيق التوافق حول الأزمات فى المنطقة، وتخفيف حدة الصراع والاستقطاب وتضارب المصالح.
وقال «الحكيم» فى مؤتمر صحفى عقده الأربعاء بمقر السفارة العراقية بالقاهرة: «جئنا إلى مصر كأكبر كتلة برلمانية عراقية وبمشاركة مكونات أخرى تعبيرًا عن إرادة العراق فى تطوير العلاقات مع مصر»، موضحًا أن اللقاءات المعمقة مع الرئيس عبدالفتاح السيسى، ووزير الخارجية سامح شكرى عبّرت عن رغبة العراق فى تأسيس علاقة استراتيجية مع مصر.
ووجه «الحكيم» عزاءه للشعب المصرى فى ضحايا التفجيرات الإرهابية التى طالت كنيستى طنطا والإسكندرية، مؤكدا أن المسيحيين مصدر إثراء فى باقة الورد التى تضم المجتمعات العربية، وينبغى الوقوف بجانبهم وحماية حقوقهم وحرياتهم، وأشار إلى أن الإرهاب الذى يعصف بالعراق ومصر والمنطقة يمثل تحديا مشتركا ويحتاج تعاونا حقيقيا فى هذا الملف الحساس والحيوى، مؤكدا أن الإرهاب نتيجة وليس سببا، فهو نتيجة للفكر المتطرف التكفيرى، ما يحتم دور الحاضنتين الكبيرتين المعتدلتين الأزهر والنجف، فضلا عن الإجراءات الأمنية والعسكرية والاستخبارية والمعلوماتية لملاحقة الإرهابيين.
وأضاف أن تعدد الطوائف المذهبية نعمة، لكن الطائفية السياسية نقمة، مؤكدا أن الإرهابيين لا يعترفون بالأزهر ولا بأى مذاهب، مُشددًا على ضرورة التعاون بين الأزهر والنجف الأشرف للتصدى لهذه الأفكار المتطرفة، مُضيفًا: «لابد أن ينتصر الاعتدال على التطرف، والمشكلة ليست مشكلة مذهبية، فالمذاهب المتعددة عاشت مع بعضها منذ 1400 عام، ولم تختلف مع بعضها فى التفاصيل ولكنها جميعها مذاهب إسلامية»، مؤكدًا أن المشكلة ليست فى العقيدة، ولكن فى استغلال المذهبية لأغراض وأجندات سياسية.
وشدد «الحكيم» على أن مصر تمثل قلعة الاعتدال، واستهداف الإرهاب لها استهداف للمنطقة كلها، مشيدًا بالمشاعر الأخوية وروح التضامن بين المصريين والعراقيين، مشيرا إلى أن مصر تمثل وجهة مفضلة للسياح العراقيين، وهناك فرصة حقيقية لتطوير وتعميق العلاقات الاقتصادية بأبعاد استراتيجية، موضحًا أن أنبوب النفط الذى سيلحقه أنبوب للغاز سيؤدى إلى تطور مهم فى مجال الطاقة.
وشدد رئيس التحالف الوطنى العراقى على تقديره لدور مصر «الأخ العربى الأكبر»، الذى لا ينحصر فى الدور الريادى فى المنطقة العربية بل يمتد للمنطقة ككل والعالم، وعنصر الارتكاز للتوازن الإقليمى فى المنطقة برمتها، وتابع: «مصر هى القادرة على أن تجسر مع الجميع، ونريد لمصر أن تكون قوية ومزدهرة لتلعب دورها المحورى لتحقيق التوازن فى الشرق الأوسط، ويمكن أن ترعى مؤتمرا لتفاهمات إقليمية حقيقية تخفف النزاعات والصراعات وتحقق السلم والاستقرار فى المنطقة برمتها، لإجراء حوار معمق بين الدول العربية والإسلامية فى الشرق الأوسط، لتحديد حدود النفوذ وقواعد الاشتباك السياسى بين هذه الدول المحورية».
وأكد أن هناك ثوابت عراقية، هى الحفاظ على وحدة العراق بدعم صريح وواضح من الرئيس عبدالفتاح السيسى، والأولوية الثانية الحفاظ على عروبة العراق وتعزيز الهوية العربية فى هذا البلد، وهو لا يتقاطع مع الهوية الكردية أو التركمانية، عرب العراق يمثلون الأغلبية الكبيرة وعليهم أن يعتزوا بهذه الهوية، وليست هوية ضد أى دولة إسلامية، وكذلك تعزيز استقلال وسيادة العراق، وأن يتخذ العراق قراره بمفرده، والأولوية الرابعة الحفاظ على الديمقراطية وترسيخها من خلال تقاليد العمل الديمقراطى، والأولوية الخامسة هى الدولة الوطنية التى تحقق الوئام المجتمعى المطلوب، والخروج من الاصطفافات القومية والعرقية والمذهبية لبناء دولة وطنية ومشروع وطنى من خلال الذهاب إلى الانتخابات المقبلة بقوائم وطنية تمثل كل المكونات لترسيخ بناء دولة المواطنة.
واستقبل الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، رئيس التحالف الوطنى العراقى (عمار الحكيم) والوفد المرافق له، خلال زيارته القاهرة.
وقال الإمام الأكبر «إن الأزهر الشريف معنىّ بوحدة العراق وتحقيق المساواة بين جميع أبنائه، مؤكدًا أنه لا بد من إيجاد مساحة كبيرة من الثقة بين علماء السنة والشيعة، تمثل منطلقًا للحوار بين كافة مكونات الشعب العراقى».
من جانبه، أكد رئيس التحالف الوطنى العراقى أن الأزهر منارة الاعتدال والوسطية، ودائمًا ما يتطلع العراقيون إلى التعاون والتنسيق مع هذه المؤسسة العريقة، باعتبارها صوت العقل والحكمة، وتمثل المسلمين جميعًا.