عرب وعالم
العطاء الإنساني الكويتي يتواصل لمساعدة اللاجئين والنازحين بالمنطقة
شهد الأسبوع الماضي نشاطا كويتيا مكثفا في تقديم المساعدات الإنسانية للاجئين والنازحين والمحتاجين بالمنطقة في إطار جهود دولة الكويت الإنسانية المتواصلة في هذا الشأن.
وتنوعت المساعدات التي قدمتها الكويت خلال الأسبوع المنتهي أمس الجمعة بين الغذائية والتعليمية والصحية والمالية والعينية والإيوائية وتركزت في اليمن والعراق وسوريا ولبنان والأردن وليبيا.
وفي هذا السياق سلمت حملة (الكويت الى جانبكم) مدرسة (البيحاني النموذجية) الثانوية بمحافظة (عدن) الى وزارة التربية والتعليم اليمنية بعد استكمال اعمال الصيانة والتأهيل بحضور وكيل وزارة التربية والتعليم في اليمن الدكتور محمد باسليم.
وقالت الحملة في بيان صحفي ان عملية اعادة تأهيل المدرسة الثانوية بلغت تكلفتها 45 مليون ريال يمني (نحو 180 الف دولار امريكي) ضمن الاولويات الكويتية في مجال التعليم.
على جانب آخر بحث رئيس اللجنة الصحية بالجمعية الكويتية للاغاثة الدكتور محمد أحمد الشرهان مع وكيل محافظة عدن لقطاع المشاريع وتنمية البنية التحتية غسان الزامكي أوجه دعم القطاع الصحي في (عدن) بما في ذلك برامج الدعم للتعليم الصحي وفقا لخطة عمل اللجنة.
وفي العراق افتتحت دولة الكويت مدرستين مخصصتين للنازحين العراقيين في مدينة اربيل عاصمة اقليم كردستان العراق بتمويل من جمعية الهلال الاحمر الكويتي ضمن حملة (الكويت بجانبكم).
وقال القنصل العام لدولة الكويت في اربيل الدكتور عمر الكندري لوكالة الانباء الكويتية (كونا) ان افتتاح مدرسة الكويت الثانية ومدرسة كاظمة يأتي بعد افتتاح المدرسة الاولى في شهر يناير الماضي وذلك في اطار دعم دولة الكويت المستمر للنازحين العراقيين في الاقليم.
بدروها ذكرت ممثلة الشركة المنفذة لمشروع المدرسة نسرين السوقي في تصريح مماثل ل(كونا) ان كل مدرسة تضم 14 فصلا دراسيا وتتسع لنحو 500 طالب وطالبة.
ووصف وزير التربية في الحكومة العراقية محمد اقبال الصيدلي في تصريح ل(كونا) مبادرة دولة الكويت بإنشاء الصروح العلمية بأنها “مبادرة كبيرة” مضيفا ان الكويت من “الدول السباقة التي تركت بصمة كبيرة في هذا المجال”.
وتقدم بالشكر الجزيل لدولة الكويت حكومة وشعبا داعيا الى استمرار تقديم الدعم للشعب العراقي في ظل التحديات الكبيرة التي يواجهها.
من جانبها سيرت جمعية الرحمة العالمية التابعة لجمعية الاصلاح الاجتماعي الكويتية سبع شاحنات من المساعدات الانسانية الى سكان مدينة (خان شيخون) بمحافظة (ادلب) شمال غرب سوريا التي تعرضت لهجوم بالأسلحة الكيماوية.
وقال رئيس مكتب سوريا في جمعية الرحمة العالمية وليد السويلم ل(كونا) ان القافلة تعد الأولى لإغاثة المتضررين في (خان شيخون) ومكونة من خمسة أطنان من الطحين و400 سلة غذائية و500 سلة نظافة و5000 عبوة مياه صحية و2500 قطعة ملابس و500 سلة غذائية للأطفال و500 (بطانية) و300 مرتبة ومواد غذائية.
وفي لبنان وقعت جمعية الهلال الاحمر الكويتي اتفاقية مع اللجنة الدولية للصليب الاحمر في لبنان بقيمة 188 ألف دولار لتمويل مشروع اعادة التأهيل الجسدي للنازحين السوريين الجرحى وتركيب الاطراف الصناعية لمن يحتاجها منهم.
وقال موفد جمعية الهلال الاحمر الكويتي الى لبنان مساعد العنزي ل(كونا) ان مشروع اعادة التأهيل الجسدي يتضمن تهيئة وتركيب الاطراف الصناعية والاجهزة التقويمية وكذلك تقديم الادوات المساعدة على الحركة والمشي والمتابعة الدورية للمرضى الاكثر حاجة والذين يعانون اصابات جسدية دائمة “بغض النظر عن جنسيتهم”.
من جانبه اكد رئيس بعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر في لبنان فابريزيو كاربوني في تصريح مماثل ل(كونا) ان مشروع التأهيل الجسدي للمصابين المشترك بين اللجنة والهلال الاحمر الكويتي سيساعد الاشخاص ذوي الاعاقة والذين يواجهون مصاعب وتحديات كبيرة من دون ان تكون لديهم المقدرة للحصول على الرعاية الطبية اللازمة.
كما تبنت جمعية الهلال الاحمر الكويتي عملية زرع كلى لطفل عراقي يبلغ من العمر ثلاث سنوات بعدما تفاقمت حالة القصور الكلوي التي يعاني منها في بادرة ليست الاولى للجمعية بمد يد العون لحالات انسانية ملحة.
وقال موفد الجمعية الى لبنان مساعد العنزي ل(كونا) ان الجمعية قررت التبرع بتكاليف العملية نظرا لصعوبة حالة الطفل امير بشار عبود وخطورتها على حياته ما يتطلب اجراء عملية في اسرع وقت لإنقاذه.
من جهته ذكر الطبيب المشرف على حالة الطفل امير الدكتور شبل موراني في تصريح مماثل ل(كونا) ان الطفل امير وصل الى بيروت في حالة خطيرة جدا نظرا لتوقف الكلى عن العمل ودخل العناية الفائقة حيث خضع لجلسات علاج وغسل كلى مكثفة.
واكد ان حالة اهل الطفل المادية تحول دون تمكنهم من دفع تكاليف العلاج الباهظ بشكل مستمر فضلا عن العملية الجراحية التي يحتاجها وقد استجابت جمعية الهلال الاحمر الكويتي للنداء الانساني وسارعت الى تبني تكاليف علاج الطفل وعملية زرع الكلية له.
بدوره اعرب والد الطفل ل(كونا) عن شكره وتقديره لجمعية الهلال الاحمر الكويتي ولدولة الكويت وشعبها على وقوفهم الى جانب طفله في المحنة التي يعاني منها.
على صعيد آخر قامت مجموعة الساير الكويتية بالتعاون مع برنامج الامم المتحدة للبيئة بالمساعدة في توفير الانارة والمياه الساخنة المعتمدة على الطاقة النظيفة لمخيم (الريحانية) للاجئين السوريين في منطقة (عكار) شمال لبنان.
واوضح الرئيس التنفيذي لشركة امتيازات الساير حمد الساير ل(كونا) ان هذه المبادرة تنقسم الى ثلاث مراحل تبدأ مع تزويد جميع الخيم بأنظمة انارة محمولة تعمل على الطاقة الشمسية ومن ثم تزويد جميع المرافق العامة في المخيم بسخانات مياه تعمل على الطاقة الشمسية لما له من دور كبير في تخفيف معاناة الاطفال والنساء والشيوخ في الطقس البارد فيما تتعلق المرحلة الثالثة بوضع اعمدة انارة على الطاقة الشمسية لانارة الممرات ومحيط المخيم.
وأشار الساير الى ان الانارة ستوفر على الدولة ما يزيد على 10 آلاف واط يوميا وتسهم في تخفيف انبعاثات غاز ثاني اكسيد الكربون بالمنطقة فيما ستتيح سخانات الماء على الطاقة الشمسية تسخين 10 آلاف لتر تقريبا يوميا ما يسمح بتوفير كمية كبيرة من الكهرباء و(الديزل) التي كانت تستخدم للغرض ذاته.
من جهته قال المدير الاقليمي لبرنامج الامم المتحدة للبيئة في غرب آسيا الدكتور اياد ابومغلي في تصريح مماثل ل(كونا) ان “هناك تعاونا دائما مع دولة الكويت من خلال العديد من المشاريع التي تعنى بالبيئة والحفاظ عليها وحمايتها بالاضافة الى مشاريع مكافحة التغيير المناخي والمشاريع المتعلقة بالامن المائي”.
وأشاد ابومغلي بالدعم المادي الذي تسهم به دولة الكويت في ميزانية الامم المتحدة للبيئة سنويا معربا عن شكره لمجموعة الساير لتوفيرها الدعم للاجئين لتحسين ظروفهم المعيشية.
بدوره اشاد المدير العام لاتحاد المنظمات الاغاثية والتنموية في لبنان حسام الغالي ل(كونا) بالمساعدات التي تقدمها دولة الكويت للاجئين السوريين في لبنان “اذ تعد في طليعة الدول الداعمة لهم”.
وقال ان “الشعب الكويتي شعب نموذجي في العطاء” لافتا الى ان مخيم (الريحانية) اقيم باموال كويتية من قبل العديد من الاطراف.
وفي الأردن بدأت جمعية النجاة الخيرية الكويتية حملة لتوزيع كفالات على 1516 يتيما اردنيا وسوريا يعيشون في مختلف المحافظات الاردنية بقيمة اجمالية بلغت 436 ألف دولار.
وقال مدير ادارة المشاريع الاغاثية في الجمعية المهندس ثامر السحيب ل (كونا) ان الحملة تشمل كفالات مقدمة من (لجنة زكاة سلوى) في جمعية النجاة سيتم توزيعها على مدى خمسة ايام وتشمل ايتاما اردنيين وسوريين لجؤوا الى الاردن بعد اندلاع الازمة السورية.
وأضاف ان الكفالات التي توزع بالتعاون مع الهيئة الخيرية الاردنية الهاشمية وجمعية المحسنين الاردنية عبارة عن مبالغ نقدية شهرية تقدمها جمعية النجاة في اطار جهد اغاثي يتواصل منذ عام 2010 وازداد زخما بعد اندلاع الازمة السورية عام 2011 ويشمل مساعدات نقدية وعينية واخرى موسمية تلبي احتياجات الاسر المستهدفة.
على صعيد آخر كرمت (جمعية النجاة الخيرية) الفائزين بالدورة الخامسة لمسابقة (عبدالله المطوع) لحفظ القرآن الكريم في الاردن وعددهم 260 شخصا من أصل ثمانية آلاف طالب وطالبة شاركوا في المسابقة من مختلف محافظات المملكة.
وقال مدير ادارة التعليم الخارجي في الجمعية ابراهيم البدر ل(كونا) إن الجمعية كرمت 260 طالبا وطالبة هم الاوائل على دفعاتهم في شتى مناطق المملكة ومنهم من حفظ القرآن كاملا ومنهم من حفظ 20 جزءا او 15 جزءا او 10 اجزاء مشيرا الى ان جميع الطلبة الذين شاركوا في المسابقة يشملهم التكريم.
واضاف البدر الذي يرأس صندوق (عبدالله المطوع) للتفوق العلمي الذي يرتبط بجمعية النجاة باتفاقية تعاون علمي ان المسابقة تقام للعام ال26 على التوالي فيما تتكفل دولة الكويت بالمسابقة للعام الخامس على التوالي من خلال صندوق (عبدالله المطوع) لحفظ القرآن الكريم.
وحول المساعدات الكويتية الى ليبيا أعلنت جمعية الهلال الأحمر الكويتي تسييرها طائرة الإغاثة الأولى ضمن جسر جوي أقلعت من قاعدة عبدالله المبارك الجوية إلى مطار (مرسى مطروح) في مصر محملة بعشرة أطنان من المواد الغذائية لإيصالها إلى الشعب الليبي الشقيق.
وقال رئيس مجلس إدارة الجمعية الدكتور هلال الساير ل(كونا) إن إقلاع هذه الطائرة يأتي ضمن جسر جوي بحمولة 40 طنا لتقديم المساعدات الإنسانية للشعب الليبي في ظل الأوضاع الإنسانية هناك.
وأضاف الساير أن الطائرة تحمل على متنها عشرة أطنان من المواد الغذائية يرافقها عدد من المتطوعين الذين سيتوجهون لتسليمها للهلال الأحمر الليبي بالتعاون مع الهلال الأحمر المصري.