عرب وعالم

12:40 مساءً EET

محمد العبدالله: الكويت حاضنة للإبداع والقيادة السياسية تؤمن بدور الثقافة في المجتمع

هكذا كان المشهد في مسرح الدسمة مساء أمس الأول، في افتتاح ملتقى فؤاد الشطي المسرحي الدولي الأول، فالرعاية الكريمة لسمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ جابر المبارك الحمد الصباح وحضور وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء وزيرالإعلام بالوكالة رئيس المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب الشيخ محمد العبدالله المبارك الصباح فضلاً عن حضور عدد كبير من القامات المسرحية والفنية العالمية ورواد المسرح في الكويت والخليج والعالم العربي، كل ذلك شكل حالة فريدة تجسد ما تركه فؤاد الشطي من إرث حافل بالعلاقات الإنسانية والفنية المتفردة، فالحاضرون الذين غصت بهم جنبات المسرح استحضروا تاريخ الراحل الشطي ومسيرته وما قدمه للمسرح والفن والحياة.

في حفل الافتتاح حضر بجانب الوزير العبدالله وضيوف المهرجان وكيل وزارة الإعلام طارق المزرم، والأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب المهندس علي اليوحة، والأمين العام المساعد لقطاع الفنون الدكتور بدر الدويش، وكذلك لفيف من السفراء وأعضاء السلك الديبلوماسي المعتمد في الكويت، والكاتب عبدالعزيز السريع، والدكتور سليمان الشطي، والكاتب طالب الرفاعي، والفنان القدير عبدالحسين عبدالرضا، إلى جانب مريم الصالح، سعاد عبدالله، محمد المنصور، محمد المنيع، جاسم النبهان، سليمان الياسين، والعميد السابق للمعهد العالي للفنون المسرحية خالد عبداللطيف رمضان، منقذ السريع، عبدالرحمن العقل، باسمة حمادة، منى شداد، زهرة الخرجي، هدى حسين، عبدالله العتيبي، وغيرهم.

استهل الوزير العبدالله وكبار الحضور وضيوف الملتقى الحفل بافتتاح المعرض الخاص بالفنان الراحل فؤاد الشطي الذي ملأ ساحة مسرح الدسمة، حيث ضم بين جنباته العديد من مقتنيات الراحل، فضلاً عن الشهادات التقديرية وبعض التكريمات والجوائز التي حصل عليها، والعديد من صور الأعمال التي شارك فيها، وصور من المنتديات والمهرجانات الدولية التي دُعي إليها وشارك فيها، كما برزت العديد من الصور التي جمعته مع كبار الفنانين في الكويت والعالم العربي وبعض المسرحيين الدوليين، وكذلك حضوره مع العديد من نجوم السياسة في الكويت والعالم العربي.

افتُتح الحفل الذي أخرجه علي العلي بعزف السلام الوطني لدولة الكويت، بعدها تم عرض بعض المشاهد من أعمال الراحل وإحدى كلماته بصوته والتي برزت من خلالها أهمية المحبة والتسامح من أجل التعايش في سلام، ثم أطلت عريفة الحفل المذيعة سودابة علي وأثنت على مسيرة الشطي وتاريخه، قائلةً إن «في حياة الأمم والشعوب شخصيات تأبى أن تمر مرور الكرام،إلا وتكتب اسمها بحروف من نور لما قدمته للوطن»، مشيرةً إلى أن الراحل الشطي من بين هؤلاء.

من جهته أكد الوزير العبدالله أن الكويت كانت وستبقى منارة إشعاع وحاضنة للإبداع وداعمة للإنتاج الثقافي والأدبي والفني، وقال في كلمته أمام الحضور «إن أهل المسرح في العالم العربي يعون أهمية ومكانة سلسلة المسرح العالمي التي نفتخر بأنها تطلق من الكويت شأنها شأن الكثير من المطبوعات التي أثرت المكتبة العربية»، مشيراً إلى «إيمان القيادة السياسية، وعلى رأسها سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح وسمو ولي العهد الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح بأهمية دور الثقافة في المجتمع».

ونقل إلى الحضور تحيات راعي الملتقى سمو رئيس مجلس الوزراء مؤكداً الاهتمام الكبير الذي يوليه سموه بالحركة الفنية ورموزها الأفذاذ، ومنهم المخرج الراحل فؤاد الشطي الذي حمل الكويت والمسرح بين ضلوعه وراح يحلق بعيداً في فضاءات المسرح محلياً وعالمياً.

وذكر العبدالله «أن الراحل الشطي أحد أبرز رموز الحركة المسرحية في الكويت، فقد آمن بدور المسرح وقضيته فكان حضوره على الصعيد المسرحي تجليات خالدة وبصماته تجاوزت حدود الزمان والمكان، بل حمل عشقه للمسرح وراح يحط به تارة في الكويت وتارة أخرى في الشارقة وثالثة في قرطاج ودمشق وبغداد ومدن المعمورة، وكان هاجسه الأساسي المساهمة في تقديم مسرح يليق بالإنسان ويرتقي به»، لافتاً إلى دعمه إنشاء المعهد العالي للفنون المسرحية.

تجربة ثرية

وقال رئيس الملتقى، رئيس مجلس إدارة فرقة المسرح العربي أحمد فؤاد الشطي في كلمته إن هذا الملتقى الذي يستمر أربعة أيام يشكل بالنسبة له لحظات فارقة في حياته، لاسيما وأن رحيل والده كان في مثل هذا اليوم قبل عام، مشيراً إلى «أن الراحل ترك إرثا من الإبداع المسرحي وتجربة ثرية وصداقات عميقة بينه وبين رجالات المسرح في كل أرجاء المعمورة».

وأضاف: «انني أتقدم باسمي وباسم مجلس إدارة الفرقة، ونيابة عن أسرة الراحل بخالص الشكر لسمو رئيس مجلس الوزراء وللوزير العبدالله على الدعم والرعاية لإقامة هذا الملتقى»، مشيداً بجهود الجهات الحكومية والأهلية والمؤسسات والأفراد وكل من شارك بجهد طيب في هذا الملتقى.

بدوره قال مدير الديوان الأميري في إمارة الفجيرة بالإمارات العربية المتحدة الشقيقة الأديب والشاعر محمد الضنحاني في كلمة باسم ضيوف الملتقى إن «الراحل الشطي كان خير المخلصين لقضية المسرح فناً وفكراً، وقد تجاوز الشكل النموذجي لما يجب أن يكون عليه الفنان المسرحي»، مضيفاً «أن التزام الراحل الشطي بقضية المسرح لا يقتصر على المضمون الذي يقدمه والرسائل التي ينشد إيصالها وحسب بل يتعدى ذلك نحو الالتزام بأهله صناع المسرح وعشاقه من المتفرجين».

وذكر الضنحاني «أن مجمل ذلك يبرر أن يكون الراحل فؤاد الشطي مخرجاً استثنائياً وإدارياً ناجحاً في آن معا، حيث تسكنه حالة من الشغف تجاه عمله الفني وتدفعه لتقديم أي شيء لخدمته».

وأكد رئيس الهيئة العالمية للمسرح محمد سيف الأفخم، في كلمة باسم الهيئة «إن الراحل الحاضر فؤاد الشطي، كان أحد أبناء جيل حمل على عاتقه شرف التأسيس للحركة المسرحية الكويتية والخليجية، وكان قد تجاوز الأطر الجغرافية لمحيطه الإبداعي حالما بالعالمية».

وأضاف الأفخم «أن دور الراحل كان كبيراً في حركة الهيئة العالمية للمسرح، حيث تصدى لمجمل مشاريعها داعماً ومساهماً فاعلاً، والحراك الذي تشكل بحركته وضع المسرح العربي تحت إضاءات عالمية كانت قد أهملته سنوات طويلة».

وفي ختام كلمته قال الأفخم: «كانت هناك نية أن يتم تكريم فؤاد الشطي وتسميته عضواً فخرياً لدى الهيئة العالمية للمسرح في يوم المسرح العالمي، لكن الموت كان أسرع، وبما أن العضوية سميت باسمه فهي له، حيث تم تكريمه وتسليم العضوية إلى رئيس الملتقى أحمد فؤاد الشطي بحضور الوزير محمد العبدالله ومدير الملتقى بندر المطيري، والفنان محمد المنصور، كما تم إهداء درع تذكارية لراعي الملتقى سمو رئيس الوزراء وأخرى للوزير العبدالله لدعمهما هذه التظاهرة المسرحية».

كما عرض في حفل الافتتاح الفيلم الوثائقي «رحلة حياة» سيناريو وحوار عماد النويري وإعداد ياسر صديق وإخراج جابر المحمدي، يتناول الفيلم مسيرة الراحل وأهم المحطات في حياته ليس كفنان كويتي فحسب، بل كفنان خليجي وعربي ودولي، ساهم في النهضة المسرحية الحديثة في الكويت ودول الخليج، فضلاً عن أنه أول فنان عربي يتم انتخابه عضواً في المكتب التنفيذي للهيئة العالمية للمسرح، وقد أدلى العديد من أصدقائه وزملائه وأفراد أسرته بالعديد من الشهادات المهمة عن علاقتهم به وذكرياتهم معه.

قدمت فرقة المسرح العربي عرضاً بعنوان «الكلمة الصعبة»، على خشبة مسرح الدسمة، من إعداد أسامة فؤاد الشطي وإخراج أحمد فؤاد الشطي وإنتاج فرقة المسرح العربي.

العرض هو توليفة لثلاثة أعمال أخرجها الراحل فؤاد الشطي لفرقة المسرح العربي في مرحلتها الثالثة، حيث استدعى أسامة وأحمد ذكرى إبداعات والدهما فؤاد على المسرح، وهي «نورة»، و«رحلة حنظلة» والتي فازت بجائزة أفضل عرض مسرحي في مهرجان بغداد المسرحي العام 1985، و«القضية خارج الملف» وحصد الراحل من خلالها جائزة أفضل تقنية مسرحية في مهرجان قرطاج العام 1989.

«نورة» من تأليف الكاتب البحريني جاسم الزايد، أما «رحلة حنظلة» فهي للكاتب السوري الراحل سعدالله ونوس، و«القضية خارج الملف» مقتبسة عن مسرحية «الدراويش يبحثون عن الحقيقة» لمصطفى الحلاج.

 

التعليقات