الحراك السياسي
أحمد أبو الغيط: الإرهاب لازال يضرب المنطقة العربية بلا هوادة والمعركة معه طويلة
قال الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط أن المأساة السورية مازالت تمثل جرحاً نازفاً في قلب الأمة العربية، وأوضاع النازحين والمُحاصرين داخل المُدن واللاجئين في دول الجوار وغيرها تُدمي القلوب، وإن وقف إطلاق النار الذي تم تثبيته في محادثات الأستانة هو خطوة إيجابية لوقف نزيف الدم.
ودعا أبو الغيط إلى التوصل إلى وقف القتال والذي لن يؤدي بذاته إلى استقرار الوضع السوري، وقال: “لا بديل عن تسوية سياسية للحرب الدائرة تُلبي طموحات الشعب، وتأخذ في الاعتبار وحدة سوريا وتكاملها الإقليمي، والمأمول هو أن تستمر المحادثات الجارية بين الحكومة والمعارضة برعاية الأمم المتحدة، وصولاً إلى التسوية المنشودة، ونسجل في هذا الخصوص قلقنا وانزعاجنا حيال الغياب العربي شبه الكامل عن تسوية الأزمة السورية، في مقابل الحضور اللافت لقوى إقليمية ودولية بعضها لا يأخذ المصالح العربية بعين الاعتبار”.
وعلى صعيد الأزمتين اليمنية والليبية، قال أبو الغيط خلال كلمته في أعمال مجلس الجامعة العربية على المستوى الوازري اليوم الثلاثاء: “إننا نلمس تحركات دبلوماسية وجهوداً من أجل حلحلة هذه الأزمات حقناً للدماء العربية، وصوناً لتماسك نسيج الأوطان والدول، ومن المُهم تكثيف الجهود الجارية وتعزيزها، وصولاً إلى تسوية هذه الأزمات الخطيرة، ويتعين على الدبلوماسية العربية أن تعمل بالتضافر مع الجهود الأممية وغيرها.. ولا يفوتني في هذا المُقام أن أذكر تحرك الجامعة العربية على صعيد تسوية الأزمة الليبية من خلال الترويكا التي تجمعها بكل من الأمم المتحدة والاتحاد الافريقي، والتي من المنتظر ضم الاتحاد الأوروبي إليها حتى تتوحد جهود كل الأطراف التي لديها مصلحة في إنهاء الأزمة الليبية”.
وأشار إلى أن الإرهاب لازال يضرب منطقتنا بلا هوادة وصار واضحا لدينا جميعا أن المعركة معه طويلة، وأن قطع أحد أذرعه لا يعني القضاء عليه أو اجتثاثه، فلا يلبث أن يُطل بوجهه القبيح في مكان آخر”، وأضاف “إننا ننحني احتراماً لكل التضحيات التي تُبذل في ربوع العالم العربي كافة من أجل درء هذا الخطر عن مُجتمعاتنا، و”مطلوبٌ منّا صوغ استراتيجية شاملة لتحصين العالم العربي، ليس فقط من الزاوية الأمنية، وإنما أيضاً من الناحيتين الفكرية والثقافية، وأقول بكل وضوح إن هذه الاستراتيجية الشاملة التي ننشدها لا يُمكن صياغتها وتنفيذها إلا في إطار عربي جماعي، ومن خلال أُطر للتعاون مع مُختلف القوى العالمية التي يُهددها الإرهاب”.
وأشار أبو الغيط إلى أن المنطقة العربية كذلك لاستراتيجية جماعية للتعامل مع دول الجوار الإقليمي ما زال بعض هذه الدول يُمعن في تدخله في الشئون الداخلية للدول العربية ويوظف الطائفية كأداة فعالة لهذا التدخلاليدُ العربية ما زالت ممدودة لعلاقة قوامها حسن الجوار واحترام السيادة والابتعاد عن التدخل في الشئون الداخلية وعلى الأطراف الإقليمية أن تُدرك أن توتير العلاقة مع المُحيط العربي سيجلب الخسارة للإقليم.