آراء حرة
أحمد حمدي يكتب: لماذا ياسر شوري؟
لطالما تعجبت من مقولة أن للمرئ حظ من اسمه .. لحين قابلت هذا الرجل .. فلكم صادفت عادل الذي يأكل مال الأنبياء .. وشريف الذي ينهب قوت الفقراء .. ولكن مع “ياسر شوري” كان الحال مغايراً .. فوجدت الشاب النابه ابن مؤسسة الوفد الصحفية الذي تدرج بالعمل الصحفي إلي أن صار رئيس تحرير لصحيفة “الأنباء الدولية” بجانب عمله بالوفد وعدد من المؤسسات الصحفية ..
وهناك عرفته .. ورأيت فيه الأستاذ .. الجورنالجي وأسطي الصحافة من الدرجة الأولي , الذي يعيد إلي ذهنك فطاحل الصحافة المصرية في جمعه لشباب الصحفيين من حوله في تجسيد حرفي لاسمه “الشوري” وتيسيره لأمورهم المهنية والعملية .. فتجده يقتنص منهم زبد ما يمتلكون ليمكث في أرض صاحبة الجلالة .. ليبادلوه بتقديم أقصي ما لديهم بحب ينعكس علي الصفحات البيضاء كمانشيتات ومقالات وعناوين ..
فهو ياسر شوري الذي طرح نفسه للأعضاء كمرشح للعضوية تحت السن .. خلف برنامج إنتخابي يدل علي رجل يعي جيداً ما يتطلبه المنصب في تلك الحقبة في ظروف عصيبة علي الوطن والمهنة والأعضاء .. دون تنظّر أو خوض إستعراضي في أمور لا نفع منها ولا طائل .. ولا تمس المهنة ولا حال الممتهن الصحفي في شئ ..
فقد تحدث رجل الشوري في مطلع برنامجه عن إعادة دعم الأوراق والأحبار ..وهي حقيقةً أزمة وجود للصحافة المصرية التي تخوض حرباً ضروساً أمام الصحافة الإليكترونية ومواقع التواصل الإجتماعي , ثم تطرق إلي حل مشكلات الفصل التعسفي للصحفيين من خلال تمكين النقابة من السيطرة علي أعضائها بشكل فعلي .. بما ينم عن إستشعار جاد لأوضاع الصحفيين والعمل علي ضمان الإستقرار المادي والأدبي لهم ..
ثم تناول زيادة بدل التكنولوجيا الخاص بالصحفيين والذي يمثل ملاذاً للسواد الأعظم للعاملين بالمهنة في إدراك حياة كريمة لهم لاسيما في ظل تدني الأجور وعدم إستقرار العمل والأوضاع الإقتصادية الراهنة للوطن .. ثم استفاض في الأمور الخاصة بصندوق التكافل الإجتماعي والمعاشات وبدلات العجز والعاطلين عن العمل والمشروع المتكامل الخاص بالعلاج .. فيما يثبت ما رمينا إليه سابقاً من أنه المرشح الذي يعي جيدا ما هو مُقدم عليه من مسئوليات جسام ..
ثم مشروع نادي النقابة بالتجمع الخامس .. ومشروع الإسكان .. وحل مشكلات العاملين بالصحافة مع البنوك .. وإيجاد حلول لتنمية الموارد وغيرها من الأفكار التي طرحها في برنامج إنتخابي متكامل أقرب إلي برنامج مرشح إلي منصب النقيب .. أو برنامج خاص بقائمة إنتخابية كاملة مكتملة .. وليس برنامج خاص بمرشح لعضوية تحت السن ..
ولكن ما إستوقفني حقيقة هو الطرح الذي أعلنه والخاص بحل مشكلة سيل المواقع الإليكترونية المتدفقة .. من خلال إعتماد المواقع الجادة مع وضع نص في القانون الجديد للنقابة يحق لها من خلاله حجب المواقع الإليكترونية .. بحيث أن تكون هنالك آلية لإصدار تلك المواقع من خلال تراخيص ..
والحقيقة أن تلك الفكرة تحديدا تحتاج إلي نظرة من مؤسسات الدولة ككل .. فهي من ناحية ضرورة حتمية في المرحلة الراهنة في ظل الظروف التي تمر بها البلاد والمنطقة في مواجهة الإرهاب , من ضمان عدم سيطرة قوي خارجية أو تنظيمات تحتية من خلال التمويل علي أي من تلك المواقع .. ومن الناحية الأخري الإرتقاء بصناعة الصحافة والإعلام وضمان حقوق الملكية الفكرية التي يدعمها العالم بأسره ويكفله الدستور والقانون ..
ومن هنا نستوضح أننا أمام مرشح تلك المرحلة .. ملماً بجميع آلياتها .. آتياً بفكرٍ وأطروحات يحمل بها النقابة إلي آفاق مستقبلية .. في زمن الجيل الرابع!