الحراك السياسي
تفاصيل لقاء الرئيس بالعاهل الأردني
استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسى، اليوم الثلاثاء، الملك عبد الله الثانى ابن الحسين، عاهل المملكة الأردنية الهاشمية فى مطار القاهرة.
وتحرك الرئيس وملك الأردن فى ركب مشترك إلى مقر رئاسة الجمهورية، وأجريت مراسم الاستقبال الرسمى وسط استعراض حرس الشرف.
وصرح السفير علاء يوسف، المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية، بأنه عقدت جلسة مباحثات ثنائية مغلقة، تلتها جلسة مباحثات موسعة بحضور رئيسى وزراء البلدين وأعضاء الوفدين، حيث رحب الرئيس بضيف مصر الكبير معربًا عن سعادته بلقاء العاهل الأردنى وتثمينه للتنسيق القائم بين البلدين بشأن مختلف القضايا ذات الاهتمام المشترك.
ومن جانبه، أكد الملك عبد الله الثانى، سعادته بزيارة للقاهرة، مشيدًا بالدور المحورى لمصر فى خدمة القضايا العربية وجهودها فى تعزيز التضامن العربى.
أضاف المتحدث الرئاسى، أن المباحثات شهدت التشاور بشأن مختلف جوانب العلاقة الاستراتيجية المتميزة بين البلدين وسبل تعزيزها، حيث أعرب الجانبان عن ارتياحهما لما تشهده من تطور فى مختلف المجالات.
وأكد الزعيمان، أهمية استمرار اللجان العليا المشتركة برئاسة رئيسى وزراء البلدين فى بحث سبل تطوير العلاقات الثنائية، وضرورة متابعة تنفيذ الاتفاقيات ومذكرات التفاهم التى تم التوقيع عليها فى مجالات متعددة خلال الاجتماع الأخير للجنة الذى عقد فى أغسطس 2016 بالقاهرة.
وفى إطار الإعداد للقمة العربية المزمع عقدها نهاية الشهر المقبل فى الأردن، أعرب الرئيس، عن تطلعه للمشاركة فى القمة، مؤكدا ثقته فى نجاح المملكة فى استضافة هذا الحدث المهم وفى خروج القمة بقرارات ترقى لمستوى التحديات التى تواجه الأمة العربية، كما أشار إلى استعداد مصر الكامل للتنسيق مع الأردن للوصول إلى هذا الهدف، على ضوء توافق رؤى البلدين حول معظم القضايا الإقليمية والدولية.
وأكد الزعيمان، أهمية دعم الجامعة العربية، لاسيما وأنها إحدى أهم آليات العمل الجماعى العربى، سعيًا لتوحيد مواقف الدول العربية والتصدى للمخاطر التى تواجهها فى هذه اللحظة الفارقة من تاريخ الأمة.
واستعرض الجانبان، سبل التحرك المستقبلى فى إطار السعى لكسر الجمود القائم فى عملية السلام بالشرق الأوسط، خصوصًا مع تولى إدارة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، مقاليد الحكم فى الولايات المتحدة، فضلًا عن بحث سبل التنسيق المشترك للوصول إلى حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية على حدود 4 يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية باعتبار ذلك من الثوابت القومية التى لا يجوز التنازل عنها، وفى إطار الحرص على الحفاظ على حقوق الشعب الفلسطينى وحماية المقدسات الإسلامية والمسيحية فى القدس والأراضى الفلسطينية، بما يساهم فى إعادة الاستقرار إلى منطقة الشرق الأوسط.
وأشار المتحدث باسم الرئاسة، إلى أن المباحثات تطرقت إلى عدد من القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، ومن بينها الأزمة السورية، حيث أكد الجانبان، أهمية تثبيت وقف إطلاق النار الحالى فى الأراضى السورية، والحفاظ على المسار السياسى، الذى يقوده مبعوث الأمم المتحدة، مؤكدين أهمية اجتماعات “الأستانة” لضمان تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار.
وشدد الجانبان على ضرورة إنهاء المُعاناة الإنسانية التى يتعرض لها الشعب السورى، والعمل على الحفاظ على وحدة وسلامة الأراضى السورية، والتصدى بقوة للجماعات الإرهابية ومنع كل أشكال الدعم المقدم لها.
وعلى صعيد الموقف فى العراق، أعرب الجانبان، عن دعمهما للعملية الجارية لتحرير الموصل من سيطرة حركة داعش الإرهابية، بما يساهم فى عودة الاستقرار لهذا البلد العربى الشقيق، ويسمح ببدء إعادة إعماره.
وأكد الجانبان، أهمية دعم جهود المصالحة والتسوية السياسية فى العراق لما فيه صالح الشعب الشقيق.
وفيما يخص الأوضاع فى ليبيا، استعرض الزعيمان الجهود المصرية الرامية لتوحيد الصف الليبى، وتبادلا التقييم حول سُبل الحفاظ على وحدة واستقرار ليبيا واحترام إرادة شعبها، وإيجاد حل ليبى خالص يُرسخ دعائم المؤسسات الوطنية الليبية دون أى تدخل خارجى.
من ناحية أخرى، أكد الزعيمان، أهمية تكاتف جهود المجتمع الدولى فى مواجهة الإرهاب والفكر المتطرف، فى إطار استراتيجية متكاملة لا تقتصر على الجوانب الأمنية والعسكرية وإنما تشمل كذلك الجوانب الثقافية والاقتصادية والفكرية.
وعقب انتهاء المباحثات، أقام الرئيس مأدبة غداء تكريمًا للملك والوفد المرافق له، ثم اصطحب الرئيس الملك إلى مطار القاهرة، حيث كان فى وداعه قبيل عودته إلى عمان.