ثقافة

01:57 مساءً EET

نادي بقطر يكتب : البقاء لله “قصة قصيرة”

 
قبل ان يعلن عن صباح يوم الجمعة وقبل ان يصيح الديك وتنتشر اصوات تغريد العصافير التى تسكن الأشجار المحيطية بنا .

وقبل ان يبدأ دبيب يوم جديد رن جرس التليفون المحمول وانا فى نعاس تام وقبل ميعاد استيقاظى المعتاد بساعتين تقريبا اى حوالى الرابعة صباحا من فجر يوم الجمعة هكذا استمر رنين التليفون يتواصل من انتهاء جرس الى بداية رنين مرة اخرى وفى الحاح تام حتى اننى ادركت انه حلم ما بين اليقظة و النعاس اى بين الوعى واللاوعى . و تمر لاحظات لادرك حقيقة الامر وأن التليفون مستمر فى الرنين لامر عاجل و هام و على عجل اخذته من مكانه و دون أن ادقق فى اسم المتصل و افتح الخط و قبل أن انطق بكلمة وجدت من يبادرنى بأن والده انتقل الى رحمة الله و على ابلاغ العمل وعمل اللازم .
فعلى الفور عرفت من صوتة انه صاحبنا العزيز سيد بن الحاج السيد فقومت بعزائة و اخذت التفاصيل منه . للزملاء فى العمل و قمت بعزائة مرة اخرة بعد عرض ما اتيح لى من خدمات فى مثل هذه الحالات و انتهت المكالمة و اصبحت مستيقظ كامل الوعى و بدأت يومى مبكرا ولم اجد ما افعله سوى الذهاب مبكرا للعمل حيث وجدة زملائى بالوردية الليليه و ابلغتهم بالخبر و عند الصباح و فى ميعاد العمل الوردية الصباحية شاركت زملائى الخبر و اتفقنا أن يذهب ثلاثة من الزملاء لتمثيل العمل . و الباقى الزملاء يستمر العمل بهم و كنت واحد من الثلاثة و قررنا أن نذهب قبل صلاة الظهر بوقت كافى لان مكان العذاء بالبلده التى على اطراف المدينة بالمحافظة المجاورة لنا بل و على اطرافها تحديدا و تحركنا للمواسه و المشاركة و تقديم العذاء و الوقوف بجانب صاحبنا العزيز و بالفعل و صلنا الى تلك المدينة و منها الى القرية الصغيرة من خلال دروب و طرق صغيرة بين الزروع و البيوت البسيطه و من خلال سؤلانا من احد الاشخاص على الطريق حتى لا يضيع منا الطريق وصلنا الى المسجد الكبير و سألنا هل هناك حالة و فاه فى المسجد لشخص الحاج السيد و كان هذا لقبه فكان الرد لنا بالايجاب و كانت الصلاه فى بدايتها و كان من معى على للأستعداد للصلاه و وقفت بالجانب الايمن ليس ببعيد عن المكان حتى اترك مساحة لمن يريد أن يصلى بحكم معرفتى و ما لديا من ثقافة اسلامية رغم كونى مسيحى . و بدأت الصلاة و بعدها قام المصلين بصلاة الجناز على المتوفيين و علمنا انهم اثنين بالجامع منهم من يدعى الحاج السيد و كان الجمع غفير كعادة اهل القرى أن يشترك الجميع فى مشاركة اهل المتوفى .
و هنا حمل الاهل الصناديق الخشابية للمتوفيين و ترجل الجمع ورائهم و نحن الثلاثة فى ازيال الجمع و تحرك الموكب فى اتجاه المدافن حوالى خمسة عشر دقيقة الى ان وصلنا الى مدافن القرية لنمر بين مدافن اناس تركونا منذ سنين عدة هكذا كنا نسير ورائهم الى ان افترق الصندوقين وهنا سأل صديقى احد المعزيين اين صندوق الحاج السيد فأشار له ان الذى يسير يمينا فأتجهنا نحه مع الركب من اناس تسير فى نفس الاتجاه الى ان وصل الى مدفن بعينه ووقف الجمع فى ممر ضيق .
لا نرى التفاصيل التى بالأمام وجاء مقرأ و بعد ان قرأ بعض أيات من القرأن الكريم ظل يدعو للمتوفى قرابة النصف ساعة ونحن وقوفا وهنا سألت احد المجاورين لى عن صاحبنا سيد ابن المتوفى فأشار لى انه بالأمام فتحركت يمينا ويسارا بين اناس وقوف حتى وصلت الى باب المدفن فلم اجد سيد . مرة اخرى أسال احد الوقوف عن سيد فأشار الى احد الاشخاص الذى يتلقى العزاء وهنا رجعت الى اصدقائى بالخلف وكدت ان اضحك وانا اقول لهم ان هذا العزاء ليس بالزميل سيد الذى نريده ولكن عملا بالأصول ذهبنا لسيد هذا وقمنا بالعزاء عليه وعلى كل ما يقف بجواره ونحن نتكتم ابتسامة بداخلنا وخرجنا من زحف الممر المملوء بأهل المتوفى الذى لم يكن هو  .
للاسف تليفون سيد مغلق وعاودنا السؤال مره اخرى من اكثر من شخص عن المراد الى ان اجمع البعض عن سيد المراد عزاءه فذهبنا حيث كان على باب مدفن اخر  وبيده  المصحف الشريف يقراء منه وقبل ان نبتسم قمنا بالعزاء له وللاسره وعلمنا منه ان الصلاه كانت فى جامع اخر وقبل ان ينسج الظلام خيوطه كنا على الطريق بعد ان قمنا بعزاء كل سيد وسيد بتلك القريه ……..والبقاء لله وحده.
 

التعليقات