عرب وعالم
عبدالله بن زايد: يوم الشهيد تكريم للإنسانية في عطائها وبذلها ورقيها
قال وزير الخارجية والتعاون الدولي الإماراتي الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، إن “يوم الشهيد يؤكد للعالم أن دولة الإمارات لا تنسى تضحيات أبنائها وتبادلهم الوفاء بالوفاء والعرفان بالعرفان في ملمحة أصيلة من قيمها الوطنية، مشيراً إلى أن الـ 30 من شهر نوفمبر هو تكريم للإنسانية في عطائها وبذلها ورقيها”.
وأضاف وزير الخارجية والتعاون الدولي في كلمة وجهها عبر مجلة “درع الوطن” بمناسبة “يوم الشهيد”، إن “تضحيات جنود الإمارات عمقت تلاحم أبنائها وعززت الوعي الوطني بمفاهيم الشهادة ومكانة الشهيد وأهمية أداء الواجب تجاه الوطن.. وأكدت أن دولة الاتحاد تزداد قوة بشهدائها وتشتد عزيمتها بأبطالها وأبنائها وتلتف حول قيادتها حاملة راية واحدة عازمة على تحقيق هدف واحد هو إحقاق الحق والعدل والنصر.
وأشار الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان إلى أن الـ 30 من شهر نوفمبر من كل عام، سيظل علامة مضيئة في تاريخ الدولة، وتجديداً لمشاعر العز والفخر، واستذكاراً لما قدمه أبناؤنا من تضحية وفاء لوطنهم وأمتهم.
وفيما يلي نص كلمة الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان بهذه المناسبة:
يمثل يوم الثلاثين من نوفمبر من كل عام يوما للافتخار بشهداء الوطن الأبرار وتخليدا لمعاني العطاء وإعلاء لمكانة باذليه على ممر الأجيال والأزمان، ورسالة قوية مفادها أن أبناء دولة الإمارات مستعدون دوماً للدفاع عن الحق والعدل، ونصرة المظلوم منطلقين في ذلك من نهج أرسى دعائمه المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان.
يوم الشهيد يزيد من صلابة وعزم أبناء الإمارات على الذود عن هذا الوطن وحماية مكتسباته في ظل قيادة رئيس الدولة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، والمتابعة الحثيثة من نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، ومن ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، وإخوانهم أعضاء المجلس الأعلى حكام الإمارات.
لقد حرصت قيادتنا الحكيمة على أن يكون هذا اليوم تجسيداً وتذكيراً بيوم خالد من أيام تاريخنا وهو اليوم الذي شهد ارتقاء أول شهيد على أرض الدولة دفاعاً عن وطنه في الثلاثين من نوفمبر عام 1971، حيث ما تزال تذكره الأجيال جيلا بعد جيل، وستظل أجيالنا تستلهم من هذه التضحية أسمى دروس التفاني من أجل الوطن ورفعته.
لقد عمقت تضحيات أبناء الإمارات من تلاحم أبنائها وزادت من الوعي والثقافة الوطنية بمفاهيم الشهادة ومكانة الشهيد وأهمية أداء الواجب تجاه الوطن، الأمر الذي نلمسه اليوم من مشاعر العزة والفخر التي تملأ نفوس الإماراتيين احتفاء بالشهداء الذين جادوا بأرواحهم ضاربين بشجاعتهم وإقدامهم أروع الأمثلة خالدين في قلب وذاكرة الوطن وتاريخ الأمة.
ويأتي يوم الشهيد ليؤكد للعالم كله أن الإمارات لا تنسى تضحيات أبنائها وتبادلهم الوفاء بالوفاء والعرفان بالعرفان في ملمح أصيل من قيمها الوطنية، حيث يؤكد رئيس الدولة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، أن “الأمم إنما تكبر ببطولات أبنائها وتخلد في التاريخ بتضحياتهم فبتضحيات شهدائها تبنى القوة والمجد والفخر للأجيال الحاضرة والقادمة، فتمتلئ أنفسهم عزة وكبرياء وكرامة بين الأمم فيباهون بهم الآخرين ويسجلون في صفحات من نور أعمالهم البطولية ومبادراتهم القتالية في ساحات الوغى”.
لقد أرست دولة الإمارات ومنذ قيامها دعائم دولة حضارية تستند إلى قيم أصيلة ومبادئ راسخة أكدت للعالم كله أنها أرض محبة وسلام تقيم وزنا للعدل، وتنادي بالمساواة والحق وتجنح للسلام وتقف إلى جانب المظلومين والمستضعفين وتمد يدها لعون الأشقاء والأصدقاء والمحتاجين في كل مكان.
من هنا فإنني أرى أن الـ 30 من نوفمبر هو تكريم للإنسانية في عطائها وبذلها ورقيها وهي أمور استقاها الإماراتيون وتعلموها من قيمهم الأصيلة وتراثهم العريق وقيادتهم الرشيدة.
لقد سطر أبناؤنا ببطولاتهم أروع الأمثلة فاستحقوا منا كل التكريم والاعتزاز مؤكدين رؤية الدولة ونهجها الثابت في رفض الظلم والعدوان وانتصارها للمظلوم وإغاثتها للملهوف.
إننا نعتبر هذا اليوم رسالة مفادها أن دولة الاتحاد تزداد قوة بشهدائها وتشتد عزيمتها بأبطالها وأبنائها وتلتف حول قيادتها حاملة راية واحدة، عازمة على تحقيق هدف واحد هو إحقاق الحق والعدل والنصر وهي اليوم وبأيدي أبنائها أشد منعة وقوة تمضي بعزيمة رجالها ودماء شهدائها لتسطر إنجازا جديدا كل يوم.
سيظل الـ 30 من نوفمبر من كل عام علامة مضيئة في تاريخ دولتنا الغالية وتجديدا لمشاعر العز والفخر واستذكارا لما قدمه أبناؤنا من تضحية وفاء لوطنهم وأمتهم.
نسأل المولى عز وجل أن يتقبل شهداءنا ويحفظ دولتنا ويديم أمننا واستقرارنا ويلهمنا جميعا المزيد من القوة لعزة الوطن ورخاء مواطنيه.