عرب وعالم

09:44 صباحًا EET

الأمير سلطان بن سلمان: المملكة تشهد مرحلة استثنائية يقودها خادم الحرمين للعناية بـ «التراث»‎

أثبت رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز، أن «اعتزاز مواطني دول مجلس التعاون الخليجي بالبعد الحضاري لبلادهم، وبتاريخهم وحضاراتهم المتعاقبة، أسهم فيما تعيشه بلدانهم اليوم من استقرار أمني ورخاء اقتصادي»، مشيرا إلى أن «ما وصلت إليه دول المجلس من تحضّر، وما تعيشه من أمن وتآلف وتعاون، وما تتميز به من قيم مشتركة إنما وصلت إليه عبر تواتر تاريخي عظيم لا يجب أن نهمله أو ننساه»، بحسب ما نقلت «وكالة الأنباء السعودية» (واس)، خلال كلمة ألقاها في الاجتماع الـ 17 للوكلاء المسؤولين عن الآثار والمتاحف في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، والذي افتتح برعايته اليوم (الاثنين) في الرياض.

وقال الأمير سلطان بن سلمان على إن «المملكة تمر بمرحلة استثنائية يقودها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود للعناية بالتراث الحضاري وتطوير المشاريع المتعلقة به»، مؤكداً في كلمته أنه «نجتمع اليوم في قلب الحضارة الإنسانية في الجزيرة العربية في وقت مهم تشهد فيه المنطقة الكثير من التحديات السياسية والأمنية والاقتصادية، وتزداد فيه الحاجة لتعزيز روح الانتماء والاعتزاز بالمواطنة والتمسك بالقيم والمثل التي كفلها لنا ديننا الذي شرفنا الله بأن يخرج من أرضنا وبلساننا العربي، ما يجعل مهمتنا في إبراز موروثنا والعناية بالمستكشفات الأثرية أمرا حتميا لإحداث التوازن في وقت التحديات وتوثبنا للانطلاق للمستقبل بخطى ثابتة، ونحن باعتبارانا مسؤولين عن قطاعات الآثار ينصب اهتمامنا في هذه المرحلة على تعزيز البعد الحضاري الذي لا نعده ترفا بل حاجة أساسية، ليعرف مواطني منطقتنا بحضاراتهم وتاريخهم والأرضية الصلبة التي يقفون عليها، واليقين بأن ما وصلنا إليه من تحضر وما نعيشه من أمن وتآلف وتعاون وما نتميز به من قيم مشتركة، انما وصلت إلينا عبر تاريخ مجيد وتواتر تاريخي عظيم لا يجب أن نهمله أو ننساه، ونحن في دول مجلس التعاون تربطنا حضارات وتاريخ وقيم مشتركة».

وأبان رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني أن «الوحدة التي تجمع دول هذه المنطقة المحورية في العالم والحضارة الإنسانية الزاخرة بأحداث مهمة وتقاطعات مفصلية في تاريخ البشرية، يحتم علينا أن ننظر لأحداث الجزيرة العربية ضمن سياقاتها الشاملة وعبر موقعها في قصة خلق البشرية وتهيئة الظروف، لاحتضان أعظم رسالة للبشرية جمعاء، والتي اكتملت فصولها وتهيأت ظروفها لخروج الإسلام وانطلاق رسالته للعالم أجمع، وذلك ما نلمسه في كل كشف جديد ويزداد فهمه مع كل دراسة تظهر»، مؤكداً أن «الهيئة تسابق الزمن على تدريب القدرات الوطنية لإدارة العمل في القطاعات التراثية والكشوفات الأثرية والمتاحف»، ومنوها إلى أن «المواطن هو أكثر شخص مؤهل للعناية بتراث بلاده وإدارة مواقعها وهو أكثر شخص نستهدفه ببرامج العناية بمواقع التراث ليتمكن من معايشة تاريخ بلاده بدل أن يقرأ عنها أو يسمع». وقال: «نحن في المملكة العربية السعودية نشهد كما دول مجلس التعاون مرحلة استثنائية يقودها خادم الحرمين الشريفين للعناية بالتراث الحضاري في المملكة وتطوير مشاريعه والتوسع فيها، والتي توجت بإقراره لبرنامجه للعناية بالتراث الحضاري، وهذا البرنامج الذي أصبح علامة مهمة وإنجازا كبيرا بالنسبة لنا والذي أقره الملك عبدالله بن عبدالعزيز، ثم أعاد إقراره وتأكيده والتوسع فيه الملك سلمان بن عبدالعزيز ثم وجه بدعمه بموازنة مهمة في المرحلة الأولى وصلت إلى ما يقرب إلى 4 بلايين ريال، وتم اعتماد موازنة العام المقبل، والتي بلغت 1.3 بليون ريال لاستعجال مشاريع البرنامج»، مضيفاً أنه «في المملكة نسابق الزمن الآن لطرح المتاحف الجديدة والمتخصصة، والتي تصل إلى 18 متحف يشملها البرنامج، كما أننا نستبق الزمن في تطوير قدرات المواطنين والمواطنات الذين يعول عليهم لتشغيل المتاحف التي لن تكون مجرد مخازن آثار، بل مواقع جذب واثراء للزوار ليعيشوا تجربة متكاملة لتراث بلادهم وتاريخ المناطق، إذ لن نسمح بافتقار متاحف المناطق للقطع المكتشفة فيها التي تروي التسلسل الحضاري في كل منطقة. لافتا إلى الدعوة التي سبق أن أطلقها في الاجتماع التأسيسي لوزراء السياحة الخليجيين في الكويت، ثم في الاجتماع التأسيسي المشترك لوزراء السياحة ووزراء الثقافة لدول المجلس الذي عقد أخيراً في الرياض، وحرص على أن يكون للمسؤولين عن السياحة والتراث اجتماع مشترك مع مسؤولي الثقافة في دول المجلس، لبلورة أهمية التراث والتعرف على دوره في تعزيز الهوية الوطنية وتعزيز الانتماء لدى أبناء المنطقة وهو ما تحقق في الرياض، وخرج بتوصيات مهمة وبرامج واضحة. وفي تصريح صحافي للأمير سلطان بن سلمان بعد الاجتماع كشف عن الإعداد لتنظيم ملتقى للآثار الوطنية في المملكة خلال الأشهر الثلاثة المقبلة برعاية خادم الحرمين الشريفين، مشيراً إلى أن «الملتقى يسترجع بدايات الآثار والمستكشفات الأثرية والرحالة في المملكة، منذ عصر المؤسس الملك عبدالعزيز عندما بدأت عمليات التنقيب والاستكشاف التي كان يوجه بها، ونسترجع من خلال الملتقى الصور التاريخية وقصص المواطنين الذين عملوا في المواقع الاثرية، ونعيد هذا القطاع إلى صدر الساحة، إضافة إلى تسليط الضوء على ما وصلت إليه المملكة اليوم في مجال لعناية بالآثار وما شهدته من أنظمة وقرارات وبرامج ومشاريع في مجال الاهتمام بالتراث الوطني، بالإضافة إلى المعارض التي تطوف العالم، ونعتز أنه وبرعاية خادم الحرمين، سيفتتح في مركز الملك عبدالعزيز الحضاري الثقافي (إثراء) التابع لشركة أرامكو الخميس المقبل، جزء من معرض روائع أثار المملكة الذي طاف العالم في أوروبا وأمريكا، وسيأذن الملك سلمان انطلاق المعرض إلى جولته الآسيوية التي تبدأ من بكين في 20 كانون الأول (ديسمبر) المقبل، ثم كوريا فاليابان وبعدها إلى كوريا، ثم ينطلق إلى دول أخرى، ليعرض ما تتميز به المملكة من تراكم حضاري من خلال 450 قطعة أثرية يحويها المعرض».

التعليقات