اقتصاد
«رويترز»: البنوك سحبت الدولار من السوق السوداء
بدأت البنوك المصرية ، الثلاثاء، في ترويض السوق السوداء للعملة في البلاد من خلال سحب الدولارات منها بأسعار أعلى من المعروض، في معاملات ما بين البنوك (الإنتربنك)، وتغطية جميع طلبات استيراد السلع غير الأساسية.
وقال مصرفيون وتجار عملة في السوق السوداء لـ«رويترز»، اليوم الثلاثاء، إن «البنوك بدأت في سحب الدولارات والعملات العربية من شركات الصرافة بأسعار خاصة ومميزة عن تلك التي تعرضها البنوك للأفراد».
وأضاف أحد التجار: «هناك حالة من انعدام الطلب تماما على الدولار في السوق السوداء حاليا، فالبنوك تعطي لنا أسعارا مميزة، ولذا نجمع الدولار لحسابها»، وتابع: «قمنا ببيع الدولار وعملات عربية بما قيمته عشرات الملايين من الجنيهات للبنوك».
وكانت السوق السوداء عاودت الظهور على استحياء مرة أخرى، في أواخر الأسبوع الماضي، في ظل عدم توفير البنوك الدولارات اللازمة للاستيراد للسلع غير الأساسية، لكن مع معاودة البنوك تغطية تلك السلع، الأحد، وشراء العملات من الصرافة بأسعار مميزة، اختفى الطلب في السوق السوداء من جديد.
وقال مصرفي، في بنك خاص لـ«رويترز»، «كلما زاد المبلغ كلما طلب العميل سعرا خاصا ومميزا سواء كان العميل شركة صرافة أم أفراد طبيعيين»، وأضاف: «نشتري من الجميع مادام لدينا طلبات استيراد من التجار والشركات، وحصيلة الدولارات بدأت بالفعل ترتفع لدينا اليومين الماضيين سواء من خلال التحويلات من الودائع أو البيع المباشر».
وفي الثالث من نوفمبر، حرر البنك المركزي سعر صرف الجنيه المصري لينهي ربطه عند نحو 8.8 جنيه للدولار، ورفع أسعار الفائدة بواقع 300 نقطة أساس لتحقيق الاستقرار للجنيه بعد الـ«تعويم»، وسمح بعودة سوق ما بين البنوك.
وأخذ سعر الدولار يرتفع في البنوك المصرية خلال أول 6 أيام من تحرير سعر الصرف، ثم بدأ في التراجع منذ التاسع من نوفمبر، عندما خفض بنكا مصر والأهلي المصري أسعار شراء الدولار من المواطنين، وتبعهما في ذلك بقية القطاع المصرفي في مصر.
لكن الأسعار عاودت الارتفاع مرة أخرى بداية من السابع عشر من نوفمبر وحتى الاثنين، لتستقر الثلاثاء بين 17.40 و17.45 للشراء، و17.60 إلى 17.75 جنيه للبيع في البنوك الكبيرة
وقال مصرفي: «ما يحدث الآن صحي، فالسوق السوداء أصبحت تسير خلف البنوك، وليس العكس كما كان الوضع سابقا».
وأضاف مستورد سلع غير أساسية لـ«رويترز»: «البنوك توفر لنا ما نحتاجه من دولارات للاستيراد بالأحجام التي نريدها، ولست في حاجة حاليا للذهاب للسوق السوداء مرة أخرى».