عرب وعالم
سيف بن زايد: بالأفعال لا بالأقوال نحمي أمن خليجنا
أكد الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، أن أمن دول مجلس التعاون الخليجي مسؤولية مشتركة بين دول المجلس، وأن أي اعتداء أو تهديد لأحد بلدانه، يعد بالتأكيد عدواناً علينا جميعاً.. وقال سموه «بالأفعال لا بالأقوال وحدها، نحمي أمن خليجنا الموحد، ونبني سداً منيعاً في وجه كل من يحاول المساس بأمن إحدى دوله، فخليجنا موحد بقرارات قياداته، وإرادة شعوبه التي ترتبط بوشائج القرابة، والصلات الاجتماعية الواحدة، والنسيج المجتمعي المتوحد، فأمننا واحد ومصيرنا واحد».
وقال سموه، بعد حضوره حفل اختتام تمرين «أمن الخليج العربي 1»، الذي شهده الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين الشقيقة أمس بالمنامة وبحضور وزراء الداخلية في دول مجلس التعاون الخليجي وعدد كبير من المسؤولين العرب، أن التمرين الذي أبدعت فيه القوات الخليجية الشرطية المشاركة من كافة دول مجلس التعاون، سطّر بحروف من ذهب، ملحمة وإنجازاً يُضاف إلى إنجازات العمل الخليجي المشترك، ويُعد تجسيداً عملياً للاتفاقية الأمنية الخليجية، وللعمل العربي المشترك.
والتقى العاهل البحريني الملك حمد بن عيسى آل خليفة قبيل الافتتاح بالفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان ووزراء الداخلية في دول مجلس التعاون الخليجي، حيث رحب الملك بالضيوف ودار الحديث بينهم حول عدد من القضايا المتعلقة بتعزيز التعاون بين دول المجلس وسبل تطويره خاصة في المجالات الأمنية والشرطية.
كما التقى الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان قبل ذلك، في صالة التشريفات بالمطار الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء البحريني، والأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي عهد البحرين نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء بحضور وزراء الداخلية في دول مجلس التعاون الخليجي، حيث دار حديث حول عدد من القضايا التي تخص أمن الخليج العربي وأكدوا أهمية اللقاءات الخليجية المشتركة وبخاصة تلك التي تستهدف زيادة التنسيق والاستعداد الأمني بين دول المجلس الأمر الذي يضمن تعاملها الأمثل مع المستجدات الأمنية في المنطقة، كما تبادل الحضور الآراء حول التمرين الخليجي المشترك وسبل تعزيزه وتطويره.
وكان الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان قد وصل البحرين في وقت سابق أمس، حيث كان في استقباله الفريق ركن الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة وزير الداخلية البحريني، وعبداللطيف الزياني الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي، وعبدالرضا عبدالله خوري، سفير الدولة لدى المنامة، وعدد من المسؤولين والضباط.
وقال الفريق سيف عبدالله الشعفار، وكيل وزارة الداخلية، إن التمرين التعبوي المشترك يسهم في المحافظة على أمن واستقرار دول مجلس التعاون الخليجي، وتحقيق أكبر قدر من التعاون من أجل المساهمة الفاعلة في مكافحة الجريمة بجميع أشكالها وصورها ورفع كفاءة الأجهزة الأمنية وفق تقنيات تعتمد التدريبات المشتركة.
وأكد نجاح التمرين في تحقيق أهدافه الأساسية برفع الجاهزية الاستعدادية لأي طارئ، وإبقاء قواتنا الشرطية في حالة تأهب تحمي الوطن، وتشارك في تأمين أمن الخليج العربي، معرباً عن اعتزازه بما شاهده من حرفية وأداء شرطي من قواتنا ومن أشقائهم بشكل فاق التوقعات.
وقال: «إننا نعمل وبدعم من القيادة الرشيدة، في كافة مؤسساتنا بالاستمرار بتعزيز العمل الخليجي المشترك، وأن نساهم بقوة في تطبيق بنود الاتفاقية الأمنية المشتركة بما تتضمن من تبادل المعلومات بين دول المجلس، وتوحيد وتبادل القوانين والأنظمة على نحو يكفل مكافحة الجريمة بمختلف أشكالها وأنواعها، وتقديم التسهيلات اللازمة، وإنشاء مراكز تدريب أمنية متخصصة، وتبادل برامج المؤتمرات والندوات، ودعم الأجهزة الأمنية بأحدث التقنيات مع عقد اللقاءات الدورية».
وأشار وكيل وزارة الداخلية إلى أن البحرين أظهرت مستوى كبيراً من التنظيم والدعم لهذا التمرين الضخم، وقدمت أفضل ما يمكن في هذا الشأن، مشيداً بما أظهرته مملكة البحرين الشقيقة من مستوى عال في التنظيم والدعم لكل أفراد وعناصر القوات المشاركة في التمرين.
وأوضح العميد فارس خليفة الفارسي مدير عام العمليات المركزية بوزارة الداخلية، عضو اللجنة العليا للتمرين ورئيس القوة الإماراتية المشاركة بالبحرين، إن التمرين حقق الأهداف المرسومة له، حيث أدت قوات الإمارات التي شاركت بالتمرين دورها بنجاح إلى جانب الأشقاء من الفرق الخليجية، بشكل عكس الكفاءة القتالية التي يمتاز بها منتسبو وحدات وزارة الداخلية المشاركة في التعامل مع أحدث التقنيات والأسلحة والآليات، وفق فرضيات لأحداث أمنية متنوعة.
وكان حفل الختام قد شهد العرض الختامي للتمرين الشرطي الأول من نوعه، فجاءت العروض تتويجاً لسلسلة من التدريبات المشتركة والتي استمرت على مدى أيام التمرين، وعرض عسكري أخاذ سلب أنظار الحاضرين، وفق تشكيلة متناسقة من الاستعراض العسكري المصاحب لموسيقى القوات الشرطية الخليجية، ثم بدأت فعاليات تطبيقات تكتيكية وميدانية لفرضيات استندت لهجمات متوقعة وسيناريوهات رسمت وفق خطط أمنية علمية وعلى ايدي خبراء خليجيين في الميدان، واشتملت على سيناريوهات متنوعة، فشكلت العروض في مجملها تتويجاً مهيباً ورسالة واضحة للجميع بأن أمن الخليج العربي خط أحمر، وأن قوات دوله الأمنية قادرة على حفظ أمنه واستقراره، ومستعدة للتدخل الفوري والسريع لصد اية اخطار أو تحديات تعيق المسيرة التنموية لبلدان دول الخليج العربي.
وقد شهدت فعاليات تمرين «أمن الخليج العربي 1» سلسلة من العمليات القتالية وفق تمارين على فرضيات مختلفة ومتنوعة لرفع الكفاءة القتالية والاستعداد للطوارئ.
وشكل التمرين تجربة ميدانية متميزة اسُتخدم فيه أحدث المعدات والآليات الشرطية المتطورة لفرق متنوعة برية وجوية وبحرية، وطُبق من خلاله أحدث النظريات الشرطية للتعامل مع منظومات الأحداث الأمنية.
وتم إجراء فعاليات التمرين وفق الخطة المتوافق عليها، مع تطبيق عملي وميداني لعدد من التدريبات في مجالات مختلفة من العمل الشرطي، تركز على التنسيق الفعال بين القوات، والاتصال من قبل غرف عمليات مشتركة، وسبل تقديم الدعم والإسناد.
حضر الحفل الختامي من دولة الإمارات الفريق سيف عبدالله الشعفار، والفريق خميس مطر المزينة، القائد العام لشرطة دبي، واللواء الدكتور ناصر لخريباني النعيمي الأمين العام لمكتب سمو نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، واللواء الركن خليفة حارب الخييلي الوكيل المساعد لشؤون الجنسية والإقامة والمنافذ بالإنابة بالوزارة، واللواء الدكتور أحمد ناصر الريسي مفتش عام الوزارة، واللواء علي بن علوان النعيمي، قائد عام شرطة رأس الخيمة، واللواء عبدالعزيز مكتوم الشريفي مدير عام الأمن الوقائي بالوزارة، واللواء جاسم المرزوقي قائد عام الدفاع المدني بالوزارة، واللواء الدكتور محمد أحمد بن فهد، مساعد القائد العام لشؤون الأكاديمية والتدريب في شرطة دبي، والعميد سيف الزري الشامسي، قائد عام شرطة الشارقة، والعميد الشيخ راشد بن أحمد المعلا، قائد عام شرطة أم القيوين، والعميد محمد أحمد بن غانم الكعبي، قائد عام شرطة الفجيرة، والعميد جمعة أحمد هامل القبيسي، وعدد من المديرين العامين وكبار ضباط وزارة الداخلية.
وقد حرص الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان اثناء تواجده في مملكة البحرين الشقيقة على زيارة عناصر قواتنا ضمن قوة «أمواج الخليج 12»، ونقل لهم تحيات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وأخيهما صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة.
واطمأن سموه خلال الزيارة على أحوال المنتسبين في تلك القوة من ابناء الوطن، معرباً عن فخره بهم، وهم يلبون نداء دعم الحق، والذود عن أمن واستقرار الخليج العربي.