كتاب 11
بين هيلاري كلينتون ودونالد ترامب
ساعات قليلة ويعرف العالم من الساكن الجديد للبيت الأبيض ، ورغم أن المؤشرات تشير إلى فوز محتمل لمرشحة الحزب الديمقراطي “هيلاري كلينتون” فإن المفاجأت واردة ، وقد يكون مرشح الحزب الجمهوري “دونالد ترامب” هو الرئيس الخامس والأربعين للولايات المتحدة ، الساكن الجديد للبيت الأبيض من يناير 2017 حتى 2021 لن يكون رئيسا فقط للقوى الأكبر في العالم بل سيكون من اكبر المؤثرين في صنع السياسة الدولية ، الراحل عن البيت الابيض “باراك اوباما” اسوأ من حكم الولايات المتحدة ، وفوز هيلاري كلينتون يعني بقاء الشرق الأوسط مشتعلا، ليبيا وسوريا واليمن لن تكون الوحيدة التي باتت أشباه دول، بل ستحاول هيلاري كلينتون أن تضيف دولا جديدة، وعلى رأس الدول المستهدفة مصر، سيزيد دعم كلينتون للإرهاب وللإرهابيين في مصر وتونس واليمن والجزائر والمغرب والبحرين والسعودية والسودان.
هيلاري كلينتون على علاقة وثيقة بالإخوان المسلمين ليس حبا في الإخوان ولكن لأنهم أداة من ادوات تنفيذ المشروع الأمريكي الصهيوني الذي تتبناه كلينتون وقبلها أوباما ، هل تعلمون أن من تحرك حملة هيلاري كلينتون الانتخابية أمريكية من أصل باكستاني تدعى “هوما عابدين”، شقيقها “حسن عابدين” أستاذ بجامعة أوكسفورد البريطانية وعضو في التنظيم العالمي للإخوان، ووالدتها “صالحة” عضوة بمنظمة الأخوات العالمية، وزوجها السيناتور اليهودي “توني وينر” اقتربت منها هيلاري ، وسمحت لها بأن تتطلع على وثائق سرية، واتخذتها همزة وصل بينها وبين التنظيم العالمي للإخوان، وفي حال فوزها ستأتي بها وزيرة للخارجية أو كبيرة موظفي البيت الأبيض.
زواج غير معلن بين هيلاري كلينتون وتنظيم الإخوان، من خلاله إستطاعت “هوما عابدين” زرع عدد من الإخوان داخل مؤسسات مهمة بمباركة هيلاري مثل “داليا مجاهد” مستشارة أوباما ، وتوسطت “هوما عابدين” لرفع أسماء من الحظر ودخول الولايات المتحدة مثل حفيد مؤسس الإخوان “حسن البنا”، دعمت “هيلاري كلينتون” الإخوان لحكم مصر، وهددت المجلس العسكري بعقوبات إذا لم يسمح بفوز مرسي، وتجاهلت جرائم الإخوان، وصمتت منظمات حقوقية دولية عن هذه الجرائم ، ولا تزال الصلات قائمة بين إدارة أوباما والإخوان، وستستمر في حال فوز كلينتون على أمل اعادتهم إلى المشهد لتنفيذ مخططهم ضد مصر.
هل يثق الأمريكيون في إمرأة ذات صلات وثيقة بتنظيمات إرهابية ، وأفشت أسرار وزارتها فيما عرف بفضيحة البريد الالكتروني، وتمضي قدما في تنفيذ سياسيات كانت وبالا على الولايات المتحدة؟.
الحكام العرب وخاصة دول الخليج يرغبون في فوز هيلاري كلينتون ، فالسعودية تمول عشرين في المئة من حملتها الانتخابية حسب ويكليكس ، ويؤمنون بأن أمريكا حليف استراتيجي والأم الحنون ، وبعض الحكام لا يعلنون موقفهم لكن يتحدثون عن أن ترامب هو الأفضل ، يكفي أنه سيخرجهم من وهم التحالف الاستراتيجي ، فقد أعلنها ترامب صراحة وقال “على السعودية أن تدفع ثمن الحماية”، إذن على العرب عامة ودول الخليج خاصة ألا ينتظروا الترياق من الولايات المتحدة.
لن تحل مشاكل العرب إذا فازت هيلاري بل ستتفاقم وتصبح أكثر نعقيدا خاصة أن ملفات السياسـة الخارجية متراكمة ووهم الحرب على الإرهاب الذي تسوقه واشنطن لا ينطلى إلا على السفهاء، فالولايات المتحدة تشعل فتيل النزاعات في سوريا والعـراق وليبيا واليمن، وبقاء القضية الفلسطينية على حالها، وتخدع إدارة اوباما العالم بالحرب على داعش في العراق ، كيف تحارب تنظيم هو صنيعتها ولم يستنفذ اغراضه بعد ؟ وإذا كانت هيلاري كلينتون ودونالد ترامب مختلفان في كل شيء، فالقاسم المشترك بينهما هو الحرص على دعم إسرائيل، لكن يكفي من “دونالد ترامب” أنه سيخرج العرب من وهم التحالف الاستراتيجي بينهم وبين الولايات المتحدة الأمريكية.
انتخاب هيلاري كلينتون هو استمرار للفشل في معالجة الأزمات المتفاقمة في الشرق الأوسط في سنوات ما بعد الخريف العربي ، وقطف لثمار الشراكة مع إيران بعد الاتفاق النووي، وليس متوقعا شهر عسل أميركي – عربي مع كلينتون أو ترامب. فالعرب لن ينفعهم هذا ولا ذاك يجب أن يستيقظ العرب قبل فوات الآوان، ولن يصحوا إلا بفوز ترامب بمنصب الرئاسة الأمريكية.