كتاب 11
تيار المستقبل وحزب الله،، تقاسم السلطة!!
أعلن رئيس الوزراء اللبناني السابق سعد الحريري في 20 أكتوبر – العام 2016م – دعمه ترشيح الزعيم الماروني العماد ميشال عون لرئاسة الجمهورية في لبنان، بعد فراغ رئاسي استمر لأكثر من عامين وهو دعم سوف يرفع من مستوى فرص وصول العماد ميشال عون لرئاسة الجمهورية في الجلسة المقبلة المقررة في نهاية تشرين الأول/أكتوبرالحالي ،،
الخطوة التي أقدم عليها سعد الحريري زعيم تيار المستقبل بإعلان دعمه ترشيح العماد ميشال عون لرئاسة الجمهورية في لبنان ، أذهلت الكثيرون بخاصة وان هذه الخطوة التي أقدم عليها الحريري المقرب من الرياض بدعمه ترشيح العماد عون المقرب من سوريا والذي يعتبر المرشح المدعوم من قبل حزب الله اللبناني الذي يعد الحليف لإيران ،،
حتى نفهم جيداً الخطوة التي اتخذها سعد الحريري بإعلان دعمه ترشيح العماد ميشال عون لرئاسة الجمهورية اللبنانية وهي الخطوة التي فاجأت الكثيرين على الصعيد اللبناني وكذلك على الصعيد الإقليمي ، لابد من إلقاء الضوء على خطاب الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله الذي أكد فيه حزب الله دعمه لانتخاب العماد ميشال عون لرئاسة الجمهورية مضيفا عدم ممانعته أن يتولى رئيس تيار المستقبل سعد الحريري رئاسة الحكومة ،،
من هنا نجد أن خطاب الامين العام لزب الله وضع النقاط على الحروف وأوضح حقيقة الخطوة التي أقدم عليها رئيس تيار المستقبل سعد الحريري بدعمه للعماد عون والذي جاء نتيجة توافقات داخلية وتنازلات متبادلة ، ولذلك نجد أن عدم معارضة حزب الله اللبناني تولي سعد الحريري لرئاسة الحكومة ، تعني أن هناك تفاهمات حول تقاسم السلطة أدت إلى ما يشهده لبنان من تطورات حول ملف الرئاسة وذلك على ان يتولى سعد الحريري رئاسة الحكومة وذلك مقابل إعلان دعمه لترشيح العماد ميشال عون لرئاسة الجمهورية ،،
لذلك عندما نستبعد إمكانية حدوث التوافق الإقليمي بين الرياض وطهران بشان لبنان بخاصة في ظل حالة التوتر التي تعيشها العلاقات بين البلدين ، فهذا يعني أن ملف الفراغ الرئاسي في لبنان تمت معالجته بتوافقات وتفاهمات داخلية مايعني ذلك أن لبنان استطاع بعد فراغ رئاسي إستمرت أكثر من عامين أن يتخطى مرحلة التوافق الإقليمي وذهب إلى إحداث توافق وتفاهمات داخلية،،
رأى البعض أن الخطوة التي اقدم عليها رئيس تيار المستقبل سعد الحريري بإعلان دعمه ترشيح العماد ميشال عون لرئاسة الجمهورية اللبنانية أنه بمثابة تسليم البلاد لإيران ، لكن هذه الرؤية لم تنظر جيدا إلى طبيعة النظام السياسي في لبنان وإلى اتفاق الطائف الذي انهى الحرب الأهلية ووضع حجر الأساس لدولة لبنان الحديثة ، هذا الاتفاق الذي حدد صلاحيات رئيس الجمهورية وصلاحيات رئيس الحكومة ،،
عندما ننظر إلى اتفاق الطائف الذي حدد صلاحيات رئيس الجمهورية وصلاحيات رئيس الحكومة نجد ان اتفاق الطائف قلص صلاحيات رئيس الجمهورية كرئيس للسلطة التنفيذية فاصبح دوره تمثيليا ايضا فيما يتعلق بالجيش نجد أن نفوذ الرئيس في الجيش مرتبط بقرارات الحكومة كما أنه لا يترأس جلسات مجلس الوزراء بشكل دوري ، ومن هنا نجد أن سلطة رئيس الجمهورية تراجعت لحساب رئيس الحكومة المسؤول عن تنفيذ السياسيات العامة للحكومة ،،
بعد النظر لاتفاق الطائف وصلاحيات رئيس الجمهورية الذي يعد دوره تمثيليا بخلاف رئيس الحكومة المسؤول عن تنفيذ السياسيات العامة للحكومة نجد أن وجود العماد ميشال عون في منصب رئاسة الجمهورية الذي يعد وجوده ودوره تمثيلياً ووجود الحريري في منصب رئيس الحكومة الحاكم الفعلي هو لايعد انتصار لحزب الله اللبناني وحلفاؤه بل هو يعد انتصار لتيار المستقبل وحلفاؤه ،،