عرب وعالم
السفير السعودي في لندن: على إيران أن تتعامل مع الآخرين إما كدولة أو كثورة
قال السفير السعودي في لندن الأمير محمد بن نواف أن على إيران «تحديد ما إذا كانت تريد التعامل كدولة أم كثورة»، موضحاً أن السعودية «سعت قبل سنوات إلى إقامة علاقات حسن جوار معها، لكنها أصرت على انتهاج سياسة تصدير الثورة» إلى الدول الأخرى.
وقال السفير : «على رغم العاصفة التي تمر بها المنطقة، فإن مجلس التعاون الخليجي أثبت عملياً أن التعاون بين الدول المجاورة ممكن حتى وإن كانت بينها خلافات في وجهات النظر»، مضيفاً أن «تجربة المجلس قد تصلح نموذجاً لتعاون عربي أوسع في المستقبل».
وأوضح السفير، في كلمة ألقاها أمس أمام المؤتمر السنوي الثالث لمعهد الدراسات العالمية في لندن، أن «تراجع اهتمام الغرب بالمنطقة العربية سمح بتفاقم الأزمة السورية وظهور تنظيم داعش الذي قام على ظهر سدنة حزب البعث في العراق». وأضاف أن «الأجندة الطائفية التي تبنتها القوى المرتبطة بإيران أيضاً ساهمت في قيام التنظيم»، مشيراً إلى أن «أكثر من مئتي سعودي راح ضحية هجمات التنظيمات الإرهابية».
وقال مالكولم ريفكند، وزير الدفاع والخارجية البريطاني إبان التسعينات، أن «اهتمام الغرب بالشرق الأوسط بالفعل قد تراجع لسببين: انهيار الاتحاد السوفياتي ومعه الحرب الباردة، وأيضاً تراجع اعتماد الولايات المتحدة على النفط العربي بعد اكتشاف النفط الصخري في أراضيها». لكنه أكد أن ذلك «لا يعني التخلي على المنطقة بحكم قربها الجغرافي من أوروبا، وهو ما أكدته أحداث السنوات الأخيرة من تصاعد ظاهرتَي الإرهاب والهجرة بسبب اندلاع عدد من الحروب الأهلية في الدول العربية».
وأردف أن «روسيا تحاول الآن استعادة وضعها السابق في العالم وسورية كانت الثمن لذلك»، مؤكداً أن «الضغط الدولي على موسكو هو المخرج الوحيد حالياً لوقف الحرب الأهلية السورية» واختتم حديثه بتأكيد أن «منطقة الشرق الأوسط قد تغيّرت بدرجة لا تسمح لها بالعودة إلى ما كانت عليه»، مشيراً إلى قيام «كيان شبه مستقل» للأكراد في العراق وسورية، وأيضاً عدم اختفاء «داعش» لسنوات مقبلة حتى بعد أن يخسر أراضيه.