ثقافة
“الشارقة السينمائي للطفل” .. أفلام تتحدث بلغات العالم
يستعد حالياً مهرجان الشارقة السينمائي الدولي للطفل لعقد دورته الرابعة، والتي تقام تحت رعاية قرينة صاحب السمو حاكم الشارقة، سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، رئيس المجلس الأعلى لشؤون الأسرة، ضمن فعاليات دورته الرابعة التي تنطلق في 23 اكتوبر الجاري وتستمر حتى 28 منه.
فعاليات المهرجان الذي تقدمه مؤسسة فن،الفن الإعلامي للأطفال والناشئة في الشارقة، ستكون هذا العام موزعة بين قاعة الجواهر للمناسبات والمؤتمرات، وصالات سينما نوفو بمركز صحارى، وعلى شاشات في الهواء الطلق في كل من واجهة المجاز المائية والقصباء، إلى جانب مواقع أخرى تابعة لإمارة الشارقة، وذلك بغية الوصول إلى أكبر شريحة ممكنة من الأطفال، بحيث يساهم ذلك في تعريفهم على الاخر وتوسيع أفاق معرفتهم، فضلاً عن تشجيعهم على دخول المجال السينمائي.
وقالت الشيخة جواهر بنت عبد القاسمي، مدير مهرجان الشارقة السينمائي الدولي للطفل: “في هذه الدورة يعرض المهرجان أفلاماً تتحدث بلغات العالم وتتضمن قصص وحكايات كثيرة، من خلال أفلامه التي يبلغ عددها 121 فيلماً وتمثل 33 دولة مختلفة، حيث تعكس مجموعة الأفلام هذه رؤى إخراجية مختلفة، وتقدم قصصاً وحكايات بلغات عدة، بعضها يمثل واقع المجتمعات التي جاءت منها هذه الأفلام، في حين أن بعضها الاخر يعبر عن أحلام صناعها”.
وأضافت: “استقبل المهرجان هذا العام نحو425 فيلماً من 59 بلداً، تم تصفيتها الى 121 فيلماً من 33 دولة، سيتم عرضها خلال فعاليات المهرجان، وبالتأكيد أن ارتفاع عدد المشاركات في المهرجان يثبت مدى السمعة الطيبة التي بات يحظى بها على الساحة العربية والدولية وكذلك المحلية، خاصة وأن المهرجان يعد الأول من نوعة على مستوى المنطقة العربية، من حيث تخصصه في عرض أفلام موجهة للأطفال، او صنعت بأيدي أطفال”.
أفلام اللاجئين
وأشارت القاسمي إلى أن الدورة الحالية تحمل تركيزاً خاصاً على مجموعة الأفلام التي صنعت بأيدي عدد من الأطفال اللاجئين السوريين الموزعين في مخيمات اللجوء. وقالت: “هذه الأفلام جاءت نتيجة ورش عمل عدة شارك فيها الأطفال اللاجئون، الذين عبروا عن أحلامهم وواقعهم من خلال 11 فيلماً صنعت بالكامل بأيديهم، لتأتي هذه الأفلام متوائمة مع طبيعة أهداف المهرجان الذي دأب منذ انطلاقته وحتى الان، على اتاحة الفرصة أمام الأطفال للتعبير عن أحلامهم، وذلك من خلال تعليمهم اساسيات صناعة السينما والاخراج، وكل ما يتعلق بهذا المجال، الأمر الذي جعله متفرداً في هذا السياق، كونه يعد المهرجان الوحيد في المنطقة العربية الذي يهتم بعرض أفلام موجهة للأطفال أو صنعت بأيديهم”.
وقالت في ردها على سؤال عن سبب تركيز المهرجان على أفلام اللاجئين: “بلا شك أن دعم المواهب الصغيرة تعد واحدة من أبرز أهداف مهرجان الشارقة السينمائي الدولي للطفل، ولذلك اثرنا في المهرجان إلى اطلاق مبادرة “أفلام من صنع الأطفال اللاجئين” بهدف اتاحة الفرصة أمام الأطفال اللاجئين للتعبير عن واقعهم اليومي وقضاياهم وأحلامهم وطموحاتهم، حيث تأتي هذه الأفلام نتيجة مباشرة لمجموعة ورش عمل يتم عقدها لهؤلاء الأطفال لغرض تعليمهم اصول العمل السينمائي. وكما هو معروف فان السينما واحدة من أهم الوسائل التي يمكن أن تمكن الانسان من التعبير كونها تجمع بين الصوت والصورة والمؤثرات”.
وتابعت: “بدايتنا مع أفلام اللاجئين كانت في الدورة الثالثة حيث عرضنا انذاك 9 أفلام صنعت بأيدي الأطفال اللاجئين، وشعرنا حينها بمدى الشغف الذي يمتلكه هؤلاء الأطفال في التعبير عن واقعهم، ولذلك اثرنا اعادة تقديم هذه المبادرة مجدداً أمام جمهور المهرجان، كنوع من المسؤولية الاجتماعية تجاه هؤلاء الأطفال، حيث سيتم عرض 11 فيلماً صنعت جميعها بأيدي اطفال ذاقوا مرارة اللجوء ومعاناة، وقد جاءت هذه الأفلام متنوعة في حبكتها ونصوصها وحكاياتها، فضلاً عن كونها تتمتع بمصداقية عالية لأن صانعها هو الطفل نفسه، وهو الذي يروي حكايته وأحلامه فيها”.
الاهتمام بالطفل
وإلى جانب أفلام اللاجئين يعرض المهرجان مجموعة كبيرة من الأفلام التي صنعت بأيدي طلبة مؤسسة فن، وعن ذلك قالت القاسمي: “في الواقع، أن مؤسسة فن، التي انشأت تحت قرينة صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، رئيس المجلس الأعلى لشؤون الأسرة، تعنى بتعزيز ودعم الفن الإعلامي في مجال صناعة الأفلام، والتصوير الفوتوغرافي، وتصميم الجرافيك، والرسوم المتحركة، وذلك للأطفال والناشئة في إمارة الشارقة ودولة الإمارات العربية المتحدة. ومن هذا المنطلق، جاءت فكرة تصميم برنامج خاص يعرض كافة الأفلام التي ينتجها الأطفال المشاركون في الدورات وورش العمل التي تقيمها مؤسسة فن، داخل المهرجان الذي نعتقد أنه بات يمثل منصة مهمة لعرض انتاجات الأطفال، كون الهدف هو تأسيس جيل واعي ومثقف في المجال السينمائي، والعمل على تعزيز هذه المواهب عبر صقلها وتدريبها بالكامل”.
منذ انطلاقته الأولى، حرص المهرجان على منح الفرصة أمام صناع الأفلام الاماراتيين، من خلال عرض أفلامهم وتخصيص جائزة لها، وعن ذلك قالت القاسمي: “بخصوص دعم صناع الافلام الاماراتيين، فهذه الفكرة لا تزال مطروحة لدينا وهي قيد البحث والدراسة الان، لاننا نرغب في تأسيس صندوق دعم لديه القدرة على الاستمرارية، وليس فقط مجرد اطلاق شعارات براقة، وفي هذا السياق، فالمهرجان بات يشكل حلقة وصل بين صناع الأفلام الاماراتيين ومهرجانات دولية اخرى، حيث دأب المهرجان على تأمين عروض خاصة لأفلام اماراتية في بعض المهرجانات الدولية”.
وواصلت: “أما بخصوص الجائزة فقد اوجدت لتشجيع صناع الأفلام الاماراتيين على المشاركة في تقديم أفلام تحاكي واقع الطفل محلياً وعربياً وحتى عالمياً، لأننا بالفعل نحتاج إلى هذه النوعية من الأفلام، وبلا شك أن مهرجان الشارقة السينمائي، لا يتوانى عن استغلال أي فرصة يمكن أن يكون فيها دعم خاص لصناع الافلام الاماراتيين، ولذلك نحرص دائماً على أن يكون في لجنة تحكيم المهرجان عضو واحد على الأقل من صناع الأفلام الاماراتية، لأن ذلك يمكن ان يعزز من صناعة السينما الاماراتية على الأرض”.
وفي هذا السياق، ذكرت القاسمي أن المهرجان ومنذ دورته الأولى اتاح الفرصة أمام صناع الأفلام الخليجيين لتقديم أفلامهم أمام الجمهور. وقالت: هذا العام وصلنا عدد جيد من الأفلام، تم اختيار أفضلها، حيث يعرض المهرجان ضمن فئة “أفلام من الخليج” نحو 7 أفلام، تنوعت في حكاياتها وقصصها النابعة من واقع المجتمعات الخليجية، وتمثل هذه الأفلام الإمارات العربية المتحدة بواقع فيلمين، والمملكة العربية السعودية التي تشارك بأربعة أفلام، ومملكة البحرين التي تشارك بفيلم واحد”.
دورة زاخرة
دورة المهرجان الرابعة تبدو زاخرة هذا العام بما فيها من فعاليات وأفلام يشرف على تحكيمها لجنة متخصصة، حيث يتضمن المهرجان لائحة طويلة من ورش العمل التي يقيمها المهرجان في قاعة الجواهر للمناسبات والمؤتمرات، ويشرف على تقديمها عدد من الخبراء والمختصين، وتتناول مواضيع كثيرة تتصل بالمجال السينمائي، وهي مفتوحة أمام طلبة المدارس والجامعات للمشاركة فيها، بهدف صقل مواهبهم وتوسيع معرفتهم في صناعة السينما وكواليسها.
وعن طبيعة الورش التدريبية التي يقدمها المهرجان للأطفال والغرض من ذلك، قالت القاسمي: “معروف أن صناعة الأفلام ليست عملاً سهلاً، وكون من التشجيع للأطفال، فقد بادر المهرجان إلى اقامة ورش العمل هذه التي تتناول في مجملها صناعة السينما وأساسياتها المختلفة سواء في التصوير أو الاخراج أو التحرير أو المؤثرات الصوتية والبصرية والماكياج وغيرها، وكذلك على مستوى كتابة النصوص وتحريرها، ونعتقد أن ذلك يمكن أن يوسع الافق أمام الأطفال ويساهم في تطوير مهاراتهم”. وتابعت: “اقامتنا لمثل هذه الورش داخل المهرجان، جاء ايضاً بهدف تعريف الجمهور بأن المهرجان ليس فقط عروض أفلام، وانما فيه جانب تعليمي ايضاً يمكن لطلبة المدارس والجامعات الاستفادة منه عبر المشاركة في هذا الورش التي يقدمها مجموعة من العارفين والخبراء في هذه المجالات”.
ونوهت القاسمي إلى أن المهرجان لديه هذا العام تركيز كبير على برنامج التبادل الثقافي والتعاون المشترك بين فن ومركز نون للفنون في المملكة العربية السعودية، وقالت: “سنقوم في اليوم الختامي للمهرجان بعرض الفيلم الذي تم إنتاجه في إطار هذا البرنامج، ويصور هذا الفيلم الوثائقي تجارب المشاركين في المهرجان”.
تغطية مرئية
وأشارت في هذا السياق إلى أن المهرجان يتضمن أيضاً مسابقة التغطية المرئية، والتي ستُقام بين مجموعة من طلبة الجامعات يتنافسون على توثيق أحداث المهرجان من خلال عدسات كاميراتهم. ويبدأ الطلبة تصوير وقائع المهرجان بكاميرات الفيديو في اليوم الأول من المهرجان، على أن ينتهوا من إنتاج النسخة المحررة الأخيرة في صباح 27 اكتوبر، لتخضع لتقييم لجنة التحكيم.
جواهر القاسمي أكدت أن جمهور المهرجان من الكبار والصغار، سيشهدون على مدار أيامه الخمس عرض 121 فيلماً روائياً قصيراً وطويلاً، وقالت أنها ستتنافس على جوائز المهرجان، ويتولى عملية التحكيم فيما بينها لجنة متخصصة. وعن ذلك قالت جواهر القاسمي: “هذا العام تزخر لجنة تحكيم المهرجان بالنجوم، حيث تضم في عضويتها كل من المخرج والمنتج شاهين يازداني، والمخرج الاماراتي عبد الله حسن أحمد، والوجه الجديد فيروز بلبلة، بالاضافة إلى النجم العالمي ويل سميث” وبينت أن أفلام المهرجان ستتنافس في 8 فئات هي: “أفضل فيلم من صنع الأطفال”، و”أفضل فيلم طلابي”، و”أفضل فيلم إماراتي”، و”أفضل فيلم قصير من الخليج”، و”أفضل فيلم عالمي قصير”، و”أفضل فيلم رسوم متحركة”، و”أفضل فيلم وثائقي”، و”أفضل فيلم روائي طويل”.