كتاب 11
العراق،، داعش والسياسات الطائفية!!
في السابع عشر من أكتوبر – العام 2016م – اعلن العراق بدء انطلاق عملية استعادة الموصلمن تنظيم داعش الإرهابي والتي تعد مدينة الموصل هي مركز محافظة نينوى وثاني أكبر مدينة في العراق من حيث السكان بعد بغداد حيثي بلغ تعداد سكانها حوالي 2 مليون نسمة،،
منذ الغزو الأمريكي – العام 2003م – والعراق يعيش صراعا مع التنظيمات الإرهابية بتعدد مسمياتها ” جماعة التوحيد والجهاد والتي تحولت إلى فرع القاعدة في بلاد الرافدين ومن ثم دولة العراق الإسلامية والتي أصبح مسماها الدولة الإسلامية في العراق والشام ” داعش ” بعد أن امتد نشاطها إلى سوريا ، قد ينجح العراق عسكريا في بعض الأحيان لكن هذا النجاح العسكري سرعان مايتلاشى وتستعيد التنظيمات الإرهابية عافيتها من جديد لأن السبب فيذلك باعتقادي أن الحرب ضد تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام ” داعش ” يجب أن تكون قبل كل شيء حرب بأدوات سياسية قبل أن تكون هذه الحرب بأدوات عسكرية هذا ما يجب أن يدركه النظام الحاكم في العراق ،،
بعد تأسيس مجالس الصحوات في العراق وهو التحالف العشائري السني الذي سعى للاتفاق – العام 2007م – مع الحكومة العراقية والقوات الأمريكية على أن يتولوا الامن في مناطقهم كانت من نتيجة ذلك وبفضل المواجهة العشائرية السنية ضد التنظيمات الإرهابية بدأت تشهد القاعدة في العراق بمسمياتها المتعددة أفولاً لكن هذا الأفول لم يستمر طويلا سرعان ما بدأت القاعدة تعود ، ربما السبب في ذلك هو عودة السياسات الطائفية للنظام الحاكم في العراق والتي التي أرسى قواعدها نوري المالكي ولم تتغير هذه السياسات الطائفية حتى مابعد مجيء حيدر العبادي ووعوده الإصلاحية ،،
الحرب ضد التنظيمات الإرهابية يجب أن تبدأ من الأعلى قبل أن تكون عسكرية على الأرض وذلك من خلال إحداث تغييرات جذرية في السياسة العراقية على الصعيد الداخلي وأن يعاد بناء العراق على أساس المواطنة الحقيقية وليس على اساس الطائفية التي ساهمت في إقصاء السنة والعمل على تهميشهم وهو الأمر الذي استغلته التنظيمات الإرهابية لتثبيت جذورها في المدن العراقية السنية ، لذلك نجد أن استمرار السياسات الطائفية ومايقوم به الحشد الشعبي الطائفي كل هذه العوامل ساهمت في تغذية الحاضنة السنية الداعمة لوجود التنظيمات الإرهابية ، لذلك الحرب على تنظيم داعش تبدا بحرمان التنظيم من الحاضنة السنية التي استغلها لتثبيت جذوره في الأراضي العراقية وذلك من خلال تخلي النظام الحاكم في العراق عن السياسات الطائفية واعتماد سياسات على أساس المواطنة الحقيقية والتخلي عن سياسة الإقصاء والتهميش بالإضافة إلى حل جميع الميليشيات ذات النفس الطائفي مثال الحشد الشعبي الذي يعمل بقاءه بطريقة أو بأخرى على دعم وجود تنظيم داعش وذلك من خلال أفعاله الطائفية ،،
أيضا على الصعيد الخارجي نجد أن تلاشي السيادة العراقية وابتعاد العراق عن الحاضنة العربية وبقاء العراق منذ – العام 2003م – ساحة للأطماع والتدخلات الخارجية نجد أن ذلك يغذي بقاء التنظيمات الإرهابية ، بخاصة وأن هناك دول ولعل إيران مثال على ذلك وإن رفعت شعار الحرب ضد التنظيمات الإرهابية إلا انها ترى من مصلحتها عدم اجتثاث التنظيمات الإرهابية في العراق من جذورها وذلك من أجل خلق مصدر تهديد لدول الجوار العراقي وهناك أيضا دول وجدت في هذه التنظيمات الإرهابية وسيلة لانتهاك السيادة العراقية ،،
الحرب ضد التنظيمات الإرهابية ” تنظيم داعش ” سوف تأخذ وقت أطول في حال تم الاكتفاء بالأدوات العسكرية وتجاهل أهمية الأدوات السياسية في الحرب ضد التنظيمات الإرهابية وأي نجاح سوف تحققه هذه العمليات العسكرية سيكون مؤقتاً سرعان ماسوف تعود هذه التنظيمات الإرهابية ،،