كتاب 11

12:01 مساءً EET

أهل الكفاءة وليس أهل الثقة

احتفى السعوديون منذ يومين بفوز كبير لمنتخبهم الوطني بمستوى مقنع وروح قتالية لم يروها منذ سنين. وتأتي النتيجة الإيجابية كحلقة جديدة في مسلسل الانتصارات الأخيرة، وهي حالة ذكرتهم بأمجاد صنعها المنتخب إبان قيادة المدرب خليل الزياني له في فترة لا تزال توصف بالفترة الذهبية المميزة.

خليل الزياني أوجد الروح الجماعية ومنها تولدت وانطلقت الشرارة التي حققت الانتصارات الرائعة.
اليوم ما تغير «إداريًا» في المنتخب هو وجود إداري محترف محنك وخبير على رأس الهرم الإداري وهو طارق كيال. عندما تمنح الصلاحيات وتعطى المناصب لأهل الكفاءة وليس أهل الثقة سترى النتائج على أرض الواقع.
تمكن طارق كيال بخبرته العريضة وكفاءته المميزة من زرع الروح القتالية وبناء الثقة بين الأفراد ورفع درجات الحماس، وتولدت أحاسيس المقدرة على النصر وزادت جرعات التمكن وكانت النتائج الإيجابية. الموضوع إداري بحت. متى ما منح الرجل المناسب الفرصة المتاحة والملائمة لإبراز قدراته دون تمييز أو محاربة كانت النتائج الإيجابية المرجوة. وما حصل مع خليل الزياني وطارق كيال حصل مع نماذج عربية ناجحة من قبل، فلا يزال أهل تونس وإنجاز منتخبهم المعروف في كأس العالم بالمكسيك عام 1978 والنتائج العظيمة التي حققوها بقيادة المدرب التونسي عبد المجيد الشتالي، الذي «قاد» و«أدار» باحتراف ومهنية مميزة وحزم وقوة شخصية باتت مضربًا للأمثال مجموعة من اللاعبين كانت تحكمهم شخصيات غارقة في الأنا، ومع ذلك حولهم إلى «مجموعة» ولعبوا على هذا الأساس وكان لهم ما كان. وذات الشيء عاشه المصريون مع إنجازات منتخبهم خلال حقبة إدارة حسن شحاتة له والانتصارات الهائلة التي حققها خلال فترة إدارته والتي لا تزال توصف بالفترة الأسطورية.

هذه الإنجازات لم تتحقق إلا بأنها وفرت فيها الفرص لأصحاب الكفاءة بعدالة وسوية وتم دعم هذا الاختيار بالوقت والإمكانات. إنها الفرصة الحقيقية. وهي مسألة مؤثرة وفعالة ولكنها مع الأسف الشديد لا تكون دومًا متوفرة، لأن الاختيار دومًا أو في الغالب يكون من نصيب أهل الثقة، وهذا معيار غامض للاختيار، لأن الأداء لا يكون أبدًا حسب المأمول بسبب المعطيات المختلفة للحكم على ذلك.
«لحظة» طارق كيال التي حصلت مؤخرًا مع المنتخب السعودي من المفروض دعمها في كافة المجالات والقطاعات بأن يتم دعم المواهب والكفاءات المذهلة والاعتماد عليها بوضعها في المناصب التي تستحقها، والنتائج السابق ذكرها تؤكد نجاح الفكرة. يبقى فقط اتخاذ القرار.

التعليقات