كتاب 11
مصروالسعودية،، دولتان لادولة واحدة!!
أفتتح مقالتي للحديث عن العلاقات السعودية المصرية وبخاصة حول ما استجد في الآونة الأخيرة فيما يتعلق بالملف السوري بمقولة لوزير الخارجية المصري السيد سامح شكري في تصريح سابق ، عندما تحدث عن العلاقة بين مصر والسعودية حول بعض الملفات العربية وبخاصة حول الملف السوري حيث قال «إحنامش دولة واحدة، إحنا دولتين، ولنا رؤى تتطابق في أحيان وتختلف في أحيان، والاختلاف لايعنى أن هناك مشكلة بين الدولتين ،،
عندما نتحدث عن المشروعين الروسي والذي تضمن إحياء اتفاق وقف إطلاق النار الذي توصلت إليه الولايات المتحدة وروسيا وإيصال المساعدات إلى الشعب السوري ، وأيضا عن المشروع الفرنسي الذي تضمن الدعوة إلى وقف إطلاق النار في حلب وفرض حظر “فوري” للضربات الجوية وطلعات الطائرات الحربية فوق مدينةحلب وأيضا تسهيل إيصال المساعدات ، لذلك نجد أن هذه المشاريع التي صوتت مصر عليها جميعها في مجلس الامن الدولي في جلسة حول الملف السوري نجد أن هذه المشاريع الروسية والفرنسية تتطابق في عدة نقاط وهي جميعها ذات اهمية وتصب في صالح وقف الأعمال القتالية وتسهيل توصيل المساعدات للشعب السوري بدون عوائق ،،
القرار الذي اتخذته مصر في مجلس الأمن الدولي من خلال التصويت على المشروع الفرنسي وأيضا المشروع الروسي فيما يخص الملف السوري باعتقادي هو محاولة من قبل مصر لإحداث توازن حول مواقف الأطراف الدولية حول أزمة سوريا ، لكن هذا التصويت المصري لا يرقى إلى مستوى نشوب أزمة بين الرياض والقاهرة نقاط التطابق بين الرياض والقاهرة حول الملف السوري أكثر من نقاط الاختلاف وبخاصة أن هناك تطابق في رؤية البلدين فيما يخص الأولويات العليا حول الصراع السوري مثال تسوية الصراع سياسيا والحفاظ على مؤسسات الدولة السورية وبخاصة الأمنية والحفاظ على وحدة الدولة السورية وإنهاء معاناة الشعب السوري ،،
المندوب السعودي في مجلس الأمن الدولي عبدالله المعلمي وصف الخطوة التي أقدمت عليها مصر وذلك من خلال التصويت المصري في مجلس الأمن الدولي على المشروع الروسي ومن بعده المشروع الفرنسي ” بالمؤلم ” قائلا أنه من المؤلم ان نجد الموقف الماليزي والسنغالي فيما يخص الملف السوري كان أقرب للموقف العربي من الموقف المصري ،،
يقال أن ” الاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية ” وأيضا الاختلاف بين الدول حول بعض الملفات أمر طبيعي ، لذلك من الطبيعي أن تقدم كل دولة على صياغة مواقفها السياسية وفق ما يصب في صالح مصالحها ، لذلك ففي اعتقادي أن الاختلاف بين الرياض والقاهرة حول بعض النقاط فيما يخص الملف السوري غير مهيأة لأن ترقى إلى مستوى الخلاف ، العلاقات السعودية المصرية علاقاتأزليةوتاريخيةضاربةفيعمقالتاريخ وهي أكبر بكثير من أن تتأثر بمثل هذا الاختلاف خاصة وأن نقاط التقارب بين البلدين والتي لا تنحصر فقط في الملف السوري بل تتخطى ذلك وتمتد إلى مجمل ملفات الشرق الأوسط أكبر بكثير من نقاط الاختلاف ،،
المملكة العربية السعودية وجمهورية مصر مهما وصلت له العلاقة المتينة بين البلدين من مستويات عالية ومهما بلغ مستوى التعاون والتنسيق بين البلدين فيما يخص ملفات المنطقة تبقى الرياض والقاهرة دولتان وليست دولة واحدة لذلك من الطبيعي ان يكون لكل دولة رؤيتها الخاصة فيما يتعلق بملفات المنطقة العربية والتي تنطلق هذه الرؤية من مصالحهما والتي قد تتطابق هذه الرؤى في احيان كثيرة وقد تختلف أيضا في أحيان أخرى، لذلك من الطبيعي أن لا يوجد هناك تطابق كامل في الرؤى والمواقف وهذا لا يعبر عن وجود أزمة بين البلدين ، فكل دولة تتحرك وتصيغ سياساتها ومواقفها وتعبر عن رؤيتها وفق ما يصب في صالح مصالحها ،،
تردد عقب التصويت المصري على المشروع الروسي والفرنسي في مجلس الامن أخبار مفادها أن شركة ارامكو السعودية أبلغت مصر شفهياً بوقف أمدادها بالمواد البترولية وهذا ما نفاه مصدر مسؤول بالشركة ونقلته صحيفة سبق ، فعندما نتحدث عن دعم المملكة العربية السعودية لجمهورية مصر فهذا الدعم يأتي من اجل مصر الشقيقة الكبرى من أجل النهوض بالاقتصاد المصري ومن أجل مساعدة مصر على النهوض خاصة بعد الأزمات التي مرت بها عقب مرحلة الربيع العربي وصعود الإخوان للحكم والتي أحدثت تراجعاً في الدور الإقليمي لمصر فهذا الدعم السعودي للقاهرة لا يأتي من اجل شراء موقف سياسي لذلك لا أعتقد أن الدعم السعودي لمصر سوف يتأثر بالاختلاف الحاصل بين الرياض والقاهرة في بعض الرؤى والمواقف والتي يكاد ينحصر هذا الاختلاف في الملف السوريويبقى في مستوى الاختلاف فقطولا يرقى إلى مستوى الخلاف ،،