محليات
المقال الممنوع للدكتور «أسامة الغزالي حرب» من الأهرام
كتب الدكتور “أسامة الغزالي حرب”: المدينة الفاضلة !
“لا أقصد بعبارة “المدينة الفاضلة” هنا دولة المدينة التى تحدث عنها أفلاطون فى كتابه الأشهر “الجمهورية”، و إنما أقصد العاصمة الإدارية الجديدة التى نقرأ كل يوم عن مناقبها و عن مزاياها الخرافية التى سوف تتمتع بها. إننى بصراحة- و أنا أكتب عنها هنا للمرة السادسة!- لاافهم إطلاقا سر اهتمام الرئيس السيسى ببنائها بقرارات منفردة ، لم نسمع أن البرلمان ناقشها أو صادق عليها.
وقد وصفتها فى آخر مرة كتبت عنها أنها “نكبة”، و مع ذلك لم أتشرف بأى رد أو توضيح بشأنها.
نعم هى عبء على الإقتصاد المصرى و الموازنة المصرية ،بلا أى عائد حقيقى.و المؤسف أكثر أن الرئيس لم يجد حوله إلا المؤيدين للفكرة و المصفقين لها الذين يريدون مجاملته و التزلف له، مثل السيد وزير الإسكان ذى الأداء المتواضع، و مثل أحد المهندسين الذى وصف فى أحد المواقع بأنه نائب رئيس هيئة المجتمعات العمرانية والذى قال إن العاصمة الإدارية سوف تكون مثلا يحتذى فى العالم كله! بأى أمارة ياسيادة المسئول؟ إننى أستطيع أن أصحح كلامك وأقول إنها بالفعل سوف تكون نموذجا غريبا فى العالم لأنه ربما لأول مرة سوف توجه الموارد لبناء المبانى الذكية الشاهقة الأنيقة (طبعا عكس المبانى الغبية فى كل مدن مصر) الصديقة للبيئة ، والنافورات العملاقة، و المعارض الباهرة، والنقل الجماعى المتطور ، و هناك- فى نفس الوقت- مئات الآلاف، لا بل الملايين الذين يبحثون عن أى فرص للعمل الشريف حتى بالهجرة اللاشرعية، و الذين فقد المئات منهم حياته غرقا فى البحر.
نعم، توجه الموارد للأفتتاح السريع للعاصمة الإدارية، و ملايين المواطنين يئنون تحت وطأة ارتفاع الأسعار و تهاوى سعر الجنيه أمام الدلار، وانفجار أسعار السلع من السكر إلى الكهرباء! أى مدينة إدارية نتحدث عنها و أحوال مدارسنا – مع بدء العام الدراسى- متهالكه و مزرية ، و نفقات التعليم باهظة و مرهقة؟ اى مدينة إدارية نتحدث عنها و نبذر فيها الأموال و مشكلة الصرف الصحى ما تزال أكبر و أخطر مشكل بيئية حالية فى مصر. سيادة الرئيس …هذه قرارات لا تتخذ فى دولة ديمقراطية‘ بل فى شبه دولة…لآديمقراطية!”