عرب وعالم
تقارير عن تعذيب تونسيين بمعتقل “كوبالت” الأمريكي في أفغانستان
ذكرت منظمة “هيومن رايتس ووتش” الاثنين أن التونسيين رضا النجار ولطفي العربي قد تعرضا للتعذيب على أيدي محققي ال”سي آي إيه” الأمريكية في معتقل “كوبالت” المحاط بالسرية في أفغانستان. ونفى المتحدث باسم وكالة المخابرات المركزية الأمريكية تلك الادعاءات مؤكدا أن لا دليل عليها.
قالت منظمة “هيومن رايتس ووتش” يوم الاثنين إن تونسيين قضيا 12 سنة في سجن أمريكي بأفغانستان قالا إن محققي وكالة المخابرات المركزية الأمريكية عذبوهما باستخدام أساليب لم يعلن عنها من قبل، تضمنت ضربهما بهراوات بوحشية إلى حد تكسير عظامهما.
وأثارت هذه الروايات التي لم يتسن التأكد منها بشكل مستقل تساؤلات جديدة بشأن طريقة معاملة السجناء في سجن سابق لوكالة المخابرات المركزية الأمريكية في أفغانستان ما زال محاطا بسرية.
ومن جانبه قال ريان تراباني، وهو متحدث باسم وكالة المخابرات المركزية الأمريكية، إن”وكالة المخابرات الأمريكية راجعت سجلاتها ولم تجد شيئا يدعم تلك الإدعاءات الجديدة”.
ولكن دانييل جونز الذي رأس تحقيقا أجراه مجلس الشيوخ في برنامج اعتقالات وكالة المخابرات المركزية الأمريكية قال إن الروايات التي طرحها الرجلان وهما رضا النجار (51 عاما) ولطفي العربي الغريسي (52 عاما) مهمة لأنه لا يُعرف أي شيء يذكر عن موقع “كوبالت” حيث توفي معتقل أفغاني من التجمد في 2002.
أسرار كثيرة يخفيها “معتقل كوبالت”
وقال جونز”اللجنة وجدت أن مركز اعتقال كوبالت لم يحتفظ بسجلات خطية تذكر، بحيث أصبح من المستحيل بالنسبة لمجلس الشيوخ أو وكالة المخابرات المركزية الأمريكية تحديد عدد الأشخاص المعتقلين هناك وما حدث بالضبط لهم.”
وقالت هيومن رايتس ووتش إن الرجلين لم يصفا علانية من قبل طريقة معاملتهما.
واتهم محققون النجار بأنه كان أحد الحراس الشخصيين لأسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة السابق، والغريسي بأنه كان عضوا في تنظيم القاعدة، ولكن كليهما عادا إلى تونس في 2015 وأفرج عنهما.
آثار تعذيب
وقال الغريسي إن حراسه أجلسوه على مقعد تم تحويله إلى مقعد كهربائي قال إنه كان به مقابس بأسلاك موصلة بأصابع السجناء وخوذة معدنية على رأس السجين. وقال المعتقل السابق إنهم لم يقوموا بصعقه بالكهرباء وإن المقعد كان موصلا بأنبوب في الجدار.
وقال خبير طبي مستقل تعاقدت معه “هيومن رايتس ووتش” إن فحص النجار بالأشعة السينية أظهر تعرضه لكسر بالكاحل لم يعالج بشكل سليم. وفقد الغريسي سنتين من أسنانه.
ووصفت برقية لوكالة المخابرات المركزية الأمريكية في سبتمبر أيلول 2002 النجار بأنه “رجل محطم بشكل واضح” عندما كان محتجزا في كوبالت وإنه “على شفا انهيار كامل”.
وقالت لورا بيتر محققة “هيومن رايتس ووتش” التي قابلت المعتقلين السابقين في تونس في وقت سابق من العام الجاري إنه على الرغم من هذا التقييم فقد واصلت وكالة المخابرات الأمريكية تعذيب النجار. ودعت بيتر الولايات المتحدة إلى دفع تعويضات للرجلين.
ويعيش الآن السجينان السابقان مع أفراد أسرتيهما في حالة فقر وقالا لبيتر إنهما يجدان صعوبة في الشفاء من الانتهاكات التي تعرضا لها في السجن الأمريكي.