عرب وعالم
معرض الشارقة الدولي للكتاب.. رهان الثقافة الرابح
يمثل معرض الشارقة الدولي للكتاب الذي تنظمه سنوياً هيئة الشارقة للكتاب علامة فارقة في تاريخ الثقافة العربية والعالمية، حيث استطاع أن يجمع تحت مظلته التي امتدت على مدى 35 عاماً الملايين من عناوين الكتب والزائرين وعشرات الآلاف من العارضين والناشرين، ولا يزال يتوسع في كل عام، ليؤكد أن الشارقة بحق عاصمة الثقافة العربية والإسلامية، وهي تسير بخطى واثقة لتكون عاصمة عالمية للكتاب.
ومن المقرر عقد الدورة 35 المقبلة في 2 نوفمبر 2016، إذ ستقام خلال الفترة من 2 حتى 12 نوفمبر المقبل بمركز إكسبو الشارقة، وستكون هذه الدورة من أهم دورات المعرض في العقد الأخير، نظراً لتزامنها مع الذكرى الخامسة والثلاثين لانطلاقته، بمشاركة نخبة من الكتاب والأدباء والمثقفين العرب والأجانب الذين سيثرون زوار المعرض بمناقشات حول مختلف المواضيع الأدبية والثقافية على مدار 11 يوماً.
ومنذ انطلاقته كان معرض الشارقة الدولي للكتاب حالة ثقافية تجمع القارئ والناشر والمثقف في رحاب الكتاب الذي يبقى نجم الحدث ليطوف الجميع حوله ويتلاقون من أجله بشكل خاص يتساوى في ذلك قادمون من بلدان عربية وآخرون من دول كثيرة حول العالم، بعد أن ذاع صيت الشارقة ومعرضها الذي صار وجهة للمتخصصين الباحثين عن مساحة تواصل مع الآخر، وكذلك للقراء العاديين الذين ينشدون جديد المعرفة وحصاد المكتبات.
أسماء كبيرة وأرقام ضخمة حملتها آخر خمس دورات من المعرض ووصلت الفعاليات إلى 1000 فعالية في الدورة الـ34 بعدما كانت 400 فعالية في الدورة الـ30، فيما وصل عدد الزائرين للمعرض في الدورات من 30 إلى 34 ما يقارب 4.8 مليون زائر، إضافةً إلى اتساع مساحته من 7600 متر مربع في الدورة الـ30 لتصل إلى 16000 متر مربع في دورته الأخيرة عام 2015، كما يستضيف المعرض الذي تتواصل فعالياته كل عام لمدة 11 يوماً قائمة طويلة من المبدعين، ليحجز لنفسه مساحة مهمة بين أبرز ثلاث معارض على مستوى العالم ويطمح القائمون عليه في المنافسة على الصدارة في وطن يضع دوما الرقم واحد نصب عينيه في كافة المجالات.
خمسة وثلاثون عاماً من النجاحات المستمرة والتميز بفضل رؤية ورعاية عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة للمعرض، الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، حينما خاطب الشباب قبل إنطلاقة المعرض بنحو ثلاثة أعوام وتحديداً في 18 أبريل 1979 قائلاً: “آن الأوان لوقف ثورة الكونكريت في الدولة لتحل محلها ثورة الثقافة” فكان معرض الشارقة الدولي للكتاب الذي انطلقت دورته الأولى في يناير 1982 من أول ملامح خطة إعادة الشباب إلى الاهتمام بمجالات الثقافة والمعرفة.