كتاب 11
الرياض وأنقرة ،، الإختلاف حول الأسد !!
زيارة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن نايف إلى تركيا في هذا التوقيت إلى أنقرة لا يمكن النظر لها بعيدا عن التطورات الحاصلة في الملف السوري خاصة بعد الاتفاق الروسي الأمريكي للتهدئة في سوريا والذي فشل بعد أن قامت المقاتلات الأمريكية بقصف جنود للنظام السوري قرب مطار دير الزور الأمر الذي لم يتوقف عند إنهاء الاتفاق الروسي الأمريكي وإسقاط الهدنة التي استطاعت الصمود لمدة أسبوع بل تخطت اثار ما قامت به أمريكا إلى إشعال أزمة دولية مع روسيا هذه الأزمة التي من الواضح أنها بعيدة كل البعد عن التهدئة خاصة مع تراشق الاتهامات بين الأطراف الدولية روسيا وأمريكا والتي تمتلك مفاتيح التهدئة بالنسبة للصراع الدائر في الأراضي السورية ،،
لذلك نجد أن زيارة زلي العهد السعودي إلى تركيا تكتسب هذه الزيارة أهميتها من توقيتها وهو توقيت بدأ واضحا أن الصراع في سوريا لم يعد كما كان ما قبل الاتفاق الروسي الأمريكي بل اصبح في تصاعداً مستمراً في ظل تصاعد الأزمة الدولية بين موسكو وواشنطن وهو الأمر الذي يتطلب من الأطرافالإقليمية الرياض وأنقره السعي إلى تكثيف التنسيق والتشاور والتعاون خاصة وأن البلدين لاعبين فاعلين في الملف السوري والداعمين الرئيسيين للمعارضة السورية المسلحة والسعي إلى لعب دور يتخطى الصراع الدائر بين النظام والمعارضة في سوريا إلى لعب دور في تخفيف حدة الأزمة الدولية الوليدة بين واشنطن وموسكو خاصة وأن أنقره أصبحت أكثر قرباً من موسكو بعد أن اتخذت خطوات عديدة لإزالة أثارة التوتر بينها وبين موسكو وذلك لأجل الحيلولة دون تصاعد الأزمة الدولية بين موسكو وواشنطنوذلك من أجل إنقاذ قنوات الاتصال بين الأطراف موسكو وواشنطن وإبقاؤها مفتوحة خاصة في ظل تهديد أمريكي بقطع المشاورات مع روسيا ،،
عندما نتحدث عن العلاقات السعودية التركية وخاصة فيما يتعلق بالملف السوري لابد من الإشارة إلى التغييرات الحاصلة في السياسة الخارجية التركية تجاه سوريا والتي برزت أكثر وضوحاً مابعد فشل محاولة الانقلاب العسكري خاصة بعد أن ذهبت أنقرة إلى التلميح حول ضرورة الحوار مع الرئيس السوري بشار الأسد بشأن المرحلة الانتقالية مايعني أن تركيا بدأت في التخلي عن بعض مواقفها السابقة بخصوص الملف السوري وهي التي كانت متمسكة بالرحيل الفوري للرئيس الاسد من السلطة ،،
من هنا نجد أن التغيير الحاصل في السياسة الخارجية التركية مابعد فشل الانقلاب العسكري والذي أظهر بعض الليونة تجاه الملف السوري خلق نقطة اختلاف بين الموقف السعودي بشأن الملف السوري والتي تتمسك بالرحيل الفوري للأسد وبين موقف تركيا التي يبدو أنها تخلت عن الرحيل الفوري وتتحدث عن ضرورة الحوار مع الأسد ، ونقطة الاختلاف هذه بين الرياض وأنقرة البلدين الفاعلين في الملف السوري والداعمين للمعارضة السورية المسلحة والتي جاءت لتؤكد ان الخلاف حول مصير الرئيس السوري بشار الأسد لم تعد نقطة خلاف بين الأطراف الدولية فهناك بوادر أن يكون رحيل الأسد موضع خلاف داحل مجموعة أصدقاء سوريا وبخاصة بين الرياض وأنقره والذي يبدو من الواضح أنه لن يكون هناك تراجع في الموقف التركي خاصة في ظل ما تتخذه أنقرة من خطوات متسارعة على طريق التقارب مع روسيا وإيران والذي يعتبر البلدين داعمين رئيسيين للنظام السوري خاصة بعد أن ذهبت أنقرة إلى ما هو أبعد من التقارب إلى الربط بين الأمن والاستقرار التركي بالأمن والاستقرار الإيراني ما يعكس مدى التطور الحاصل في العلاقات التركية الإيرانية ،،
الاختلاف الذي بدأ ظاهراً للعيان بين الموقف التركي الذي أظهر ليونة تجاه الملف السوري بالتخلي عن الرحيل الفوري للأسد وبين الموقف السعودي الذي لايزال متمسكاً بالرحيل الفوري للأسد نجد أن هذا التباعد الذي بدأ يظهر للعيان بين وجهتي نظر الرياض وأنقره تجاه الملف السوري سوف ينعكس على المعارضة السورية المسلحة والتي لاتزال منقسمة على نفسها بالرغم من وجود محاولات لتوحيد الصف وأقصد هنا بالإنعكاسة على الناحية السياسية أي على أي مفاوضات جديدة قد تنعقد بشأن الملف السوري والمقصود هنا أن هذه الإنعكاسة قد تؤدي إلى خلق انقسام داخل المعارضة نفسها بشأن رؤيتها حول الحل السياسي للأزمة في السورية ماقد يخرج من داخل المعارضة نفسها من يسير في طريق التوجه التركي الذي أظهر بعض الليونة التي ستكون البداية للكثير من التنازلات بينما يظل التيار الأخر متمسك بشروطه ورؤيته كما كان في السابق حول التسوية السياسة للصراع السوريمايؤدي ذلك الانقسام إلى عرقلة التسوية السياسية للصراع السوري والتي من أهم شروط نجاحها هو توحيد الصف والرؤى داخل المعارضة السورية المسلحة ،،