كتاب 11

11:27 صباحًا EET

مشوار الخميس | غرباء بيومنا الوطني

هاجر الرسول عليه السلام من مكة الى المدينة ومن أطرافها ومرابع تخومها نظر اليها نظرة مودع وواله وحزين ووصفها بأحب واغلى الديار
* كانت له الوطن والذكريات ومرتع الجد والأب والأم والصحب  .. وكل أنسان يعيش غربة المكان ولا يعرف قيمته  إلا اذا رحل أو أجبر على الرحيل( لا أرانا الله ذلك اليوم) الذي  يكتوي بلظاه مشردي الأوطان ومن أجبرتهم مصائب الحروب على الشتات …
*  من الأخر هذه مقدمة وتوطئة لموضوع كثر اللغط والجدل حوله ألا وهو تكميم الأفواه والحجر على الأقلام والقنوات وتغليظ آثام كل ماله علاقة بالفرح والبهجة والذكري وتحديدا ( يومنا الوطني) واعتباره جاهلية ووثنية .. واعتراض بعض قومنا واهل دارنا  ان يكون  للعالم الإسلامي حدودا  تفرقها الصبات والرايات والأعلام .. وأن للسعودي حرية شرب ماء النيل صباحا وتناول طعام  الغداء  في اسطنبول ورعي غنمه وإبله  في سهول الشيشان والبوسة والهرسك ونصب الخيام ووجبات العشاء في تخوم الشام  ودبي وباريس والبانيا  وطاجكستان
* ويرفض تدنيس هواء وطنه بصوت الطبل والدحة  والمزمار والعرضة والهجيني وبذات الوقت يحق له أن يتجول ويخطب ويفرح في ميدان رابعة العدوية وتقسيم التركية  …..
* السعودي يهزه ظهور الفقع في تونس والمغرب ويسفهل وينتشي بتنصيب مرسي والسيسي واورغان وحكمتيار واوباما  ولكن  ليس من  المراجل أن يرفع علما أو يقيم حفلا لذكرى يوم ودع فيه عرى جاهليته وفقره واحترابه .. وألا يتجاوز فرحه  ليلة عرسه وفوز ناديه .. وكشتته الى البر إذا هطل مطر ..  وضحك الربيع وأختال ..
* ديننا دين انفتاح وحضارة وتلاقح
فكري مع القريب والغريب ولم يتأفه أو يعترض سيد الأنام على استقبال أهل المدينة له بالدفوف وأناشيد  الفرح … وعد ذلك حقا لمن احتفوا بمقامه رغم ان في قلبه حرقة ملتاع  لفراق مكة  وأهلها ………………….
*  يجب ألا نغفل من قاموس ذاكرتنا وأدبياتنا الحديثة والمستحدثة  أننا  نعيش زمن القرية الصغيرة المفتوحة وتقنية التواصل المشرعة والمفتوحة وأن نظرة العالم التي نتوجس منه خيفة تتطلب إشعاره أننا قوم وحدة وألفة وتجمعنا ذكرى التأسيس والوحدة الموحدة .. ومن أجل الوطن نحيا ونموت………………….
* ياقومنا لن تقنعوننا أن ديننا دين تجهم وطارد للفرح إذا لم يكن فيه معصية أو خروج عن لأداب وإيذاء العباد  ….وأن شبابنا  لايحتاج إلى فسحة من الفرح المباح ودون أن يعيشه مضطرا في مجتمع وبلاد تذهب بعقله وماله وتجعل ليله نهارا ونهاره ليلا  وما خفي اعظم وأدهى ..
* كانت الأفراح تسرح وتمرح في جنبات مدارسنا ومسارح جامعاتنا وشارعنا وتلفزيوننا الأبيض والأسود  ومع ذلك لم يكن منا أو بيننا من قلد شوشو والريحاني والفيس وبروسلي الخواجاتي  وبقي بن محول يعزف على ربابته ولم يتجاوز  سعد التمامي والهزاع ومشقاص  حدود خدور مريبض والطيارة وفتو وأم حديجان.
وآن لقاموس أدبياتنا أن يخرج من خرافة تفصيل فرح السعودي  وربطها  بمطوع يتقي به النار  ………………..
*  واتساءل لماذا لم ننكر على دعاتنا   تلك الإجتماعات البرئية والحبية والأشعار والحكم الأندلسية في الأرياف التركية  .. ولا نتقبلها في مرابع   الباحة والطائف والسودة  ..
وتخيلوا فرحة وردة فعل لاعبي حارة ثليم والبغدادية والعدامة وجمهورها لو دخل لملاعبهم وبلباس الرياضة د/عايض القرني والعودة والدريهم والعربفي والكلباني
*  لندع اليوم  الوطني فرحا مباحا ولنترك وزارة الترفيه وخطيبها  يدغدغوننا حتى يطير النوم من أجفاننا .. وإن طال نومه ونومها أكثر مما  ينبغي ويجب …………………..

التعليقات