كتاب 11
العلاقات السعودية الأمريكية،، وقانون جاستا!!
شكلت مرحلة الربيع العربي وبخاصة أزمة 25 يناير نقطة تحول في علاقات الولايات المتحدة الأمريكية بحلفائها في المنطقة العربية عندما طالبت واشنطن حليفها في مصر الرئيس السابق حسني مبارك بالتنحي عن السلطة الأمر الذي يؤكد أن واشنطن مابعد بدء مرحلة الربيع العربي لم تعد كما كانت عليه ما قبل تلك المرحلة بحيث أصبحت واشنطن على استعداد للتخلي عن حلفاؤها في الشرق الأوسط ،،
لم تقف سياسات واشنطن عند حدود التخلي عن حلفاؤها بل أصبح اهتمام واشنطن بالأمن والاستقرار في المنطقة العربية ليس بذاك المستوى الذي كانت عليه في السابق خاصة بعد أن أقدمت على اتخاذ خطوات تؤكد وجود تغيير في اهتمام واشنطن بالأمن والاستقرار بالمنطقة الأولى عندما سعت إلى اتخاذ موقف مغاير تماما لموقف حلفاؤها تجاه ثورة الـ30 من يونيو عندما سعت للدفاع عن النظام الإخواني الذي أطاحت به ثورة شعبية انتهت بعزل مرسي والأخر عندما سعت إلى توقيع اتفاق نووي مع إيران اتفاق غامض في كثير من جوانبه أطلق الذراع الإيرانية في المنطقة ما يفسر ذلك أن هذا الاتفاق جاء على حساب أمن واستقرار المنطقة ،،
عند الحديث عن العلاقات السعودية الأمريكية يجد المتابع أنه منذ بدء مرحلة الربيع العربي حدث برود في العلاقات بين الرياض وواشنطن هذا البرود اخذ يتسع ووصل إلى ذروته عندما وقفت واشنطن موقف الداعم لنظام الإخواني في مصر وأيضا مع توقيع الاتفاق النووي مع إيران حيث تلاشى التوافق الذي كان حاصلاً في وجهات النظر بين الرياض وواشنطن حول بعض ملفات المنطقة وبخاصة فيما يتعلق بالحفاظ على الأمن والاستقرار في المنطقة العربية ، فقد أصبح واضحا مدى التباعد الحاصل في وجهات النظر بين الرياض وواشنطن بعد حادثة اقتحام وإحراق السفارة السعودية في إيران عندما أقدمت المملكة على اتخاذ خطوة قطع العلاقات الدبلوماسية مع إيران كانت التصريحات الأمريكية التي طالبت ايران والسعودية بالسلام البارد وتقاسم النفوذ في المنطقة فهذه التصريحات تعني ان واشنطن لم تعد تنظر لإيران من المنظور الذي كانت تراه في السابق والذي يأتي متطابق مع النظرة السعودية بل أصبحت واشنطن ترى في إيران شريكا في المنطقة ، فهذه التصريحات الأمريكية التي تأتي داعمة لإيران تفسر بانها رسالة أمريكية للرياض مفادها ” ان واشنطن لا تريد عزل إيران إقليميا ودوليا وتسعى لأن تكون طهران شريكا في منطقة الشرق الأوسط وتحظى بدور في أية ترتيبات قادمة في الإقليم وأن واشنطن في ظل الازمة الدائرة بين الرياض وطهران تفضل البقاء على الحياد ”
عند الحديث عن قانون ” جاستا ” أو قانونالعدالةضدرعاةالإرهاب والذي يتيح لمتضرري هجمات 11 سبتمبر 2001 مقاضاة السعودية هذا القانون الذي تم تشريعه من قبل مجلس النواب الأمريكي بالرغم من وجود تأكيدات من قبل الاستخبارات الامريكية بانه لادور للسعودية في أحداث 11سبتمبر نجد أن هذا القانون الذي بني على اتهامات لا أساس لها من الصحة فالعالميدرك أن السعودية هي المتضرر الأكبر من الإرهاب حتى من قبل أحدث سبتمبر 2001 ولا احد يمكنه أن ينكر ما بذلته وما تبذله السعودية من جهود جبارة امنياً واستخباراتيا ومادياً للقضاء على الإرهاب واجتثاثه من جذوره ، فهذه الخطوة التي اتخذها مجلس النواب الأمريكي تنسف جهود السعودية لمحاربة الإرهاب والتي لم تقتصر على الداخل بل تخطت ذلك بكثير حيث ساهمت السعودية بفضل قوة جهازها الاستخباراتي في إحباط الكثير من العمليات الإرهابية خارج المملكة ،،
قانون ” العدالة ضد رعاة الإرهاب ” جاستا ” والذي يتيح مقاضاة السعودية نجد أنه بمجرد مناقشة هذا القانون وصدوره يعني ذلك ان هناك تغيير في النظرة الأمريكية تجاه تحالفها الاستراتيجي مع السعودية فهذا القانون هو بمثابة ” القشة التي قصمت ظهر البعير ” فهذا القانون يضع التحالف السعودي الأمريكي على طريق فك الارتباط خاصة وأن صدور هذا القانون جاء بعد وجود الكثير من التغييرات في السياسيات الأمريكية وبخاصة فيما يتعلق بالتقارب مع إيران والتي أضعفت هذه التغييرات الحاصلة في السياسات الأمريكية التحالف السعودي الأمريكي منذ بدء مرحلة الربيع العربي العام 2011م – وحتى صدور هذه القانون ،،
ليس لدى المملكة ما تخشاه بشأن احداث الحادي عشر من سبتمبر ولا توجد ادلة واضحة وصريحة تثبت تورط السعودية بهذه الأحداث كما يزعم مجلس النواب الأمريكي ولذلك نجد أن الرياض لن تتضرر أبداً من هذا القانون ، المملكة العربية السعودية دولة مؤثرة إقليميا ودوليا ولذلك نجد أن الولايات المتحدة الأمريكية وحدها هي المتضرر من هذا القانون فهي بهذا القانون ” قانون جاستا ” الذي بني على اتهامات لا أساس لها من الصحة تسعى للعبث بعلاقاتها مع العالم العربي والإسلامي ،،
ختاما : إذا كانت واشنطن ترى أن هناك من يجب محاسبته ومقاضاته بتهمة دعم الإرهاب فهي أمريكا نفسها التي صنعت تنظيم القاعدة الإرهابي وهي أيضا من دبرت أحداث سبتمبر 2001لاستخدام تلك الحادثة مظلة لتمرير مشاريعها ” مشروع الفوضى الخلاقة ” لتفتيت المنطقة العربية ، ولذلك لابد أن يواجه ” قانون جاستا ” بتحرك عربي موحد لسن قانون لمقاضاة امريكا على ما أقدمت عليه من إرهاب وعدوان وبخاصة على عدوانها العراق ،،