كتاب 11
من المستفيد؟
يأبى الغوغائيون إلا أن يفسدوا العلاقة الحميمة بين السعودية ومصر، وهما شقيقتان كبيرتان لكل منهما ثقلها العربي، والإسلامي، والدولي . ولا غنى لبعضهما عن بعض ، والقوة تكمن في تلاحمهما ، وتعاونهما، ووقوفهما معاً ضد الصراعات التي يعاني منها العالم العربي بأجمعه. لكن الأعداء سواء من الأخوان في كلا البلدين، أو من غيرهم ممن يغيظه هذا التقارب والتلاحم ، لا يحلو له إلا أن يدق بفأسه الضعيف الصدء في سقف هذه العلاقة ويحاول أن يختلق الروايات المكذوبة، أو الإشاعات المغرضة، ليحتدم الخلاف، وتندلع الملاسنة بين أبناء الشعبين على مواقع التواصل الإجتماعي، لبث بذوز الفتنة، واشعالها بين الطرفين..
الأسبوع الماضي حاول أحد السعوديين وهو المعروف بميوله الإخوانية أن يشق صف الوئام باختلاقه قصة مزيفة، ومفبركة، تفتقر للأدلة ، والبراهين، والمنطق ، مفادها أن الشرطة المصرية أعتدت على مواطن سعودي بالضرب في مطار القاهرة، وفي الوقت الذي كذبت فيه السفارة السعودية، والأمن المصري الخبر، وعجز المثير للفتنة عن تقديم أي برهان يثبت روايته الكاذبة، إلا أن بعض المواطنين السعوديين انساقوا وراء هذه الرواية العابثة بالمشاعر، لإثارة الرأي العام، هجوماً ودفاعاً، عن طريق التاق الذي وضعه الموالون للمدعي، بعنوان ( ضرب سعودي في مطار القاهرة ) هجوماً، ودخل بعض المواطنين المصريين دفاعاً، وسرت الفتنة تلاسناً ، وخروجاً عن آداب الحوار والأخلاق رغم وجود الكثير من السعوديين الذين بالفعل كانت عقولهم أسمى من أن تنحدر في وحل الخصومة الكاذبة ودافعوا عن اخوتهم في مصر وكذبوا الخبر وفضحوا ذلك المدعي وواجهوه بطريقته المكشوفة في محاولة النيل من العلاقة الكبيرة بيننا وبين مصر..
ترى من المستفيد من هذه الزوابع سوى المتربصين للبلدين بهدف ضرب العلاقة بينهما سواء من مصر أو من السعودية؟
هؤلاء الغوغائيون الذين لا همّ لهم إلا الإرتزاق من الصراعات، لا يفقهون ما تعانيه الشعوب العربية حولنا حيث أصبحت تتفجر كالبراكين حرباً، ونهباً، وتشرداً،وتشرذما، واغتيالاً، وزعزعة في الأمن والاستقرار بسبب فساد حكامها وديكتاتوريتهم وتمصلحهم في دائرة البؤرة المستعرة على حساب الشعوب البريئة، والمتربصون يريدون هذا الدمار في مصر، وفي السعودية، ويغيظهم استقرار البلدين وأمنهما.
فليكن الحذر من جميع المواطنين في كلا البلدين سبيلاً يقظاً يمنعهم أن ينجروا وراء الإعلام الكاذب الذي يشوه مصر في السعودية، ويشوه السعودية في مصر.. فالإعلام المنفلت لا يعنيه ما معنى روابط، وعلاقات، بقدر ما يعنيه الإرتزاق على حساب الأوطان، والظواهر الإعلامية الصوتية المرتزقة تنمو على الخراب في كلا البلدين، فلنقطع دابر هذه الظواهر بالتصدي لها حكمة، وعقلاً، وليكن الحب وحسن الظن من كلا الطرفين سبيلنا إلى تخطي المراحل المشتعلة من الفتن ، والتفرقة، والخلاف ..
كنت قبل شهر في مصر ورأيت مدى حب المصريين لإخوانهم السعوديين الذين فضلوا أن يقضوا إجازاتهم وسياحتهم في مصر، وكذلك حب السعوديين لهم، والحب المتبادل بينهما علامة فارقة دوناً عن بقية البلدان، فارحمونا أيها المتطرفون في البلدين من هجمية فتنكم، وهمجية تلاسنكم، وهمجية ادعاءاتكم. ، وهمجية
الفراغ الذي ينمو في جذور عقولكم الناعقة بالفتنة، وليكن التآخي والحب عنوانكم، لحرق أعصاب الهامشيين الذين لا يعرفون ما معنى الاستقرار والتعاون بين البلدين الكبيرين، اللذين يشكلان الآن منطقة الاستقرارالآمنة، والوحيدة في الوطن العربي..
زينب غاصب
كاتبة سعودية