كتاب 11
الساحة العربية ،، عودة الدور المصري !!
كشفت الخارجية المصرية عن رعايتها لاجتماعات يومي 26 و27 يوليو/ تموز ؛ لتقريب وجهات النظر بين الفرقاء في ليبيا وقالت الخارجية في بيان لها : إنه “في إطار المساعي المصرية لتعزيز الاستقرار في ليبيا، ودعم الحلول السياسية على الساحة الليبية، استضافت القاهرة عدة اجتماعات ضمت عقيلة صالح رئيس مجلس النواب الليبي، وفايز السراج رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني الليبية، وعدداً من أعضاء المجلس الرئاسي ،، بعد هذا التحرك المصري إتحاه ليبيا طرحت القاهرة مبادرة بخصوص أزمة سوريا طرحت وأعقبها ذلك مبادرة من قبل الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي لإنهاء الانقسام داخل حركة فتح والمصالحة بين حركتي فتح وحماس ،،
التوجه المصري نحو ليبيا أمر يدعو للتفاؤل في ان تنجح المساعي المصري في تقريب وجهات النظر بين الفرقاء الليبيين وإعادة الامل للتسوية السياسية التي من شأنها أن تعمل على الحفاظ على وحدة ليبيا التي باتت تتمزق في ظل التباعد الحاصل في وجهات النظر بين الفرقاء الليبيين وأيضا في ظل انتشار للجماعات والتنظيمات الإرهابية الذي وفرت لها الأزمة التي تعيشها ليبيا منذ سقوط نظام العقيد معمر القذافي – العام 2011 – الأرضية الخصبة لتنامي قوة هذه التنظيمات الإرهابية ،،
كان لأزمة 25 يناير وما أعقبها من وصول الإخوان للحكم في مصر والتخبط الحاصل في السياسات المصرية حيث لم يكن لدى الإخوان سياسة خارجية واضحة ولم يكونوا مؤهلين لحكم دولة بحجم مصر وما تملكه من ثقل سياسي ودبلوماسي والتي تعد مركز صناعة القرار العربي ورمانة الميزان في النظام العربي ولذلك بدانا نفتقد كثيرا للخطاب السياسي المصري العقلاني بعد ذلك جاءت ثورة الـ 30 التي أسقطت نظام الإخوان وما أعقبها من دخول مصر في مرحلة انتقالية وكذلك دخولها في حرب مع التنظيمات الإرهابية كل هذه العوامل ساهمت إلى حد كبير في انكفاء مصر على الداخل لترتيب الأوضاع الداخلية والعمل على تثبيت الأمن والاستقرار ،،
انكفاء مصر على الداخل مابعد ثورة الـ 30 من يونيو لتثبيت الأمن والاستقرار ومحاربة الإرهاب ساهم إلى حد كبير في غياب مصر عن تأدية دورها الإقليمي وأصبح الحضور المصري حضور مراقب وليس حضور فاعلاً وهذا الغياب للدبلوماسية المصرية خاصة وأنه غياب إجباري بسبب حجم المؤامرة التي كانت تحاك ضد مصر في اعتقادي ساهم إلى حد كبير في تفاقم الأزمات التي تعيشها المنطقة العربية واتساع خارطة الصراعات في المنطقة والتدخلات الخارجية التي ساهمت إلى حد كبير في تغذية الصراع والفوضى وهذا ما يجعلني اعتقد بل أكاد أجزم أن هناك دول عديدة من مصلحتها استمرار غياب الدور السياسي والدبلوماسي لمصر عن الساحة العربية ،،
إن المتابع للسياسة الخارجية مابعد وصول الرئيس عبدالفتاح السياسي إلى سدة الرئاسة المصرية يجد أن هناك تشديد مصري على إعطاء الدبلوماسية دورا واسعا لحلحلة الصراعات التي تعيشها المنطقة العربية وأيضا هناك إصرار على التحرك وإعادة مصر إلى ممارسة دورها الإقليمي لكن للأسف العودة المصرية مابعد انكفاءها على الداخل تسير بوتيرة بطيئة في حين ان ما تعيشه المنطقة العربية من صراعات وحروب أهلية باتت تنخر جسد الأمن القومي العربي وتؤثر عليه تأثير قوي خاصة في ظل انتشار التنظيمات الإرهابية ( داعش وأخواتها ) يتطلب من مصر أن تعمل على تسريع وتيرة عودتها إلى ممارسة دورها الإقليمي فالساحة العربية بحاجة إلى إعادة تفعيل الدور الدبلوماسي والسياسي المصري ،،
إن استمرار الصراع في سوريا وليبيا في ظل انتشار التنظيمات الإرهابية يؤثر بشكل كبير على الأمن والاستقرار في مصر ولذلك نجد أن ما تقوم به مصر على المستوى الداخلي للحفاظ على الأمن والاستقرار يتطلب وجود تحرك مصري قوي على المستوى الخارجي لإيجاد تسوية عاجلة لهذه الأزمات فليس هناك من دولة مثل مصر التي تعتبر رمانة الميزان في النظام العربي وما تمتلكه من ثقل سياسي ودبلوماسي وتحظى بثقة جميع الأطراف العربية قادرة على لعب دور دبلوماسي لضبط مسار الصراعات العربية البعيدة كل البعد عن مسار التهدئة والعودة بها إلى مربع التسوية السياسية والمحافظة على الأمن القومي العربي التي باتت هذه الصراعات تنخر جسده بوتيرة متسارعة ،،
خالد الزعتر – كاتب ومحلل سياسي – المملكة العربية السعودية