عرب وعالم
سلطنة عمان تدعم الجهود العربية والدولية لمكافحة الإرهاب
على مدار عقود تتبنى سلطنة عُمان على الصعيدين الإقليمى والدولى، العديد من المواقف الثابتة، وهى تعبر فى جانب منها عن الدعوة الى إحلال السلام، والى ضرورة تضافر الجهود لمكافحة ظاهرة الإرهاب العالمى والقضاء عليه، كما تؤكد على إدانته وتدعم الجهود الدولية فى هذا المجال تعبيرا عن التوجهات الاستراتيجية العمانية بعيدة المدى، التى تتميز برفض التطرف والمذهبية والتعصب والتحزب. وتستهدف نشر الفكر المستنير، ودعم وتفعيل الاجتهاد الرصين الذى يخدم الإنسانية، ويقارب ما بين أبناء المجتمع الواحد من جهة، ويوحد صفوف الشعوب من جانب آخر.
وتأكيدا على حرص السلطنة على مواصلة مساندتها لتفعيل كافة الجهود فى مواجهة هذا التحدى، فقد شاركت فى فعاليـــــــات الملتقى العربى الذى اختتم أعماله منذ أيام وبحث ظاهرة الإرهاب العالمى، وناقش دور الإعلام فى التصدى لها، حيث شارك فـــــــــى أعماله نخبة من القيادات الإعلامية تصدرها لفيف مـــــــن وزراء الإعلام والسفراء العرب والخبراء والمفكرين الإعلاميين فى الـــدول العربية وفى مقدمتها مصر وسلطنة عمان واليمن والسعودية والإمارات وقطر والصومال وموريتانيا. وقامت بتنظيمه الجامعة العربية بالتعاون مـــــــع وزارة الإعلام السودانية، واستضافته الخرطوم.
المجتمع العُمانى يشهد ذروة الأمان
قام بتمثيل سلطنة عمان فى الملتقى هود بن سيف العلــــــــــــوى المستشار الإعلامى للسلطنة لدى مصر حيث أشاد خلال مقابلات مع القنوات الفضائية، بنتائج وتوصيات الملتقى والتى سترفع إلى مجلــــس وزراء الإعــــلام العرب، لتنضم الأفكار التى تضمنتها إلى محاور الاستراتيجية الإعلامية التى سيبحثها المجلس فى اجتماعه القادم بالقاهرة. وأوضح أن مواقف السلطنة ليست ردود فعل تجاه الأحداث والمستجدات الراهنة، إنما بادرت بطرحها مبكرا منذ سنوات بعيدة، ويتم اليوم تجديد التأكيد عليها. وكرجع صدى منطقى أعلن معهد «الاقتصاد والسلام» الدولى فى لندن ان السلطنة حصلت على درجة «صفر» فى سُلم المؤشر العالمى للإرهاب، وهى الدرجة التى تمثل ذروة الأمان من التهديدات الإرهابية. جاء ذلك فى التقرير الذى أصدره المعهد والذى أشاد بجهودها فى نشر التسامح محليا وعالميا، خاصة أنها وقعت على الاتفاقية الدولية لمنع تمويل الإرهاب، وأوجدت نظاما لمكافحة تبييض الأموال.
وأشار التقرير إلى أن السلطنة تجنبت وقوع أى عمل من أعمال الإرهاب من خلال تشجيع الحوار على الصعيدين المحلى والعالمى، مؤكدًا أن العُمانيين يركزون على مواصلة بناء وطنهم، بعيداً عن الدمار والنزاعات، وأنه لا يوجد عُمانى واحد انضم إلى تنظيم (داعش) وعزا ذلك إلى وعى المواطنين وجهود الحكومة، مما يحول دون تسلل الفكر المتطرف الى أراضيها. ويتكون المؤشر من 10 نقاط تمثل أقل النقاط فيه الدول الأقل عرضة للإرهاب، فيما تمثل الأعلى نقاطا الأكثر عرضة للهجمات الإرهابية، وهو يتعقب تطورات الإرهاب فى معظم دول العالم خلال 15 عاماً، من حيث النشاط الجغرافى وأسلوب الهجمات والمنظمات المتورطة. ويحلل المؤشر الأبعاد الاقتصادية والاجتماعية ويستند فى تقاريره إلى البيانات العالمية لرصد الإرهاب وهى قاعدة قائمة على تجميع ورصد هذه البيانات تحت إشراف الاتحاد الدولى المعنى بدراسة تأثير الإرهاب ومردوده.
تقدير عميق لمصر ولمكانتها وللأزهر الشريف ورسالته
ركز المستشار الإعلامى علـــــى أن سلطنة عمان تقدم للعالم أجمع نموذجا مثاليا يحتذى بـــه من خلال تبنــى نهج الاعتدال والتسامح والدعوة إلى السلام، مع التشديد على ان الحروب بديل مرفوض مع ضــــــــرورة استخدام لغة الحوار، ونبذ اللجوء إلى العنف ودعم جهود حل كل القضايا والخلافات الإقليمية والدولية بالسبل السلمية. كما تؤكد على الدعوة إلـى التمسك بهذا النهج من أجل أن يسود السلام ربوع العالم، وأن تحظى شعوب الأمة العربية بالاستقرار لتواصل مسيــــــــــرة التنمية والبناء. وأوضح أن كل تلك المبادئ النموذجية والمثالية يدعو إليها الأزهر الشريف الذى يتميــــــــز بتبنى الوسطية والاعتدال، مشيرا إلى السلطنة تؤكد ايضا أن الإرهاب لا دين ولا هدف له غير قتل الأبرياء وإلحاق الأذى بالآخرين، مما يتنافى مع كل الشرائع السماوية والأعراف الإنسانية، وفى هذا السياق دعا المستشار الإعلامى إلى الاسترشاد بمبادرات وجهود سلطنة عمان الإيجابية التــــى تعمل على نشر القيم الإنسانية واستثمار المخزون الثقافى العربـــــــــــى والإسلامى، مع إدراج مواد فى مناهج التعليم تركز على العدالة وتجريم العنف، وإبراز سماحة الدين الإسلامى ودعمه لقيم الفضيلــــة ونبذ الإرهاب والتطرف، مؤكدا أن السلطنة تتبنى برامج إعلاميـــــــة هادفة تقى المجتمع العمانى من تسرب الصور والأفكار الدخيلة التــــــــى تحض على الانحراف الفكرى.
دور مهم لمصر فى إطار السياسات الناجحة والحكيمة للرئيس عبدالفتاح السيسى
على ضوء هذه الحقائق قال المستشار الإعلامى إن توجهات الملتقـــــــى تتسق مع المواقف المشتركة التى تتبناها سلطنة عمان وشقيقتها مصـــر قلب العروبة النابض، مشيدا بالــدور المصرى المهم فى التصدى لظاهــــــــــــرة الإرهاب العالمى فى إطار السياسات الناجحة والحكيمة للرئيس عبدالفتاح السيسى. وأشار إلى ان الوفود المشاركة فى اجتماعات الملتقى ركزت على أهمية تفعيل دور الخطاب الدينى فى التصدى لظاهرة الإرهاب العالمية، وذلك بالتأكيد على ضرورة أن يتمسك بانفتاحه ووسطيته وشموله لمختلف المستجـــــــــدات العصرية فى جوانــــب الحياة المختلفة.
تحصيــــــن الشباب ضد الفكر المتطرف
قضية تحصيــــــن الشباب ضد الفكر المتطرف، لابد أن تحظى أيضا بالاهتمام، من خلال نشر الوعى واستثمار آليـــــــــات وقنوات ووسائط الإعلام الجديد فى إثراء الوعى بين مختلــــف الشرائح فى كافة المجتمعات العربية، ولاسيما بين الأجيال الجديدة والتنبيــه إلى مخاطر تلقى المعلومات من المواقع الإليكترونية التى تشجع على الإرهاب. وأوضح المستشار الإعلامى أن المعضلة الرئيسية التى هى المسبب الأول لآفة الإرهاب العالمى يتمثل الشق الإعلامى منهـا فى التدنى المعرفى وضحالة الفكر، وتصحيح هذا الوضع هـــــــو المهمة الرئيسية التى يحمل الإعلام مسئوليتها للنهوض بأفـــــــــــق عقلية المواطن، إذ ينبغى أن يكون هناك تقدم فكري موازٍ للتطور التقنى المتسارع، حيث إن هناك فجوة بين الفكر والتقنية، الأمر الذى أدى إلى استخدام هذه التقنيات استخداما مدمرا وهداما للمجتمعـــــات العربية نظرا لتعاطى المواطن مع وسائل الإعلام دون ان يمتلــــك الإمكانات التى تؤهله للخــوض فى هذا المعترك، أو للتمييز بين الحقائق والأكاذيب . ويتوجب على كل إعلامى يحمــل مسئولية هذه الرسالة السامية أن يكــــــون على درجة من الوعى وذا فكــر ثاقب ويتحلى ببعد النظر، وان يتمتع بالأمانة والضمير الحى، فيضع نصـــــب عينيه الصالح العام للأوطان والمجتمعات العربية فى المقـــــــــــام الأول، وألا ينساق إلى مآرب أخرى، أو إلى تنفيذ مصالح تتنافى تمامـــا مع مهمته الأساسية، وهى توجيه الرأى العام وتصويب مساره لما يدعـــو إلى البناء والإعمار،لا إلى ما يؤجج الفتن ويسهم فى نشر الدمار.
خطط تنفيذية لمتابعة تفعيل دور وسائل الإعلام
اختتم الأستاذ هود بن سيف العلوى أحاديثه الإذاعية والتليفزيونية بالتأكيد على قناعته التامة أن التشدد والإرهاب والتطرف والعنف من المحال أن يصدر عن صاحب عقل لبيب ذى بصيرة تدرك الهـدف الحقيقى من وراء إشعال نيران الصراعات والحروب التى تستهدف فى النهاية تدمير الحجر والبشر، مشددا على ضرورة الاهتمام بوضع خطط تنفيذية لمتابعة تفعيل دور الإعلام فى مواجهة مخاطر الإرهاب ومنهجه المضلل، حيث إنه شريك أساسى فى التصدى للتطرف بكافة أشكاله، باستخدام آلياته وأذرعه ووسائطه المتنوعة سواء التقليدية منها أو الجديدة، من خلال التوعية والتثقيف والتعريف بحقيقة الجماعات الإرهابية، إلى جانب إظهار الصورة السمحة للإسلام المناهضة للدعوات التحريضية الهدامة والممارسات الضالّة. كما أكد أهمية حشد جهود وسائل الإعلام العربية للرد على الأفكار والأيديولوجيات المتطرفة.