مصر الكبرى

02:45 مساءً EET

“قلم وصاية” : علمانك؟!

99% من شعب مصر لا يعرف يعنى ايه علمانية! و بضع المتشددين الثقلاء اياهم يكرهون وجود احد ينافسهم فى السياسة، سواء لانه من الاثرياء او من جنس المرأة او لانه غير متوافق معهم طائفيا! فيروحوا شاتمين اللى قدامهم ده بكلمة كدة محدش من الحناكيش اللى واقفين فاهمها! "انت راجل علمانى!" و يقولها بنفس اللهجة اللى بيشتم بيها واحد كسر عليه بالعربية: انت راجل حيوان!

تجد لسان حالهم كما لو انه يقول بغل شديد: "ما كفاية البيزنيس و النساء و المال و الشهرة عليهم يااااا عم!" ثم ينعق ناعيا حظه العثر الغبى: "الله! امال احنا ناخد ايه بقى؟! ده احنا حتى بتوع ربنا! و انتوا يا مع ربنا يا ضده!" و يقرر بناء على ذلك سب من امامه و الذى لا يقوى على منافسته سياسيا بالـ"علمانية!".
لغاية ما زادت ما اللعبة وسعت قوى قوى آساحبى و بدأ هولاء الرخماء الاقصائيين التدخل بايديهم و باقدامهم فى توزيع و تقسيم الكعكة السياسية (او بالحرى العكة السياسية) على انفسهم و غيرهم..انت تاخد..انت لاء! و دخلنا فى شغل "تفريق اللحمة" السياسية ده! و فى تفريقهم ده، مرمطوا كل الناس! ليبراليين على علمانيين على اقباط على مرأة على سلطة على بابا غنوج!
نخرج من كدة بقى  اننا فى حقارتنا و فى عظمتنا دى برضوا سواء! اسرى لثقافتنا طويلة اللسان عفيفة اليد! ثقافة طبق الكشرى بالصلصلة و الشطة و الاسمنت! و هو شئ غبى حقا! اذ ربما ما سينفعك و ماسيعالجك ليس موجودا فى ثقافتك البدائية الخنيقة يا راجل يا خنيق!
صدق انك لست بطلا او مجرما..انت ابن ثقافتك (ثقافة آساحبى آساحبى!) و ثقافتك هذه ايضا عظيمة و حقيرة..اتذكر ذلك المشهد العبقرى للفنان احمد راتب فى فيلم (على بيه مظهر و الـ40 حرامى) و هو يهوى على التلفاز بالشومة بعدما استفزته كم الاقوال المحفوظة و المسلسلة و الغبية من زميله بالغرفة "على بك مظهر" صائحا فى قوة: "انت اللى معفن! انت اللى معفن!"؟ اتذكرها؟ حلو! افتكرها و قس عليها سلسال طويل من تصرفات حكام و رموز تصرفوا تصرفات فردية انانية دخلت فى الثقافة على اساس انها فرضيات صحيحة و جاء الشباب اليوم ليهووا عليها و على رأسك الذى انطلقت منه تلك العفانة بثورة قائلين لكم "انت اللى معفن..انت اللى معفن!" تأملها..علها تفسر لك شيئا!
الله يلعن ثقافة الجمود و الصنمية و عدم اللا مؤاخذة كمان ثقافة الـ"صفوت الشريف!" اللى حطت على سطح ثقافتنا فى الـ30 سنة اللى فاتوا!، بذمتك لما الاعلام و التشريع يبقوا مع الكائن ده بتاريخه المشرف ده تتوقع ايه؟ لما التعليم كان مع واحد زى الحاج فتحى – ذو التاريخ البرلمانى المرصع بالالماس و البرلنت – متوقع الجيل يطلع ازاى؟ آن لدولة توفيق عكاشة دى تحل بقى عن قفا مصر! و نثر ضدها حتى لو ثورتنا دى سرقت فى آخر الامر! بس آهو..ادينا بنعافر!
تذكر كدة ردودنا الغبية دائما اول ما نتنزنق: "اصل احنا طول عمرنا" و "احنا طبعا هنا فى مصر" و "عاداتنا و تقاليدنا" و تخلفنا و بلائنا الازرق و..و..و تأمل!
و بسبب كلبشتنا الجاهلة دى فى معظم العادات و التقاليد البالية و العطنة دى عمالين نرجع لورا لورا..لغاية ما خلاااااااااص قربنا نخبط في اثيوبيا!
و الانكى من ذلك ان من يحرضك على الجهل يرص بكلامه نصوصا دينية عن الشرك بالله و الشياطين و الزناه لا علاقة لها بالعلمانية التى هى المدنية الحديثة من الآخر، كى يضمن سيرك على السراط المستقيم..بتاعه هو!!
الحكاية بقت اقرب لارهاب فكرى ثقافى و "يالا يا عملانى من هنا..مش هاتتعاد الانتخابات يا علمانيين" احنا مش متعودين على شئ..ماشى..ليه بقى؟ طبعا لانه شئ جديد و عمره ماهايعجب لانه جديد!
عمره مايبقى عادة و معتاد الا لو قبلته و عدى من هنا و رايح! احنا ماتعودناش على رواية اولاد حارتنا الا بعد ما بقت اهم رواية فى تاريخنا الحديث لانها غيرت جزءا من ثقافتنا المضللة (بفتح اللام).
احنا عمرنا ما هانتحرك طول طالما احنا هانقعد اسرى لموضوع التهديد باختلاف عادتنا و تقالدينا و ديننا و اتعودنا و ماتعودناش و اتنيلنا و ماتنيلناش!!
بذمتك انت عارف يعنى ايه "علمانى" دى اللى انت بتشتم بيها غيرك؟ بينما هى مدعاة فخره؟ و حياتك انت تلاقى اللى كان يقولها لك من سنتين كنت بترد عليه مستغربا: "علمانك؟!"
ليه شوية ماعز ذو ثقافة اعطن من ثقافة مماليكك اللى انت بتتشدق بيها دى فى كل موقف لا لشئ الا علشان تهرب من وراها من المجهود او المسئولية او "الدفع"، تجرك وراها و تفهمك ان لازم كل من مدعى التدين دوووول ينحشروا فى كل حاجة فى السياسة و الاقتصاد و الاجتماع؟ و ياكلوها والعة اكمنهم – كذبا و زورا و زيفا – اسمهم عند العامة و الدهماء اللى انت مخنوق منهم..بتوع ربنا؟بذمتك انت فاكر ان الدولة المدنية الحديثة اللى بيدعوا الناس ليها دى تختلف فى شئ عن دولة العلمانية السياسية؟ بس اقول لك ايه بقى! انت تلاقى عندك احساس انك فى دولة لقطة فعلا و الكون كله بيتأمر عليها من كتر عظمتها اللى ماوردتش فى الشرق و لا الغرب! يا عم حرام عليك و اصحى من خيوط العنكبوت الوهابية دى!
انا اعتقد اننا هانفضل جوة بئر التخلف الجامد قوى ده، طالما ان التقدم هو كمان ماتعودناش عليه و مش فى عاداتنا و تقاليدنا و طعميتنا و بادنجاننا!

التعليقات