كتاب 11

11:18 صباحًا EET

مشوار الخميس | دعاتنا كفى سياسة وتفرقا

الإختلاف في المذاهب والمشارب والطبائع سنة كونيه وفي كثيره وجله الرحمة والتخفيف والتجديد في الفكر المتغير بطبيعة وظروف الزمان والمكان ومستجدات العصر وحضارة التواصل وإنفتاح العالم وتداخل إيدلوجياته ومصالحه ..

* في عالمنا الإسلامي يرتهن الناس ويرجعون إلى رجال الدين ويلوذون إليهم في أزماتهم واحوالهم الشخصية والإجتماعية.. وحتى المرضية والتجارية وتفسير الرؤى والأحلام … ويتخذونهم القدوة ويسبغون عليهم مدائح الأقوال والأفعال .. وهم في مقدمة ركب ذوي الحظوة في مجالس الساسة وأهل القرار من الملوك والرؤساء والأمراء والوزراء ورجال الأعمال ….

* كان عملهم وإهتمامهم في الغالب وإلى وقت قريب محصور وحصري بالدعوة وإصلاح ذات البين والحرص على استقرار حال الأمة وصلاحها والوقوف إلى جانب السلطان ونصحه وجمع الرعية حوله … وكانوا على الحياد أذا حادت الدول أو تحاربت واختلفت .. ويكونوا السباقين والمسارعين إلى ردم الهوة وعدم إتساع رقعة الشق وإنباعجه وتؤتي في الغالب مساعيهم أكلها وتحقق أهدافها ومراميها … وكان الصدح بالحق والعدل والعقل مبتغاهم وهدفهم .. وجهود سرهم أكثر من جهرهم وعلنهم ..

* اليوم تغير الحال.. واليوم غير الأمس مطلقا .. فكثيرهم دخل إلى معترك السياسة والساسة مشاركة وعملا و وإنغماسا ودولوا الولاء والإعجاب بحسب ميول الجماعة الحزبية والسعي إلى مناصرة الرمزية والشخصية الكريزماوية التي يرون فيها الإنتصار لهوى ميلهم السياسي ومتطلبات وطبيعة ظروفه ومرحلته والإنضواء إلى تجاذباته …. والدخول في حياض الرهان عليه ونصرته ظالما أو مظلوما.. والدليل تغاضيهم عن كثير من المأخذ التي يضخمونها في بلادهم ويتجاوزون عنها في بلاد من يرونه يخدم توجهاتهم وميلهم االسياسي وعلى سبيل المثال … الإنجذاب الإخواني باتجاه تركيا و التغاضي عن اجتهادات ولي أمرها تحت حجة وذريعة … متطلبات مصلحة البلاد والعباد وتناسي أثام إعادة علاقاته المقطوعة مع إسرائيل وتغيير موقفه في سوريا وتوجهه نحو روسيا .. وعلى ذات السياق ينطبق الحال على الراكضين بإتجاه الخونة حسن نصر الله والحوثي ونوري المالكي .. وإقناع معمميهم ببياض صفحة إيران وأنها الملهمة والرحمة المهداة والمزجاة للمسلمين والعالمين …………

* ولتحقيق مبتغاهم سعوا لسوق التجارة وتأسيس القنوات التلفزيونية والإذاعية والورقية وحصر صوتها للأتباع والسيطرة على عقلية وطيف مخرجات فكرهم الآحادي الذي يمتهنه فريقهم ويرونه حصري بهم.. وأصبحنا نعيش عصبية الدعاة كعصبية كرة القدم بل وأشد من ذلك وأنكى … كما ظهرت في الأفق فوضوية إصدار الفتاوي الفردية المنفلتة وغير المبررة .. وتسببت تلك الاجتهادات والإنفلاتات في لغط يهدم ولا يبني وهدفه الشوو الإعلامي وزيادة رصيد الأرقام في وسائل التواصل الإجتماعي ..

* إن الحاجة ولتساع رقعة الثلم الذي يحل بالأمة يتطلب إعادة هيكلة الفكر الدعوي والذهاب به إلى مرابع الإعتدال والتقارب الإنساني ووضع حدود وأنظمة صارمة توقف عبث التجاذبات المذهبية والعرقية والعصبية .. وأن تبقى لغة الحوار قائمة وحاضرة .. وأن يعيش دعاتنا في محيط مجتمعنا ويبتعدون عن المماحقات والإختلافات السياسية .. والايدلوجية .. وأن يؤمنوا أن بعض تلك الاجتهادات والفتاوي جاءت في غير سياقها وتسببت في نشر الكراهية والميل نحو التنفير والتهجير والتفجير .. ويبقون في الأخير مكونا لايمكن تجاهله والحاجة لتواجده

التعليقات