سياحة وسفر
جمال الطبيعة في صلالة أهم عناصر الجذب السياحي
من اللحظة الأولى لخروج السائح من الطائرة أو وصوله برا إلى مدينة صلالة، سوف يدرك أنه انتقل من أحد فصول السنة إلى فصل آخر، بل من قارة إلى أخرى حيث تتميز ظفار بهذا المناخ الفريد من نوعه في شبه جزيرة العرب، وظفار أمل كل مواطن في السلطنة عندما تلهث الأنفاس وتشتد درجات الحرارة والرطوبة لقضاء إجازة صيفية بين أفنان الطبيعة الساحرة.
وتكتمل عناصر اللوحة الطبيعية في صلالة العاصمة الإقليمية لمحافظة ظفار بعدد من الحدائق والمتنزهات الحديثة التي تزيد من روعة المكان ورونقه ،فهناك حديقة صلالة العامة والسعادة العامة والدهاريز وحديقة أرزات ومتنزهات صلالة الجديدة والقوف والمعتزة.
وهي ليست منطقة الاستجمام للمواطنين العمانيين فقط بل هي مهيأة ومرشحة من قبل خبراء السياحة لتكون وجهة سياحية عالمية على مدار العام ومصيفا للخليجيين الذين تتزايد أعدادهم كل عام حيث يفضلونها عن السفر إلى أوروبا في الإجازة الصيفية ليعيشوا أياما بين الجبال الخضراء.
وتتميز محافظة ظفار بشهرتها السياحية حيث تتحول الجبال والوديان خلال موسم الخريف إلى رداء أخضر يجذب إليه عشرات الآلاف من السياح من مختلف محافظات السلطنة، ومن دول الخليج والدول الأجنبية للاستماع بالمناخ الاستثنائي والطبيعة المتفردة.
فالمنطقة تتمتع بجانب مناخها المتميز بشواطئ طويلة، ومن أجمل شواطئ مدينة صلالة التي تعتبر مصدر جذب للسائحين وراغبي المتعة مثل شاطئ (المغسيل) وبجانب الشاطئ خور صغير يستوطن فيه البط ومالك الحزين وأبو منجل وطيور النورس.
وأهم ما يميز المغسيل النوافير الطبيعية المنبعثة من بين الصخور على الشاطئ والتي تبين عظمة الخالق فيما خلق، كما توجد الكهوف الجميلة والمطاعم السياحية، بالإضافة إلى قرية سياحية مبسطة.
وهناك العديد من الشواطئ الجميلة كشواطئ ولاية طاقة التي لا تبعد عن مدينة صلالة سوى 30 كيلومترا، وعلى هذا الشاطئ يقع خور روري التاريخي، وهو مصب لمجرى مائي صغير يتصل بالبحر شرق مدينة طاقة حيث يوجد ميناء سمهرم التاريخي الذي يعد من أهم الآثار في ظفار.
وتتعدد مواقع الآثار القديمة في صلالة، ومن أبرزها (البليد) التي تعتبر من أهم المعالم الأثرية الشاهدة على المكانة التاريخية حيث الحصن الشهير الذي تهدم بفعل عوامل الزمن وبقايا أرصفة الميناء والمساجد والمباني والمقابر المنتشرة.
كما توجد ثلاثة مواقع أثرية في (المغسيل) وآثار جدران قديمة ومقابر لما قبل الإسلام في (رزات) وآثار مدينة الرباط القديمة فضلا عن بقايا قلعة قديمة ومقابر ما قبل الإسلام في عين (حمران) وتتنوع آثار صلالة بين تلك التي تحمل دلالات أثرية وتاريخية مهمة وبين تلك التي تحمل طابعا دينيا مثل (دحقة ناقة صالح) في الحصيلة، وتلك التي تحمل دلالات عن الحياة الاجتماعية قديما، ومن بينها جدران وتقسيمات سواقي وبئر مياه في مدخل (وادي نحيز)، إضافة إلى ثلاثة مساجد قديمة أحدهما لعبدلعزيز بن أحمد في (الدهاريز) والآخر مسجد عقيل في صلالة ومسجد عبدالله اليماني في (عوقد).
كما توجد بالمحافظة العديد من الأضرحة الدينية مثل: قبر النبي أيوب في نياية (غدو) والنبي هود بين نيابة حاسك وحدبين والنبي عمران عليهم السلام في مدينة صلالة.
وتشتهر ظفار بمزروعاتها التي تتركز على إنتاج الحبوب والنارجيل والفافاي والموز وقصب السكر وبعض الفواكة فضلا عن العلف الصالح لتغذية الحيوانات والتي تعد مصدرا أساسيا من مصادر الثروة لدى سكان المحافظة.
ولكون ظفار تقع على المحيط الهندي فقد اشتهرت منذ القدم بوفرة الثروات البحرية من أسماك وربيان وشارخة والصفيلح وتخصصت بعض ولايات المحافظة بأنماط معينة من مواسم الصيد كصيد السردين الذي يستخدم كعلف للحيوانات في ولاية طاقة والغوص عن الصفيلح في مرباط و سدح والشارخة في ولايات طاقة وضلكوت.
ومما يزيد صلالة جمالا تزامن مهرجان صلالة السياحي مع موسم الخريف، حيث يتميز هذا المهرجان الذي تقوم بتنفيذه والإشراف عليه بلدية ظفار بتنوع الفعاليات الثقافية والفنية والاجتماعية وغيرها كم تتعدد المواقع التي تقام عليها الفعاليات من مركز البلدية الترفيهي الذي هو عصب المهرجان ويحظى بمعظم الفعاليات بالإضافة إلى القرية الشاملة وسهل إتين وغيرها من المواقع الأخرى.
كل هذه المواقع أوجدت لترفه عن السائح في مختلف الأماكن السياحية حيث يجد الفعاليات مستمره هنا وهناك وينتهي به المطاف إلى الاستجمام مساء بمركز البلدية الترفيهي للتنفيس والترويح عن النفس لما يتضمنه من فعاليات خاصة القرية التراثية التي تعبر عن الماضي العريق، وكيفية تعايش الماضي مع الحاضر مع تنوع البيئات المختلفة من البدو إلى الريف إلى المدينة إلى الساحل وكل يتميز بعاداته وموروثاته الشعبية التي تجسد على الواقع وبالفعل كل ما يقدمه المهرجان يعبر عن شعاره بكل صدق بأنه ملتقى الأسرة مما جعله من أهم العوامل لجذب السياح لمحافظة ظفار.