مصر الكبرى
أحمد عبود يكتب : مصر المريضة
قامت مصر فى الفترة الاخيرة بعملية جراحية خطيرة , حيث قامت باستئصال ورم خبيث كان يؤلمها طويلا وينهش فى جسدها الطاهرالا وهو ورم الحاكم الفاسد , ولكن تبقى اوجاع  ما بعد العملية – من فراغ امنى متعمد ولهث وراء  المصالح الشخصية – يرهقها بشدة , حيث مازال يؤلمها موضع الالم ألا وهو كرسى الحكم حيث يجلس عليه من لا يستحقه ويتصرف من خلاله كما لم تكون مصر غير موجوعة , ويعمل على تعريض جسد مصر لألم المرض مرة اخرى , ومن شدة الالم تبكى مصر, فتكون  دموعها عبارة عن شهداء تسقط كلما فاقت قليلا  لترى ماذا وصل بها  الحال فلقد كانت تأمل فى هذه العملية ( الثورة ) انها سوف تجعل صحتها وعافيتها اقوى من السابق , حيث كانت بلد يحكمها العواجيز وجعلوها تعجز عنوة وهى الفتاة الشابة الجميلة , ولكنها كانت تنتظر شبابها حتى يعود الى احضانها مرة اخرى , كانت تنتظره وما ان جاءت الفرصة ليعود اليها فتحت له احضانها فهى المشتاقة ونحن العشاقين لها    ولان مصر مريضة فلابد لها من عناية , فالتف ابناءها  حولها قليلا ولكن تفرقوا من حولها سريعا , حيث ذهب من يحمل كاب فوق رأسه ليدير شئونها ولكن مع كل قرار يتخذه يضغط على مكان جرح مصر فيؤلمها فتبكى فيسقط منها شهداء , وذهب من هو صاحب الذقن الى اللهث وراء المناصب التى  انحرم منها كثيرا , فتفاجأ بأنه  تتفتح له الابواب التى لم يكن يحلم ان يمر بجوراها فاخذته شهوة السلطة بعيدا عن عناية المريضة مصر , فلم يبقى بجانبها الا من يحبها عن صدق والتى تستند على كتفه وتمسك بيده كلما اشتد عليها الوجع هو شبابها الطاهر الذى لا يستطيع ان يراها تتألم فيخرج ليصرخ فى الشارع مصر تتألم ولكن لا ينصت له احد فالكل مشغول بنصيبه من تركة مصر , بل ويقوم اصحاب الكاب بتعرية جزء من جسد مصر فى الشارع لتظهر عورتها للجميع , ولكن رغم مرضها وعجزها تستند على اكتاف  شبابها لتقوم هى ايضا وتصرخ وتخرج كلمة (آآآآآآآآآآآآآه) عالية , تخرج مجروحة حتى يعلم ابناءها انها تتالم بشدة من قوة الالم وهم من اعطوها ظهورهم , فالاصعب هو الم قلبها من ابناءها , فهى تمد اليهم يدها ليساعدوها ان تقف مرة اخرى على اقدامها ,  تقف لتحمى كرامتها التى هى من كرامتهم , ولكن للاسف لايوجد مجيب , الكل مشغول عنها , فتحاول ان تقف بدون مساعدة ولكن تقع على الارض مكسورة الكرامة ومكسورة الارادة فى ان تقف مرة اخرى , فينجرح قلبها بمشاعر قسوة ابناءها  ورغم كل ذلك لا تفقد الامل لان مصر فى الاصل مؤمنة , فهى بلد الازهر, مؤمنة ان الله لم يذكرها فى القراءن انها بلد الامن والامان ثم ينساها فهو لا ينسى احد من عباده , تحاول مصر مرة بعد مرة ولا تفقد الامل فكم من ازمات مرت عليها وهى ثابتة رغم عقوق ابناءها لها المستمر , رغم كل المحاولات لجعلها تخضع وان تضع رأسها فى الرمال ولكنها تأبى وهى العزيزة على نفسها والهينة عند اهلها , فهى تحاول دائما ان لا تكون غير مصر , فهى لا تستطيع غير ان تكون مصر القوية فمن يجرح كرامتها او ينال من كبريائها فلقد كتب نهايته بيده والتاريخ خير شاهد على ذلك , ارجو تذوق الكلمة التالية جيدا واقراها بقلبك وليس بعينك , مصر مريضة , فهل قمت بالعناية بها او حتى قمت بزيارتها فى مرضها بان تنتفض من سلبيتك وتعمل من اجلها  , فهى تستحق منك الكثير فهل فعلت حتى ولو القليل ؟؟؟ , سأترك الاجابة لك وكن صادق مع نفسك وخد موقف تشعر به بالرضا من مصر اولا والرضا على نفسك ثانيا .