كتاب 11

06:02 مساءً EET

العرب عربان وجلببان

لم يعد العرب ..عرب عاربة وأخرى مستعربة وتقسموا إلى نحل وقصص محزنة ولاتعرف حاكمهم من فقيههم وداعيتهم  .. وأصبح قاضي العراق والشام من طهران..   وبقية الممالك لها أكثر من ألف قاض وشيخ ومن كثرتهم خيل وتخيلنا أننا  نعيش زمن سجاح ومسيلمة الكذاب  ….
* لن أطرق باب الساسة وأهل السياسة فكل قوم يعرفون غطاء بئرهم وكبيرهم والمؤتمن على تسيير دولتهم وشؤونهم وهم بذلك أدرى
واعلم وبالمجمل وبمقتضيات  فوضوية وجاهلية  داعش والقاعدة فحكامنا هم للقيادة أنفع وأصلح ولﻹتزان والعقلانية ودروب الخير
والجوانب اﻹنسانية أقرب  ونارهم ولا قطوف وأنهار جنة البغدادي  وخرافات الفقيه والحوثي ومن يطبعون صكوك الجنة بلا حساب   .. وفوق ذلك وقبله وبعده فنحن نعيش زمن أغبر غابت فيه القدوة واندثرت فيه الوسطية الدينية المقبولة والمؤثرة .. وغالبية الدعاة يعيشون في جلبابين ليس لهما أكمام.. جلباب فيه رائحة الدم وقصة قميص يوسف وذئبه وجلباب يستغل فيه إجتهاد ابن تيمية وجعفر الصادق في غير محله ويريد مفتوه العودة ألى زمن هولاكو والحجاج بن يوسف الثقفي .. وبين الجلبابين ومن  تحت عباءتهما المتصارعتين خرجت الينا جحافل المتشددين والمجددين الصوتيين والمجلجليين  ومن جعلوا لغة المنابر الحريق الحريق .. ومن ميسم هذا الصوت الثائر لاصوت لغير الناعقين من الطائفتين السنية والشيعية ومن هذا  الباب دخل التطرف وعاث وفجر  . وجاء بالأغراب  كمنقذين وقسمونا شيعا بين الضاحية وصعدة وسترة والغوطة والكوفة …   وجعلونا ننطق وننطلق بلسان عربي وولاء غربي وروسي وأعجمي  …    واصبح صوت تلفاز طهران يعد نشراته من فوق منابر استديوهات بيروت وصنعاء .. واصبحت  الضاحية وعمران هما العاصمتين
* بقي سؤال ويطرحه عقلاء العرب  على استحياء  .. متى سيعود مشائخ ودعاة الوسطية إلى الساحة الثورية المحتلة .. والجواب الصادق والصادم وفي المنظور القريب هو غير موجود والأسباب كثيرة ومتعددة …..
و أهمها هو تقديس  الداعية (النجم) والمهيج  وإشعاره أنه قادم الينا من زمن الصحابة والتابعين وأننا بدونه جهلة ولانعرف كفارة اليمين … ومن المعيب ان نستقي أو نجتهد في شؤون ديننا ومقتضيات حياتنا دون وسيط وشيخ وشاشة .. وألا نؤمن أو نصدق أن أركان الإسلام الخمسة وثوابته ظاهرة وجلية  إلا  في حضرة وحضور فقيه وداعية .. وفوق ذلك حضرت ألى أعماق وعينا وزادتنا بلة تلك القنوات المجيشة وغير المنضبطة .. وراحت تلعب بنا وتدحرجرنا فوق جمر نار المناطقية والمذهبية والأجندة الخارجية … وتكاد تجرنا إلى  اﻹيمان المطلق بقدسيتها وان حضور القدوة التي تدعو إلى الحكمة والصوت الهاديء هو خرافة ومن بقايا زمن العنقاء والخل الوفي وأن الغلبة دوما لمن يتقمص دور القذافي واحمد سعيد في زمن النكبة والكذبة

* لقد حان الوقت وجاءت الساعة ليتحد العرب ويؤمنون أن الصوت  الهادر والهائج هو من فرق ولم يجمع .. وليعلموا أن خرق سفينتهم  سيطال الجميع  ولن ينجو منه أتباع القرضاوي أو السيستاني .. وأن كل قادم من وراء البحار يريد لنا الخراب وأن نذبح بعضنا كالخراف  …
* لقد وعى العرب الدرس وان الأمل معقود بالألفة والعزم ..وأن عاصفة الحزم قالت أن هبة الملك سلمان ووحدة المصير ليست لعب عيال وعبث أطفال   وحان الوقت لنصحوا ونستيقظ وأن  يبقى كل في حدود صنعته وكاره وما كتبه الله له .. الداعية ينشغل ويشتغل بكتبه ومسجده والحاكم يتفرغ لديوانه
ورعيته .. وأن نطرد  من قاموس ثقافتنا البالية مفردات عفى عليها
زمن الغفلة .. هذا صوت اخواني وذاك صوت ليبرالي   وهذا مثقف تغريبي وذاك عربي بثوب أعجمي ويهودي  .. ولنحرق ورق الشك ونتحاور ونتجاور كاﻷخوة .. ونعيد نشيدا كدنا ننساه .. بلاد العرب اوطاني

التعليقات