كتاب 11

02:29 مساءً EET

لنا ديننا الحنيف ولكم دينكم العنيف

لا اعتقد انه بقي شيء واحد نلوم عليه الغرب بعد ان بدأ ارهابنا يدخل قدس اقداسنا في مكة المكرمة، وبعد ان اصبح المصحف الشريف قنبلة، واعتقد ان علاقة جبهة التدمير المتمثلة في القاعدة والجماعات التي تنتسب لديننا الحنيف زورا وجبهات التبرير المتمثلة في كثير من الكتاب من منمقي الحديث ونميسه، لا بد لعرى هذه العلاقة ان تنفصم. وتحدثت سالفا عن علاقة جبهة التدمير وجبهة التبرير في مقال سابق على صفحات هذه الجريدة فيما اسميته بالعنف الثقافي الذي يملأ اعلاماتنا العربية، عنف في القول يبرر القتل ووقح الافعال. آن الاوان ان يعلن المسلم العادي، لا المسلم المدعي، المسلم الطيب لا المسلم المتظاهر بالتدين، آن لنا ان نقول كما قالت لافتة في مظاهرات المغرب بعد تفجيرات الدار البيضاء، اننا نحن المسلمين البسطاء لنا ديننا الحنيف، اما دينكم العنيف فلا علاقة له بنا، لا ندافع عنه ولا نقف معكم في صف واحد مهما كانت وسائل ابتزازكم لنا بدعوى ان الدين في خطر من حملات صليبية وصهيونية وغير ذلك، ان الخطر علينا يأتي منكم وحدكم، اذ لم يحدث في التاريخ ان احتقر صهيوني او غير مسلم الكتاب الكريم لدرجة حشوه بالمتفجرات.

علينا ان نقف دفاعا عن ديننا الحنيف ضد «دين» هؤلاء العنيف.

بالطبع سيدفع كل منا ضريبة الارهاب الفكري لثلة من رجال العنف سيدعون لانفسهم وحدهم حق الكلام عن الاسلام، ويتهموننا بالجهل احيانا وبعدم الاهلية في الحديث في الدين. نحن لا نتحدث في اصول الفقه عندما تفخخ المصاحف، وان احالتنا الى القضايا الخلافية التي سارت ايام المعتزلة لا علاقة له بارهاب اليوم والقتل وتفخيخ المصاحف.

لا علاقة لخلافات في السنن والنوافل في قضايا الجريمة والقتل، ولنقف جميعا ضد هذه الالاعيب والمراهقة السياسية، اذ يتصرف هؤلاء كما المراهقين سواء كانوا اعضاء في جبهة التدمير او جبهة التبرير او حتى ما يدعى ظلما بأنه جبهة التحرير.

بقي ان يتحدث المسلم عن دينه الحنيف وفهمه لعلاقته بربه كشهادة شخصية دونما الادعاء بأننا جميعا نفهم الدين بنفس الطريقة، وابدأ بفهمي الشخصي، حيث أرى ان العلاقة بين العبد وبين الرب هي علاقة حرية كاملة في الاعتقاد، من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر، ورغم ان نعمة الاسلام هي انه لم يجعل واسطة بين العبد والرب، الا ان كثيرين يحاولون كثلكة الاسلام، اي جعله كاثوليكيا، من خلال اكليروس او من خلال «رجال الدين» الذين اصبحوا تقليدا للكنيسة.

رجال الدين او علماء الدين يجب الا يختلفوا عن اي جماعة من العلماء تحكمهم تقاليد البحث العلمي المحكم، فاذا قلنا علماء الفيزياء او علماء الكيمياء فنحن نتحدث عن جماعة علمية لها ابحاث منشورة تحكمها معايير علمية عالمية، لذا يكون طبيعيا ان تحكم الابحاث الفقهية بنفس المعايير العالمية، اذ لا يستقيم للعقل ان ندعي صلاحية الاسلام لكل زمان ومكان، ولا نقبل ان يكون لمسلم في الصين او في ماليزيا او في امريكا اللاتينية رأيه في مدى صلاحية فتوى قادمة من امبابة او اسيوط او قندهار او بريدة، لا بد للفتوى ان تقيم علميا من اهل الاختصاص، اما حالة الفوضى الحالية التي يحاول البعض استغلالها للوصول الى السلطة عن طريق الدين، فهي حالة خطرة على الاسلام الحنيف ليسوقه اهل العنف على انه هو وجه الاسلام، وهذا ما هو حادث الآن.

ان الاسلام الحنيف يرفض قتل الاطفال في الجزائر، حيث يصل القتل هناك الى معدلات هائلة وصلت الى نصف المليون، يرفض ان يروع الآمنين في اي مكان.

الاسلام الحنيف يرفض وصاية الوجوه القبيحة عليه، الاسلام الحنيف هو دين السلام والرحمة، ديننا الحنيف لا علاقة له بدينكم العنيف.

انه لعار على كل مسلم ان تمتهن حرمات المقدسات في مكة ثم نبرر ذلك بالغضب من سوء الاحوال الاقتصادية او الغضب من نظام الحكم. لا يوجد اي مبرر في نظري كمسلم بسيط غير مدع، لا يوجد عندي اي مبرر للقتل، لذا جاء مقالي هذا سياسيا لا تحليليا، فقط لأردد مع البسطاء «لنا ديننا الحنيف ولكم دينكم العنيف».

التعليقات