كتاب 11
تطبيق الرؤية!
لا يزال الحديث الأهم بالنسبة للسعوديين اليوم هو خطة التحول الوطني ورؤية 2030. ومع كثرة البحث فيها والتحدث عنها يزداد الفضول وبالتالي الطموح لتطوير المفهوم من طرح نظري مهم ومختلف إلى واقع عملي فعال وناجح.
التمهيد الإعلامي منذ الإعلان عن الخطوط العريضة لهذا المشروع الوطني الطموح، والناس تترقب معرفة التفاصيل الدقيقة. فالمفروض أن تتطرق تفاصيل تطبيق برنامج التحول الوطني لأجل إنجاز رؤية 2030 ووضع آليات تطبيق البرنامج على مستوى الإدارات الحكومية والتشريعات التي من المفروض أن تصاحب ذلك التوجه المنتظر.
هناك قناعات متزايدة ومترسخة أن رؤية 2030 هي مرحلة جديدة ومفصلية في تاريخ الاقتصاد السعودي ومستقبله والانتقال به من اقتصاد السلعة الواحدة إلى اقتصاد ديناميكي ومتحرك ينعكس على حال البلاد والمواطن بجعل فرص الإنتاجية والاستثمار والتوظيف أكثر تنافسية. لعل الكلمة الأبرز والأكثر دلالة في وصف هذا البرنامج المهم هي كلمة «تحول»، فالمعنى واضح جدًا هنا والمقصود التركيز عليه، وعليه يصبح المقصود هو أن طريقة إدارة الاقتصاد وأهدافه التي كانت عليها قديمًا «ستتحول» إلى شيء آخر تمامًا لا علاقة بما كان. والأهم هنا المعنى الآخر وهو أن التحول مطلوب أن يكون أيضًا في العقلية التي ستتعامل وتنفذ هذه الأهداف الاستراتيجية.
خطة التحول الوطني من المنطقي أن تتعرض إلى الأدوات والآليات والتشريعات التي ستمكن من تطبيق هذا المشروع الطموح وتتبعها بأسلوب إداري مغاير فيه أدوات الحوكمة المعتمدة على آليات دقيقة تتحكم في الشفافية والحوكمة والمساءلة والمراقبة والمحاسبة، وهي كلها مسائل إدارية معروفة بتطبيقها الكامل والسوي والعادل والحقيقي يجعل التفريق والتمييز بين الجدية والكلام عنها فقط.
خطة التحول الوطني هي خريطة طريق اقتصادي بامتياز تم دراستها بعمق وجدية، وكل الأمل أن يكتب لها أن تتحول لمشروع وطني يبدأ من تعليم الصغار في مدارسهم ويتعاطى معها كل فرد في المجتمع وإحساسهم بأنهم جميعا شركاء في تحقيق النجاح وتوزيع المسؤولية على المجتمع بأسره بحيث لا يبقى طرحًا محصورًا في الدوائر الإعلامية والمجموعات النخبوية فقط.
التحدي الأول كان تقديم رؤية «مختلفة» و«جريئة» و«طموحة» يتم في تحدي الكثير من المعطيات والمسلمات، رؤية فيها جدية وقدرة على تحريك المياه الراكدة والعقليات المتحجرة. والآن يأتي التحدي الآخر الذي لا يقل أهمية وهو تطبيق عملي نافذ فعال وجاد لكل ما تم طرحه ونجاحه يهم الكل، وبالتالي يجب أن يكون مسؤولية الكل.
خطة التحول الوطني المنهاج التطبيقي لرؤية 2030. هي حلم طال انتظاره وآن أوانه وتبقى أهمية تطبيقه بدقة وفعالية مطلب الكل.