شكرًا أحمد محمد علي

في بيان مختصر وموجز ومليء بالأدب الجم يعكس شخصية الرجل تماما، أعلن الدكتور أحمد محمد علي رئيس مجموعة البنك الإسلامي للتنمية ترجله عن رئاسة البنك الإسلامي للتنمية، وشكره للدعم الذي تلقاه من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وترحيبه للمرشح لخلافته مرشح السعودية الدكتور بندر حجار.
هكذا وبكل بساطة أنهى الدكتور أحمد محمد علي مسيرته المهنية الثرية جدا، بعد عقود هائلة من العطاء المميز والنجاح الاستثنائي.
يترك الرجل منصبه بعد أن أوصل البنك الإسلامي للتنمية إلى مكانة مميزة. له بصمة لافتة في معظم أنحاء العالم، فهذه المؤسسة المالية الكبرى التي كانت محدودة الأدوار، وقليلة التأثير، تحولت مع إدارة الدكتور أحمد محمد علي إلى منظمة لها تأثيرها وحضورها المؤثر، سواء أكان النوعي من ناحية المشاريع المميزة، أو الانتشار الجغرافي لمناطق كانت تقليديا مهملة وغير معني بها أبدا.
البنك الإسلامي للتنمية هو في النهاية مؤسسة مكونة من 57 دولة في العالم الإسلامي وهو عرضة للتقلبات والتجاذبات السياسية التي تؤثر على أحداث المنطقة. مع كل الأجواء المضطربة والأحداث المتوترة تمكن الدكتور أحمد محمد علي من قيادة البنك بمهارة وحكمة واقتدار، والأهم بصمت، بعيدًا عن الضوضاء والأضواء، داعيًا لأن تكون النتائج سيدة الموقف.
والرجل لكل من يعرفه معروف عنه الدقة في العمل وقلة الكلام وتحمله المسوؤلية، وأسلوبه الإداري المميز، معروف بأخلاقه الرفيعة وسعة الصدر، وقدرته على العمل لساعات طويلة ومتواصلة، واستيعابه لمختلف وجهات النظر، وكانت كل هذه الصفات في مسيرته العملية الناجحة بمختلف محطاتها، سواء إبان ترؤسه لجامعة الملك عبد العزيز أو ترؤسه لفترة طويلة ومميزه لإحدى أهم المؤسسات المالية في العالم (البنك الإسلامي للتنمية).
هو يترك المنصب وخلفه إرث كبير من الإنجازات والنتائج التاريخية والمميزة، تعكس مسيرة نجاح شخصية ومهنية غير عادية، فالبنك الإسلامي للتنمية تحول إلى أداة تنمية مؤثرة وفعالة، وجعل فرص الشراكة مع الحكومات والقطاع الخاص متاحة وممكنة، بعد سنوات من الخمول والجمود.
مسيرة الدكتور أحمد محمد علي هي مسيرة عصامي وقصة كفاح ومجاهدة وتميز وحضور مؤثر في كل محفل، تمكن من حصاد تقدير عالمي واحترام عريض وتقدير بالإجماع من كل من عرفه.
عرف نهجه الإداري بأنه توافقي وعقلاني من دون ضجة ولا إثارة، وعليه كانت دوما بصمته المميزة الإنجاز دون مشاكل ولا عداءات.
يترك الدكتور أحمد محمد علي منصبه بعد مسيرة حافلة وناجحة نال على أثرها احترام وتقدير وشكر كل من عمل معه وعرفه.
ويأتي ليخلفه رجل ناجح ومميز ومحترم، هو وزير الحج السابق وعضو مجلس الشورى السعودي الأسبق الدكتور بندر حجار وهو المرشح الأبرز لخلافة الدكتور أحمد محمد علي، ومرشح السعودية الرسمي الذي يجيء للمنصب المهم بعد مسيرة مهنية مميزة وناجحة هو الآخر وهو اختيار موفق ومطمئن.
كل الشكر والتقدير للدكتور أحمد محمد علي الذي له الحق أن يستريح بعد مسيرة عظيمة من النجاح والعطاء يحق له أن يرفع بها رأسه افتخارا واعتزازا واطمئنانا، وكل الأماني بالتوفيق للدكتور بندر حجار لمواصلة مسيرة إدارة هذا الصرح الأممي المالي الكبير.