أفضل المقالات في الصحف العربية

12:50 مساءً EET

الموقف العالمي من ثورة مصر

لفهم الموقف الدولي تجاه نهاية مشهد الإخوان المسلمين في مصر، أقول اولا بان الاشارة الاولى لنهاية نظام الإخوان في الشرق الوسط بدأت بعمليتين الأولى تغيير النظام الداعم والممول للإخوان في قطر والإشارة الثانية كانت في كسر النموذج الذي يطمح اليه كل اخوان العالم وهو النموذج التركي من خلال مظاهرات ميدان تقسيم وما تلاها من احتجاجات أكدت للجميع ان النموذج الذي يطمح اليه اخوان مصر في تركيا هو نظام فاشل معترض عليه داخل تركيا ومفروض أوروبيا لانه متناقض مع القيم العالمية الحديثة. مهم ان نفهم ان هذه إشارات لبداية السقوط المدوي للإخوان في الشرق الاوسط. هذا لا يعني إطلاقا ان ما يحدث في مصر له محركات خارجية فما حسم سقوط النموذج بالمقام الأول كان احتجاجات المصريين طوال عام كامل حكم فيه الإخوان وأساؤوا  ادارة شؤون البلاد. وصلت قمة هذه الاحتجاجات عندما خرجت مصر كلها يوم 30 يونيو للتأكيد على سقوط الإخوان وبدا واضحا للعالم كله ان حركة الإخوان المسلمين التي ولدت في مصر عام  1928 يبدو أنها ستدفن في مصر عام 2013. 

الموقف الدولي، والأمريكي تحديدا، من جماعة الإخوان بدأت تظهر ملامحه من خلال المؤتمر الصحفي للرئيس باراك اوباما أثناء زيارته الأفريقية والتي قال فيها ان امريكا لن تدعم حزبا أو رئيسا، وهذا يعني رفع الغطاء عن حزب الإخوان وعن الرئيس مرسي. ثانيا قال بأن امريكا تدعم عملية سياسية  يحكمها توافق وطني في اطار الشرعية والقانون. وهذا يعني ان امريكا تطالب بدستور توافقي جديد وقوانين جديدة تليق بمصر ما بعد الثورة وانتخابات نزيهة تحت إشراف دولي. التوافق الوطني يعني ان امريكا أخيرا اعترفت بانه لا توافق في مصر وان هذا الشقاق إذا ترك لحال سبيله سيكون استقرار مصر وأمنها القومي مهددين وهذا ما كان واضحا في بيان الجيش. 
الموقف الأوروبي الذي بدأ برفض بريطانيا استقبال مرسي في زيارته المجدولة، يعني ان بريطانيا قرأت تصريحات اوباما القراءة الصحيحة وهي ان امريكا تخلت عن نظام الإخوان في مصر. أما الموقف الإقليمي فيجب قراءته من الموقف السعودي المعروف عنه المحافظة والحذر الشديد في العلاقات الدولية. عندما يعطي السعوديون طهرهم لنظام الإخوان في مصر فمعنى ذلك ان كل دول الخليج تتبع .
مهم ان نعرف بان هناك حزمة مالية لدعم الاقتصاد المصري ترتبها دول الخليج مع البنك والصندوق الدوليين مضافا إليها امريكا وأوروبا من اجل خطة إنقاذ للاقتصاد المصري على غرار خطة  مارشال لإعمار أوربا بعد الحرب العالمية الثانية. جزء من هذه الحزمة طرح إمام الإخوان منذ فترة لو قبلوا بشراكة حقيقية في الحكم مع المعارضة، ولكن غرور القوة أعمى مرسي ورفض الصفقة وعندما عاد وطلبها مؤخراً قيل له بأن العرض لم يعد على الطاولة.
كان نظام الإخوان ساقطا داخليا، وكان فقط معلقا بخيوط دولية متمثلة في الموقف الأمريكي والأوروبي، وبعد تغير الموقفين يتأكد ان الإخوان قد سقطوا خارجيا أيضاً .

التعليقات