عرب وعالم

06:24 مساءً EET

دونالد ترامب ظاهرة مرعبة تهدد الحزب الجمهوري

كتب مايكل بارون، المحلل السياسي الرفيع المستوى في مجلة واشنطن إكزامينر، والزميل المقيم في معهد إنتربرايز الأمريكي أن ترشيح دونالد ترامب أضرّ بالحزب الجمهوري بقدر ما أضرت لائحة كريغليست بالإعلانات المبوبة في الصحف، وشركة أوبر بكارتيلات سيارات الأجرة.

الواضح أن ترامب سيكسب أصوات ١٢٣٧ مندوباً، وهو العدد اللازم ليفوز بترشيح حزبه للرئاسة. ولكن الحزب الجمهوري سيصاب بأضرار كبيرة سواء تم اختياره( تشير استطلاعات الرأي إلى تراجعه بفارق كبير عن هيلاري كلينتون)، أو إن لم يفز بالترشيح( حيث يتوقع أن تحصل أعمال عنف، ولا يُستبعد أن يترشح بشكل مستقل).

خسارة مستدامة
وفي رأي بارون، تبدو استعادة أحداث تاريخية ضرورية لإستخلاص العبرة وإلقاء الضوء على الضرر الكبير والدائم الذي سيلحق بالحزب الجمهوري إذا رشح ترامب.

ولكل من الحزبين السياسيين الأمريكيين سمات مختلفة، وهما الأقدم في العالم بعد حزب المحافظين في بريطانيا. وغالباً ما يصورهما رسامو الكاريكاتير على شكل حيوانين مختلفين. فقد تأسس الحزب الديموقراطي عام ١٨٣٢ بهدف إعادة انتخاب الرئيس آندرو جاكسون، ولطالما شكل تحالفاً من مجموعات متفرقة، بيض من ولايات جنوبية، ومهاجرين قدموا إلى أمريكا في القرن التاسع عشر، وليبراليين. وانضم إليهم اليوم أعضاء في الكنيسة الخاصة بالسود.

أما الحزب الجمهوري فقد تأسس في عام ١٨٥٤ من أجل وقف انتشار العبودية، ولطالما حظي بدعم أمريكيين عاديين، كالبروتستانت الشماليين في القرن التاسع عشر، والرجال البيض المتزوجين.

انقسامات
ويشير بارون إلى أنه نتيجة لكل ما سبق، كان الديموقراطيون عرضة لانقسامات كبيرة. ومن أجل الحصول على نسبة كبيرة من أصوات مجموعات كبيرة ومتفرقة من الناخبين، احتاج الحزب الديموقراطي بين ١٨٣٦ و ١٩٣٢ إلى مرشحين يحظون بأصوات ثلثي النواب في اللقاءات الوطنية.

في المقابل، نادراً ما شهد الجمهوريون انقسامات كبيرة بشأن قضايا رئيسية، واقتصرت النقاشات على التكتيكات والتوقيت. ولكن بين فترة وأخرى، يحصل انقسام كبير في الرأي، كما جرى في سبعينيات القرن التاسع عشر، عندما أراد جمهوريون راديكاليون متابعة عملية “إعادة البناء” من أجل دعم حقوق السود في الجنوب، وخسروا الانتخابات. وخلال القرن العشرين، اختلف الجمهوريون عن الديموقراطيين في مقاربتهم لسياسات تقدمية، وطبقوا سياسات مختلفة في ولايات عدة.

تدخل اقتصادي
ويلفت الكاتب إلى نجاح الجمهوريين في التأقلم مع الأحداث والآراء، وتحول حزبهم من داعم للتدخل الاقتصادي في القرن التاسع عشر، إلى معارض لهذا النهج في القرن العشرين. وفيما كان الحزب أكثر حذراً حيال التدخل العسكري في النصف الأول للقرن العشرين، ما بين ١٩١٧ و ١٩٦٧، أصبح أقل حذراً في النصف التالي. ورأى زعماء الجمهوريين أنهم يجسدون مثلاً أمريكية، ونجحوا في اتخاذ مواقف سياسية موحدة ومستدامة.

خلفية ديموقراطية
ومن اللافت، كما يقول بارون، أن ترامب الذي يشكل خطراً على وحدة الجمهوريين، كان يتبع سياسات ديموقراطية لا جمهورية. فقد تشابكت مصالح والده مع الآلة الديموقراطية في بروكلين. ومعروف أن أسرته ساهمت في انتخاب عمدة ديموقراطي في عام 1973، وحاكم ديموقراطي في عام 1974 .

ويشكل تقدم ترامب ليتبوأ المرتبة الأولى في استطلاعات الرأي للجمهوريين في الحملة الرئاسية الحالية، وليكسب المرتبة الأولى( دون غالبية مطلقة) في انتخابات تمهيدية في ١٧ ولاية، وفي اجتماعين حزبيين، نتيجة لتكتيكات امتنع مرشحون آخرون عن اتباعها.

سخرية ورفض
ويقول بارون إن وصف ترامب لمهاجرين مكسيكيين بأنهم قتلة، وسخريته من صحافي معاق، ورفضه إطلاق لقب أبطال على أسرى الحرب من الأمريكيين، والتهديد بفضح زوجة أحد المرشحين، كلها أشياء مكنت هذا الشخص الذي نال شهرة طوال ١٤ عاماً من تقديمه برامج” تلفزيون الواقع”، لأن ينال تغطية في وسائل الإعلام بلغت ضعف ما حصل عليه جميع المرشحين المنافسين له.

التعليقات