كتاب 11
حسن نصر الله ومرقص وكوهين!
عندما أصدر رجل الدين الإيراني المتطرف والمثير للجدل فتواه الشهيرة بإحلال دم الكاتب والروائي الهندي سلمان رشدي بعد كتابه «آيات شيطانية» جعلت منه نجمًا أسطوريًا وزادت من مبيعات كتبه بشكل هستيري وتسببت في أن تكون له حراسة على مدار الساعة أشبه بزعماء السياسة والمال، حتى تحولت المسألة مع الوقت إلى نكتة تقول إن الخميني نفسه لا بد أن يكون هو وكيل أعمال سلمان رشدي وناشرا لكتبه، لأن حجم الاستفادة المهولة التي حصل عليها سلمان رشدي نتاج فتوى الخميني بقتله كان خارقًا للعادة.
اليوم ها هو حسن نصر الله زعيم «حزب الله» الإرهابي يكرر ما قام به معلمه الخميني؛ يقوم بإرسال «ثلة» من صبيانه ويقتحمون مكتب صحيفة «الشرق الأوسط» في العاصمة اللبنانية بيروت، وعاثوا في مقتنيات المكتب تدميرًا وإفسادًا وأرعبوا كل العاملين فيه بشكل وحشي وهمجي، كان الغاية منهم إثارة الرعب والخوف والأذى في قلوب الموظفين. ولكن ما تسبب في عمله حسن نصر الله و«زعرانه» أنه تمكن من رفع توزيع النسخة الورقية من الصحيفة بالإضافة إلى جلب الآلاف من الزوار إلى موقع الصحيفة الإلكتروني، بمعنى صريح وواضح أنه قدم خدمة جليلة للصحيفة.
هذا المشهد البائس هو آخر مشاهد الهلوسة السياسية التي أصبحت طابعًا لصيقًا بزعيم تنظيم «حزب الله» الإرهابي منذ أن بدأ يروج لأكذوبة المقاومة في سوريا.. سقطت الأقنعة وأوراق التوت وفضح حسن نصر الله حتى تحول لأيقونة للكذب والتحايل.
المشهد يتكرر، وباستمرار وتحول معه تنظيم «حزب الله» الإرهابي وزعيمه إلى ما هو أقرب منه لعصابات المافيا الصقلية حينما يقوم بابتزاز الساسة ورجال المال نظير «حمايتهم» من الضرر بالإكراه، حتى تمكنوا فعليًا من خطف لبنان بأسره واقتياده إلى دهاليز المجهول. في المعجم السياسي المعاصر لا توجد كلمة تم ابتذالها واسترخاصها مثل كلمة «المقاومة».. لقيت هذه الكلمة ولا تزال المجد والاحترام والتقدير من كل فلسطيني شريف وحر يدافع عن أرضه وعرضه أمام الإسرائيلي المحتل، ونفس هذه الكلمة نجسها وأهانها كل منتمٍ لتنظيم «حزب الله» الإرهابي.
من يتابع خطب الزعيم الإرهابي حسن نصر الله من على شاشات البلازما العملاقة نقلاً من مخبئه في أحد الجيوب ببيروت، ويرى مشاهد الناس الذين على رؤوسهم الطير من متابعيه ومريديه المغيبين تمامًا يدرك حجم كارثة الإرهابي والقطيع، وكيف من الممكن لمجرم أن يقود قطيعًا بأكمله إلى التهلكة، وقد فعلها الكثيرون من قبله، وليس ستالين وهتلر وموسوليني وهولاكو بأسماء غريبة عن التاريخ، وهم جميعًا صور أخرى لطغاة مجرمين غيبوا عقول قطيعهم لينفذوا ما يحلو لهم.
حتى القرار الذي أمر به زعيم تنظيم «حزب الله» الإرهابي صبيانه بالاعتداء على صحيفة «الشرق الأوسط» لإلحاق الأذى والضرر أتى بنتائج عكسية تمامًا، ولا أجد أفضل من تعليق أحد اللبنانيين عندما سئل عن رأيه في إقدام حسن نصر الله على فعله هذا بحق جريدة «الشرق الأوسط» فما كان منه سوى الابتسام والقول: «شو موفق هالصبي»!
حتى الآن لا يجد حسن نصر الله وسيلة لتبرير موقفه الداعم لبقاء بشار الأسد في السلطة في سوريا والمتوافق مع رؤية فلاديمير بوتين وبنيامين نتنياهو.