مصر الكبرى

01:40 مساءً EET

عمرو انور يكتب : المتاهه

 تكاد حالة الأنقسام و الأنشقاق التي جسدتها أختيارات اللجنة الدستورية لوضع الدستور أن تبين المدى الذي وصلت إليه الحالة السياسية المصرية الراهنة في ظل تصارع عدة قوى ..

منها ما كان إلى أمد قريب في حالة توحد و إتحاد و منها ما آخذ الصراع بينهم أطر و أساليب جديدة و لعل الأخوان في تحركاتهم الحالية و مع أعتقادهم أن موازين القوى قد دانت لهم و أن تصدرهم للمشهد السياسي و إدراته حسب ما يترائى لهم سار هو وضع أبدي لا سبيل لأي من القوى على الساحة السياسية لتغييره أو مواجهته و العمل على تدعيم هذه المكاسب بالمزيد من فرض الهيمنة و ممارسة الأقصاء ما ساهم في التمهيد لحالة التراشق الأعلامي مع العسكر بسلسلة البيانات النارية المتبادلة و تهديد كل طرف منهما للأخر و الحقيقة أن الأخوان نسوا أو تناسوا في ظل طغيان الغطرسة و الأستعلاء في خطابهم السياسي مؤخرا أن هناك قوة أكبر هي التي مهدت لهم السبيل و أهدت إل…يهم صدارة المشهد السياسي و أن هذه القوى قد أدرك القائمون عليها أن الثعبان الذي تكفلوا برعايته و أسبغوا حمايتهم عليه ليلتهم كل القوى المناوئه لهم أو التي من الممكن أن تشكل خطرا عليهم قد كبر و توحش و يوشك أن يمضي في مسلسل زهوه بقوته ليقضى عليهم فبادر العسكر بأعطاء الضوء الأخضر للقوى التي حالفت الأخوان طمعا في رضاء العسكر أو القوى التي كانت و لازالت تختلف مع أيدولوجية الأخوان إلى فتح سبل جديدة للصراع مع قوة الأخوان المزهوة بنصر برلماني زائف و غير مضمون الأحتفاظ به فكانت الأنشقاقات و الأنسحابات المتوالية و المتتالية من عضوية اللجنة التأسيسية لوضع الدستور من أجل إحراج و أجهاد الأخوان و المساهمة في المزيد من وضع الضغوط عليهم و كان التهديد بحل البرلمان أستنادا لحكم المحكمة الأدراية العليا ببطلان الأنتخابات البرلمانية على الشق الفردى و أنتظارا لما تقضي به المحكمة الدستورية العليا أحد سبل العسكر في تحجيم قوة الأخوان المستعرضة بتبجح مؤخرا على المستوى الرسمي و في المقابل كان تهديد الأخوان و تلويحهم بالنزول مجددا إلى الشارع و العودة إلى الميدان و تسويق أنفسهم على كونهم قوة ثورية ديمقراطية مختارة تتعرض لأنقلاب عسكري على الديمقراطية و الدولة المدنية و حقيقة لا أدري بأي شارع يهدد الأخوان و لأي ميدان قد يعودون .. للشارع الذي شهد المصريون و هم مسحولين مقتولين مستباحي الأعراض و كان الأخوان وقتها متفرحين غير مباليين نظرا لأن مصلحتهم كانت ترتبط برضاء العسكر و مدى تواطئهم معهم أم سيعودوا للميدان رمز الثورة التي كان الأخوان أول من غدر بها و شق صف جمعها و تولى التشهير بثوارها و هكذا تمضي المتاهه الحالية التي أوصلنا لها تأمر العسكر و أنتهازية الأخوان دون دلالات واضحة لأي واقع قد يتشكل في المدى القريب على أرض الواقع نظزا لصعوبة فك التحالف و المضي أكثر في الأشتباك بين العسكر و الأخوان فالبديل لكلاهما مر فلا العسكر يستطيعون بعد ما تلطخت أيديهم بالدماء و نفذ كل رصيد لهم لدى الشرفاء من التبجيل و الأعتزاز أن يدعون حمايتهم للدولة المدنية التي تشكل أيدولوجية الأخوان و تحالفاتهم خطرا عليها و لا الأخوان بعد كل الكم من الخطايا و ممارسة التواطئ و التخاذل بشكل ممنهج أن يدعون أنهم قوة ثورية تتعرض للتنكيل لذا فقادم الأيام قد يشهد مستجدات في فض هذا الأشتباك أو تصعيده و لأن نتائجه ستساهم بشكل كبير في بللورة مستقبل الواقع السياسي لمصر بعد الثورة .. تلك الثورة التي تكتمل بعد.

التعليقات