عرب وعالم

02:36 مساءً EET

العلاقات الكويتية – السعودية خط أحمر

العلاقات الكويتية السعودية خط أحمر.. هذا ما أكدته تطورات الأحداث الأخيرة التى طفت على سطح العلاقات الكويتية السعودية بسبب تصريحات النائب الكويتى عبدالحميد دشتى المقرب بشكل كبير من النظام السورى وتربطه علاقات وطيدة بإيران والتى تهجم فيها وتطاول على المملكة العربية السعودية. الموقف البرلمانى شهد تناغما كبيرا مع الموقف الرسمى الكويتى والذى استشعر خطورة تلك التصريحات على العلاقات الأكثر من أخوية مع المملكة العربية السعودية حيث اتخذ البرلمان قرارا برفع الحصانة عنه تمهيدا لتقديمه للمحاكمة فى قضيتى الحكم الغيابى بالسجن لمدة شهرين فى البحرين، والبلاغ الكاذب بشأن تزوير شيك وتهمة غسل أموال.

ويرى المراقبون ان شخصية النائب دشتى أصبحت هى الشخصية الأكثر جدلا فى الساحة السياسية فى الوقت الراهن بعد تكرار اتهاماته للمملكة العربية السعودية أكثر من مرة بأنها المسئولة عن ترويج الفكر الوهابى بين شباب دول العالم العربى واعتبارها انها السبب الرئيس للإرهاب, مثيرًا بذلك جدلًا كبيرًا فى السعودية.

وفى جولة سريعة فى عدد من ديوانيات الكويت لوحظ أن هناك استياء كبيراً من تلك التصريحات التى وصفوها بأنها غير مسئولة على الاطلاق وتسعى إلى ضرب الوحدة الخليجية من خلال ضرب العلاقة الكويتية السعودية المشهود لها بالقوة والمتانة عبر سنوات طويلة مستشهدين بذلك تلك الوقفة المشرفة للملكة العربية السعودية أثناء محنة الاحتلال العراقى للكويت وفتح السعودية وبيوتها على مصراعيها للكويت وأهلها بالإضافة الى التاريخ المشرف للعلاقات بين البلدين.

وقال سفير خادم الحرمين الشريفين الدكتور عبدالعزيز الفايز إن «تلفظ عبدالحميد دشتى وتطاوله على المملكة فى إحدى قنوات النظام السورى لن يحقق مبتغاه وما تمليه عليه توجهاته الخارجية فى إحداث الشرخ فى العلاقة الأخوية الصادقة بين المملكة ودولة الكويت»، مثمناً موجة الاستنكار التى طالبت بإيقافه ومحاكمته، وموضحاً فى الوقت ذاته أن المحاولات البائسة التى يتصيدها المغرضون بهدف تفرقة الشمل الخليجى بشكل عام أو السعودى الكويتى بشكل خاص ارتدت عليهم من خلال توحد الجميع برفض مثل هذه الأفكار الدخيلة، ومحققة بذلك فشلاً ذريعاً لمثل من يطلق هذه الأصوات النشاز ومن يقف خلفهم.

وقد ضج موقع التواصل الاجتماعى «تويتر» بردود الفعل الغاضبة من تصريحات عبدالحميد دشتى ودشن نشطاء من مختلف الجنسيات العربية وخاصة الخليجية منها على «تويتر» هاشتاج (دشتي – يطالب -بضرب – المملكة) للدفاع عن المملكة والمطالبة بمعاقبة «دشتي». وعبر المغردون الخليجيون عن ثقتهم فى أهل الكويت قائلاً: «واثقين بأن أهلنا الشرفاء الأحرار بالكويت سيؤدبونه ويوقفونه عند حده». ومن جانبهم قال المغردون الكويتيون إن سكتوا عن هذا الأرعن فلا خير فينا، وإن المساس بالمملكة يعتبر مساساً بالكويت، ولن نقبل ذلك.

وفى إطار الرفض البرلمانى لتصريحات دشتى المسيئة رفض قبول اعتذاره المكتوب عن حضور جلستى 15 و 29 مارس بأغلبية 40 عضوا مقابل 5 أعضاء وقد دعا عدد من الاعضاء الى اسقاط عضويته لتغيبه إلا ان اللائحة تؤكد ان اسقاط العضوية يأتى بعد غياب خمس جلسات متواصلة و10 جلسات متفرقة بدون عذر مقبول.

وقد اعتبرت حكومة الشيخ جابر المبارك ان العلاقات الكويتية السعودية خط احمر لا يمكن تجاوزها لا من قريب او من بعيد.. وقال النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الكويتى الشيخ صباح الخالد، إن «العلاقات مع السعودية مستمرة فى متانتها، ولا نقبل المساس بالمملكة من أى كان». من جانبه قال وزير شئون مجلس الوزراء بالكويت الشيخ محمد العبدالله، «نرفض الإساءة للمملكة»، مبيناً أن العلاقات بين البلدين قوية ومتينة، وأن السعوديين والكويتيين أشقاء. وجاء قرار النائب العام الكويتى المستشار ضرار العسعوسى بضبط وإحضار النائب عبدالحميد دشتى بعد رفع الحصانة النيابية عنه فى قضيتى الاساءة للمملكة العربية السعودية والإساءة لقضاة خلية العبدلى كترجمة واضحة للموقف الكويتى تجاه تلك الاتهامات التى روجها النائب الشيعى.

التعليقات