اقتصاد
محمد العريان يكتب: المستثمرون وعربات الملاهي
يجري التعامل بالأصول الخطرة مثل الأسهم، وسندات الشركات، والقروض البنكية على نطاق واسع ومتقلب، في وضع يجعل المستثمرين يشعرون وكأنهم يستقلون قطار الملاهي، في رحلات صعود وهبوط، بما في ذلك السباق الذي جرى أخيرًا في 10 في المائة من سوق الأسهم الأميركية.
ومن المرجح أن تستمر تلك الظاهرة على المدى القصير، وإليك 10 سمات مميزة لتلك البيئة المالية:
1- تعكس التقلبات التجارية الواضحة حالة الشدّ والجذب بين الاقتصاد العالمي المتراجع واستمرار حالة حقن السيولة، من قبل البنوك المركزية وسجلات موازنة الشركات.
2- ساعدت السيولة المتفاوتة في الأسواق على حدوث تلك التقلبات: في حال الصعود ترتفع الأسعار إلى مستويات عالية، بسبب التمويل الاستثنائي الذي تحصل عليه السوق.
يشمل هذا الدعم برامج الحوافز المالية للبنوك المركزية (أهمها البنك المركزي الياباني، البنك المركزي الأوروبي، والبنك المركزي الصيني) وأيضًا تخصيص سيولة نقدية لإعادة شراء الأسهم، وسداد أرباح مرتفعة، وعمليات دمج وعمليات استحواذ مرتفعة. أما في حالة الهبوط، فإن الأسعار تنخفض لما دون المعتاد.
3- من المرجح أن يستمر هذا الحال على المدى القريب، مما يغير من فرص ارتفاع العائدات الشهرية والربع سنوية على غير المعتاد، في الحالات الاستراتيجية التقليدية لحافظات المشاريع طويلة المدى باتجاه المزيد من التقلبات التجارية قصيرة المدى.
4- ولأن أسواق اليوم تخضع لتأثيرات قوية نتيجة للتدخل المباشر وغير المباشر للبنوك المركزية، فإن العلاقة المتبادلة بين فئات الأصول لا يمكن الاعتماد عليها، مما يضعف من تأثير خطورة مسكنات الآلام من خلال تنوع محافظ المشاريع التقليدية. ورغم ضرورتها، فإن هذا التنوع لم يعد كافيًا لضمان إدارة ماهرة لإدارة المخاطر. وعليه، فإن المستويات المتقلبة للنقد لا تعمل فقط على إعطاء حيوية للتحرك التكتيكي فحسب، بل تعمل أيضًا على تقليل المخاطر.
5- ومع مرور الوقت، من المرجح أن يتسع النطاق التجاري ولا يقل، ومع حدوث هذا، فإن احتمالية حدوث خطأ في السياسة أو حادث في السوق سوف تزداد. وحتى في حال غياب هذين الاحتمالين، سوف تزداد هشاشة النطاق نفسه كلما أخذ في الاتساع.
6- من السابق لأوانه الجزم بما إذا كانت عملية تجزئة النطاق التجاري سوف ينتج عنها هروب سواء تصاعدي أو تنازلي. سيعتمد الكثير على الاستجابة لتلك السياسة في الأسواق المهمة في آسيا وأوروبا وأميركا الشمالية.
7- سوف تتطلب الاستجابة الإيجابية للسياسية تحولاً من الاعتماد المتزايد على البنوك المركزية إلى تبني عدد من السياسات التي تنعش النمو، وإلى التعامل مع إجمالي الخلل في الطلب، ومعالجة المديونيات، والعمل في اتجاه استكمال بناء المنظومات الاقتصادية والمالية الدولية والإقليمية (التي تعمل أيضًا على مواجهة تصاعد المواجهات السياسية على جانبي الأطلسي). وفي حال أثبت هذا النهج نجاحًا، فإن عملية تصنيف الأسهم التجارية، سوف ينتج عنها أسعار عالية للأصول بدعم كبير من الأساسيات القوية للاقتصاد.
8- لكن كلما تأخرت تلك العملية التبادلية، وزاد الاستقطاب السياسي، زادت احتمالية هبوط السوق، وبالتالي سوف تنتقل العدوى إلى الأساسيات الاقتصادية، مما يجعل السياسة تبدو أكثر فوضوية.