كتاب 11

01:27 مساءً EET

#كلنا_سعيد_الحمد

أمس وقف الأستاذ سعيد الحمد أمام النيابة العامة ممتثلاً للقضاء البحريني الشامخ للتحقيق معه في شكوى رفعتها صحيفة الوسط ضده على خلفية تغريدات كتبها الأستاذ سعيد ضد الصحيفة، وقبلها وقف آخرون قدمت هذه الصحيفة دعاوى ضدهم، ونحن نحترم القضاء ونمتثل للقانون ولا نعترض عليه، إنما جاءت هذه الشكوى لتعيد للواجهة وللمشهد الإعلامي من جديد مواقف 2011 التي جعلت الصحف البحرينية الأربع في خندق والوسط في خندق مقابل، تسند وتناصر المجموعة التي انقلبت على الدستور، ولا أعتقد أن الصحيفة بشكواها تمنت أن يعاد هذا المشهد من جديد، لكنها هي التي طلبته وهي التي سعت له، وها هو قد تصدر الساحة الإعلامية من جديد. ليكن واضحاً أن رسالتنا ليست للقضاء بل رسالتنا لمن رفع الدعوى، أن من يقف مع سعيد الحمد اليوم فإنه يقف مع «موقف وطني» اتخذه سعيد الحمد في 2011، ومازال هذا الموقف هو المحرك لهذه الدعوى، وهو الدافع لها، وهذا الموقف الذي من أجله اصطف البحرينيون مع وطنهم، ضد مجموعة انقلابية تحالفت مع قوى أجنبية لإسقاط النظام، وإسقاط الدولة، والانقلاب عليها وعلى دستورها، واليوم أعادت الوسط للذاكرة هذا الاصطفاف من جديد من حيث تدري أو من حيث لا تدري بهذه الدعوى التي رفعتها ضد «الموقف» لا ضد الشخص.
الدعوى التي رفعت ذكرت الصف البحريني بقوة موقفه وبصلابته وحقيقته البحرينية الخالصة حين دافع عن عروبة واستقلالية وسيادة البحرين، بموقف لا اسم فيه يعلو على اسم البحرين، لا فلان ولا علان يأتي أولاً بل البحرين فقط، والدعوى ذكرت الصف الذي كاد أن ينسى أن البحرين هي المستهدفة وليس سعيد الحمد، وأن الموقف الذي اتخذه هذا الصف هو المستهدف لا سعيد الحمد ولا طارق العامر، لندرك جيداً أن الدعوى التي أقيمت موجهة ضد «الموقف»، هو الذي يجب أن يحارب، الموقف هو الذي يجب أن يتزعزع، لا فلان ولا فلانة، لكننا كصف وككتيبة دفاع نسينا هذا الواقع، وأصبح الوقوف ومساندة بعضنا البعض رهناً بحساباتنا التافهة الصغيرة، فننتقي من نقف معه ونترك من لا «نحبه» كي يطعن ويهاجم وحده منفرداً، فيتصدد بعضنا عن الدفاع عن بعضه والبعض الآخر يقول لمن يدافعون عن بعضنا «اتركوهم هؤلاء طايحين»، لم نع أننا لسنا المستهدفين بقدر ما كان موقفنا هو المستهدف، كان الهدف هو تفتيت هذا الصف ومحو هذا الموقف.. ونسي البعض منا البحرين واليوم نؤكد أن صفنا لن يترك أحداً منه يدفع ثمن نصرته للبحرين.
الدعوى ليست جديدة وهي واحدة ضمن سلسلة دعوات مستمرة الهدف منها هو إسكات هذا الموقف ومحوه من الذاكرة، وتذكروا كم من جمل «طاح»منا فأمعنا سكاكيننا فيه، هذه الدعوى تأتي ضمن مجموعة تدابير اتخذت وقد تم دفع ثمنها، لتحطيم كل أسماء تلك المرحلة وضربها ببعضها البعض، ومع الأسف استدرج البعض منا ووقفنا نتفرج على تلك المحاولات ونسينا البحرين التي مازالت مستهدفة، وجاءت هذه الدعوى لتذكر هذا الصف أن البحرين أكبر منا ومنهم، ولتذكرنا أن المحاولات ستستمر حتى يضعف هذا الصف، حتى حين تنادي البحرين فإنه سيكون صفاً منهكاً جرح بعضه بعضاً.
نعم نحن اليوم كلنا سعيد الحمد، كلنا البحرين وأمنها وسلامتها، وإن «حجت حجايج» ونادت البحرين ستجدنا كلنا أهلاً وأصحاباً وصفاً واحداً في مقابل من يمسها، سعيد الحمد لم يكتب إلا والبحرين أمام ناظريه وكلنا كذلك، ولم ينتقد ويهاجم إلا كل ما يمس أمن وسمعة البحرين وكلنا كذلك.
لسنا طلاب انقسامات أو حروب، ولسنا نهدف لتفتيت وحدة الصف البحريني، فلسنا من رفع الدعوى ولسنا من حركها ونكأ الجرح، إنما هذا الصف سيقف بالمرصاد لأي مساس بموقفه الوطني، وإن عدتم عدنا، وإن ظن من حاول تفتيت هذا الصف أنه نجح فلينظر إلى مواقفنا التي اجتمعت اليوم على قلب بحريني واحد.

التعليقات