تحقيقات

10:47 صباحًا EET

مصادر دبلوماسية غربية: القرار الروسي قد يكون عقاباً للأسد

منذ أن أعلن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين عن البدء بسحب قواته الأساسية في سوريا، دارت التساؤلات والتحليلات على مغزى القرار وتوقيته وتداعياته على المسار التفاوضي، الذي شهد، أمس الثلاثاء، أول لقاء رسمي بين دي ميستورا وبين وفد المعارضة السورية المنبثقة عن مؤتمر الرياض في شهر ديسمبر الماضي.

وقالت مصادر دبلوماسية غربية في جنيف أمس الثلاثاء إن “القرار الروسي شكل مفاجأة لها، خصوصاً أنها لم تلحظ أية مؤشرات تدل على حصوله”، وفقاً لصحيفة الشرق الأوسط.

وكشفت هذه المصادر أن “وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، الذي حضر يوم الأحد الماضي اجتماعاً في باريس ضمه إلى نظرائه الفرنسي والبريطاني والألماني والإيطالي ووزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي لم يأت إطلاقاً على ذكره أو التلميح إليه”، مضيفةً أنه “استخدم لغة فجة داخل الاجتماع للتعبير عن “غيظ” أمريكي إزاء التعاطي الروسي في مرحلة وقف الأعمال العدائية. وذهبت هذه المصادر إلى ترجيح أن يكون الطرف الروسي فاجأ أيضاً واشنطن بقراره”.

بيد أن هذه المصادر وبانتظار أن يتبين بشكل أفضل مدى الانسحاب الروسي وترجمته ميدانياً وطبيعة القوات المنسحبة والأخرى التي ستبقى في سوريا والمهمات التي ستقوم بها، فضلت الالتزام بموقف “حذر” إذ إن موسكو “عودتنا على المفاجآت”. ولكن بانتظار جلاء المواقف، فإن المصادر الغربية تطرح عدة فرضيات أولها أن تكون القرار الروسي “عقاباً للرئيس الأسد” لأنه لم يتعاون أو لم يستجب تماماً لما تريد موسكو أن يقوم به بعد أن أخذ يشعر أنه في وضع قوي بفضل التدخل الروسي الكثيف الذي بدأ نهاية سبتمبر الماضي.

وبحسب هذه المصادر، فإنه إذا صحت هذه الفرضية فإن الأسد يكون قد ارتكب “خطأ فادحاً لن يفلت من دفع ثمنه” باعتبار أن روسيا وفرت له بداية مظلة الحماية السياسية والدبلوماسية الدولية في الأمم المتحدة والمحافل الأخرى ومدته بالسلاح والعتاد والخبرات العسكرية، قبل أن تهب لنجدته عندما وجدت أن وضعه العسكري قد تدهور وأن نظامه أصبح مهدداً حقيقة.

التكلفة المادية
أما الاعتبار الثاني الذي تتوقف عنده المصادر الغربية فيمس التكلفة المادية للتدخل الروسي رغم أنها تعتبر أن حرب روسيا في سوريا تدخل في باب الحروب “منخفضة الكلفة” لاعتبارات عسكرية وتقنية ونوعية الأسلحة المستخدمة وخلاف ذلك. بيد أن الوضع المتردي للاقتصاد الروسي لجهة تراجع أسعار النفط والغاز وحالة الميزانية الروسية يرجح أن تكون قد لعبت كلها دوراً في حمل بوتين على اتخاذ قرار الانسحاب المفاجئ “كما اتخذ قرار التدخل الكثيف المفاجئ”.

ولا تستبعد هذه المصادر أن تكون موسكو سعت لقطع الطريق على عقوبات اقتصادية أمريكية جديدة عليها، خصوصاً أن الوزير كيري كان أعلن أن فشل الهدنة سيعني اللجوء إلى خطة بديلة قد تكون عسكرية عن طريق تقديم دعم عسكري أقوى نوعياً وكمياً للمعارضة أو فرض تدابير اقتصادية مشددة على روسيا. وفي أي حال، ترى هذه المصادر أن موسكو بررت تدخلها بالرغبة في ضرب التنظيمات التي تعتبرها إرهابية وعلى رأسها داعش والنصرة.

وترى هذه المصادر أن “الهدف الوحيد الذي حققته موسكو هو إنقاذ النظام في الوقت الراهن، مما يعني أن الحرب ستستمر، وأن روسيا ستجد نفسها غارقة في أوحالها، وهذا ربما ما سعى بوتين لتلافيه عبر قرار الانسحاب”.

التعليقات